القصص والروايات يختص بالقصص والروايات الادبيه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-11-2016, 02:12 AM   #1


[align=center][tabletext="width:80%;background-image:url('http://up8.cc/img/p1v05210.jpg');"][cell="filter:;"][align=center]
[align=center][tabletext="width:50%;background-image:url('http://up8.cc/img/va405210.gif');"][cell="filter:;"][align=center]
الإنسان دوما في رحلة سعي دائم للتعرف على شخصيته ومعرفة سلبياتها وايجابياتها، فمعرفة الإنسان بنمط شخصيته بلا شك سيكون له أثر بالغ في محاولة تفادي الأنماط السيئة التي تظهر من خلال علاقاته وتعاملاته مع من حوله في الحياة، كما أن معرفته بالأنماط الايجابية التي يتمتع بها سيزيد من ثقته بنفسه، وتجعله يعمل على تنميتها بالقدر الذي يساعده على خلق مساحة من التفاؤل والسعادة يساعده على المزيد من التألق والنجاح.
وهذا النص هو تلخيص لما احببت وكرهت في حياتي ، هو استفسارات وجودية عما كان يحيط بي
هو ما صدقته وتوهمت وكان له اثر في صنع حياتي هوما يظهر علي من خلال توجهاتي وردود أفعالي ، بل هو طريقة تفكيري ورايي في غيري
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]


[blink]أشباح الماضي سلوك الحاضر[/blink]
كنت احاول ا انام على وسادة من ليالي الظلمة والخيال ومراقبة الاشباح ..
أفتح عينا وأغلق اخرى حتى أتاكد ان مربيتي على سريرها تغط في نومها العميق..
يدي تتحسس ما تحت المخدة
هل مازال المصحف والمذياع الصغير بسماعة أذن موجودان ؟

لم يكن الامر احتماء من خوف ولكن ثقة بكتاب الله كما انزله الله واستئناسا ببرنامج يامسهرني الإذاعي الذي كنت احب من خلاله سماع قصص سائقي الليل وما فيها من مغامرات واشباح ترافق ليلهم ..
هي ذي طفولتي التي كانت في غرفة لها نافذة تطل على حديقة بيتنا بحوض سباحتها الذي كانت تتمتع به اشباح الليل ،ونافذة ثانية على جزء من حديقة الجيران ومنه كانت تتسلل صديقتي عبر سلم حديدي حيث نلتقي في الليالي القمرية لقراءة القصص وتشخيص بعض مضامينها

بعد هذا صارت الوسادة صورة شهرزاد التي كانت ترسم لي الف ليلة وليلة من الخيالات والتصورات والشخوص والاحداث ...
وحين لا تسقيني شهرزاد لحظة من شفاهها كنت ارميها في نهر او بئر بيتنا ..

هي كائنات كانت تملأ ذكورتي وانسانيتي وعقلي الصغير ....
صباحا في الطريق الى المدرسة كنت اضحك من بنت جيراننا وهي تحكي لي احلام ليلها ،وكيف كانت تخبئ رأسها في الغطاء لان الاشباح اتت لتذبحها او تخنقها،
لا تهدا و تطمئن الا حين تسمع شخير ابيها او آهات أمها القوية وسريرهما يصدر صريرا مزعجا من غرفة لصيقة بغرفتها

