يوصف القانون الدولي غزو واحتلال العراق عدواناً, وتوصفه محكمة العدل الدولية بـ "إرهاب القوة" أي استخدام القوة اللاشرعي ,خصوصا بعد ثبوت زيف وأكاذيب مبررات العدوان الأساسية التي تذرع بها بوش وإدارته والمحافظين , وقد ضللوا الرأي العام العالمي وتلك جريمة بحد ذاتها, ولعل كان أبرز المبررات امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل وثبت خلو العراق منها, وعلاقته بأحداث 11 أيلول2001, كما صورته مؤسسات الدعاية الأمريكية ومكاتب العلاقات العامة, وثبت بالدلائل لا أسلحة دمار شامل ولا علاقة للعراق بتلك الإحداث المثيرة للجدل حتى اليوم , وقد غيرت الحرب ملامح التاريخ الإنساني ودمرت العراق دولة وشعبا , ومزقت المنطقة العربية بالحروب والنزاعات , وبعثرت النسق الدولي , واغتالت الشرعية الدولية , وألحقتها بمنظومة الحرب العالمية على الإرهاب ذات الطابع الديني الراديكالي المتشدد,وقد خلفت جرائم حرب كبرى, وجرائم ضد الإنسانية الجينوسايد في العراق وأفغانستان وبقع أخرى من العالم ولعل ما نشره موقع ويكيليكس من وثائق دقيقة تثبت حمامات الدم في العراق وقد اشتركت فيها دول أجنبية وإقليمية ومليشيات وأدوات سياسية ضالعة وبذلك أصبح العالم رهينة لتجار الموت والقتل اللذين باتوا يصنعون الإرهاب كمبرر لتجارة الأمن المربحة وبالتأكيد نعيش اليوم في عالم فوضوي وغياب المجتمع الدولي والمؤسسات الأخرى التي تدعي ولعل