كم كنت اسخر من جهلها فهي لا تعي معنى أن تتأوه امها بقوة ،وان يرتفع زفير ابيها وشهيقه ،وان يشكو السرير عدوانا بصوت مرتفع وفوقه جسدان بثقل الفيل وحَرمه يمارسان حياتهما الطبيعية ..
منذ طفولتي المبكرة كنت اعي الكثير لان ما توفر بين يدي من كتب الجيب الفرنسية والتي كانت لا تفارق محفظتي الجلدية وما كنت اسمعه من محطات اذاعية اجنبية و اشاهده عبر فضائيات اوروبية مكنني من ان اعي جوانب كثيرة من الحياة ،اميز بين واقعها وخيالها وان اتحسس شاعريتي ووعيي قبل الأوان
كثيرا في طفولتي الأولى ما سرح بي التفكير : من أين تأتي الأشباح التي نراها ليلا ؟
حين اسال مربيتي كانت تقول : اشباحك من اعمالك
كنت اصدقها لان الاشباح التي كنت اراها كانت مرة تزورني بلباس ازرق ومرة بلباس أبيض ..
صراحة كنت لا احب ذات اللباس الأبيض لانها تذكرني بالموت ،وكأنها كانت تهيئني لاحداث وقعت في رجولتي ... كنت افضل ذات اللباس الازرق لان لها شكل حكايات القصص العربية التي كانت تاتي بها صديقتي ليلا او اقتنيها من مكتبة المدرسة ..فقد كان فيها عطر بنت السلطان التي تعوض به غباءها وقبحها غسلا بماء القرنفل وبخور اللبان وتثق باشباح الجن الذين سحروها حتى لا تتزوج حبيبها ابن حفار القبور.. وكانت فيها رائحة حذاء الصياد والفأس المسحورة والتي حرمته من كنز وهبه الله له بلا تعب ولا كد ...
وحدها سيرة سيف بن ذي يزن ومغامراته مع الاحباش كانت تقوي اشباح خيالي بلباسه غير البشري وبأصوله الجنية ومغامراته وهو يسترد زوجته منية النفوس ممن خطفوها ..
والى اليوم مازلت انتظر عودة سيف بن ذي يزن الذي لحق بأمه ولم يعد ..فهل يعود ؟؟
في حين أن القصص الفرنسية التي كانت تقتنيها لي أمي كانت دوما معطرة بمياه الآس ،تجري عبر انهار السين واللوار والفولجا واشجار الجنان بكل فواكهها الدانية وتموجات الهضاب الخضراء الممتدة بلاحد ،وشهوة البحر برائحته التي تنعش المغامرة وباحاسيس فيكتور هوجو و رومانسية لامارتين وقصص لا فونتين المأخوذة عن كليلة ودمنة بتعديل ذكي وتصريح اوضح
كم احببت هؤلاء وكم من رحله ومغامرة بحرية قد شاركت فيها بتصوراتي وخيالاتي واضافاتي المثيرة التي كانت تحير والدي الحريص على ان اصير مهندس قناطر او طبيب قلب ...
ومع مراهقتي ماعدت اقنع بتلك القصص والحكايات الطفولية بل شرعت ادخل مكتبة ابي لانهل مما تزخر به من رواد القصص العربي ، تحليلات محمود تيمور ، وتركيبات مصطفى العقاد، وشخصيات نجيب محفوظ ،وعوالم عبد الحميد جودة السحار ،ودواهي يوسف ادريس ،وغراميات السباعي واحسان عبد القدوس وترجمات رامي والمنفلوطي ،وانتقادات سلامة موسى لمجتمعه ....و...و...
ناهيك عن دواوين الشعر التي كان يكفيني ان اقرا النص مرتين ليترسخ في عقلي كالقدر
في مكتبة امي كنت انهل من الادب العالمي الشيق والممتع : عوالم لشكسبير ،وهزليات موليير ،وجريمة وعقاب دستويفسكي ،ومعاناة البؤساء عند هوجو والاسود والاحمر لستاندال، وآلام فيرتر ليوهان جوتة
وروائع بودلير في أزهار الش ،وعشت الحقيقة والحلم مع العبقري طاغور الهندي في جني الثمار كما عايشت حرب طروادة في الالياذة وتوسدت الليالي الطوال الكوميديا الالهية لدانتي اقراها على مهل واراجع فيها ابي تارة وتارة اخرى امي وهي ما حفزني ان اهئ شهادة عليا في الديانات المقارنة بعد اجازتي الأدبية
هي كتب كانت أكبر من عمري ولكني كنت ألتهمها التهاما
جدران غرفتي كانت جمالا ينطق بالانوثة الطاغية لجميلات ممثلات السينما الغربية والامريكية بصفاء عيونهن ورشاقتهن ونهودهن العارية وخلو اجسادهن من ارداف تفيض شحما ولحما ..

كلهن كن احلامي وخيالاتي بل حتى كتاباتي الانشائية التي كنت اتفوق فيها على جميع اترابي في المدرسة ،وقد دخلت متحديا في مسابقة وانا تلميذ بالاعدادية مع تلاميذ في المرحلة الثانوية و بعدأن سخروا مني بقدر غرورهم هزمتهم جميعا بما سطرته من خيالات وصور في موضوع تم طرحه حول: هل الحياة هم الناس الذين نعيش معهم ام التصورات التي يكونها عقلنا عن طريق الخيال ؟

اذكر ان احد الاساتذة من لجنة التحكيم حاول ان يناقشني عن معنى عبارة كتبتها تتحدث عن مرايا النوم ،واراد ان يعرف كيف لا تكون لنا جميعا نفس المرايا فواجهته بالقول :
قد تكون مرآتي صقيلة مجلوة لانها مما يوفره بيتي من انتماء سوسيوثقافي ومن طمأنينة وثقة بالنفس وحرية النقاش وادوات مدرسية ... في حين ان مرآتك ضبابية بخدوش من مجتمع ما رحم طفولتك ولا اعطاها اي اعتبار ....توقفت قليلا حتى لا اخطئ في حقه ثم قلت : لكل منا اشباحه الخاصة والمفضلة وزوار ليله وما يمثلونه من حكايات ومسرحيات وما يسلمون به من معتقدات واساطير وما يعدونه ضربا من ظلاميات الفكر والنفس
هنا هب اعضاء اللجنة وصفقوا لي واعلنوا عن فوزي باول جائزة اتحدى بها الساخرين ممن كانوا اكبر مني جسدا وعمرا ...
اشباح الماضي وتصوراته هي ما كون رجولتي اليوم ، هي طباعي وجسارتي وجرأتي وقدرتي على التحدي
هي الجمال الساكن في اعماقي والذي كانت تحسسني به امي بحبها الجارف لي ،وحرصها على لباسي واناقتي ،هي افتخار أبي بي سيان كان مع أصدقائه او افرادا من عائلتي والذي ما حسسني يوما أنه ابي وانما هو صديق يناقشني ويوجهني ويصحبني معه في سفرياته او يستشير معي في قضايا عمله ..
هي شهرزاد الشرقية التي ما فارقت خيالي ، والتي وفيت لها العهد حتى وصلت رقعة من وطنها وأنا رجل بحسب ونسب ووظيفة سامية اخطب يدها فصدتني عجرفة شهريار الاب الذي كرهته وآمنت انه سفاك قاتل لا يرحم حتى فلذة كبده، فاحرى من هي زوجة له ،ملَّكه الشرع حرية اختيار غيرها مثنى وثلاث وربع ولاغرابة فلن يلد مثل هذا الرجل الا قاسيا يعاود به نموذجه عبر السنين
أشباح الماضي هي كل تلك الانهار من الدموع التي كانت تملأ بها الممثلات العربيات السينما وما عرفت ُلها سببا حتى كبرت وانجزت بحثا في مصر قلب قبور الفراعنة ، وفي كنيسة القديس مارقوس حيث خالطت المصريين واستمعت لحديث بناتهم ونسائهم وراقبت سلوكات رجالهم وكيف يضحي البعض منهم بابنائه زجا في تعليم من كتب صفراء في السحر الاحمر والشعوذة والدجل ومجالسة اصحاب الطالع والمندل والتربيعات وحساب الرمل ....
أشباح الماضي هي تلك الصور التي لم تفارقني عن اكثر من بقعة طاهرة على الارض يسكنها قوم نجس يرتدون الدين لباسا وفي الاعماق يفرخ ابليس اهله ورعاياه وحواريه
ختاما اقول اننا جميعا نتصرف حسب ما ظل يسكننا من اشباح وكل منا رجل او امراة شبح سائر ولكنه قد لا يعرف نفسه ولا يحس بجنسية ولا لون ولا دين ولا حتى هوايات الطائر المعلق في عنقه وقد تعلمت من الدراسات الدينية المقارنة كيف أننا بتحكم العقلانية والسمو بالإنسان يمكن ان تصير الحقائق المجردة الهدف الأسمى لوجودنا الانساني في ظل افضل ما رحم به الله الانسانية ديننا الحنيف لا كما اوله دهاقنة الاسلام وانما كما قال عنه سيد البرية :
إِنَّ هذا الدِّينَ يُسْرٌ ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا ، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَىْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ


محمد سعد
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]





  رد مع اقتباس
قديم 11-11-2016, 02:09 PM   #2

افتراضي

قصهَ جميله وممتعهَ رغمَ
وجود تلكَ الأشبآح المخيفهَ


وفقتَ أخي في سردهآ .."





  رد مع اقتباس
قديم 11-11-2016, 07:44 PM   #3

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رهفَ مشاهدة المشاركة
قصهَ جميله وممتعهَ رغمَ
وجود تلكَ الأشبآح المخيفهَ


وفقتَ أخي في سردهآ .."
اهلا رهف
كما كانت تقول مربيتي
اشباحك من نفسك
كل الودلك





  رد مع اقتباس
قديم 11-12-2016, 04:16 AM   #4

افتراضي

كل الشكر لك على الطرح
سلمت اكف الطهر فاضلي
بوركت وطاب عطاؤك





  رد مع اقتباس
قديم 11-12-2016, 01:21 PM   #5

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قطرات المطر مشاهدة المشاركة
كل الشكر لك على الطرح
سلمت اكف الطهر فاضلي
بوركت وطاب عطاؤك
وانت حقا روح عن البقية اختلاف
حضور بذوق يعلن إحساسا فياضا
ودي





  رد مع اقتباس
قديم 12-30-2020, 04:12 PM   #6

الابتسامة حديث طيب
افتراضي

جميل ماسطرت وفعلا لكل منا اشباحه يصنعها بنفسه فلا يلوم احد عليها
كل الشكر لطرح الراقى والاسلوب السلس





  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الندوة الثانية لطب تطور و سلوك الأطفال ريكي ري الصحه والطب 1 03-23-2015 05:37 PM
السيطرة نمط أو سلوك الوعد الصادق النقاش العـام 3 12-31-2012 09:38 PM
ذكريات من الماضي سراب الشعــــــــــــر 10 06-21-2010 02:43 AM
يا صبيه سموك آخذ من صفاتك واتنفسك حلم عالم حواء 10 10-14-2009 11:45 PM
أستاد الملك عبد الله الرياضي الجديد بجدة لايفوتكم مخاوي الليل القسم الريـــاضي 15 03-20-2009 08:00 PM



الساعة الآن 12:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas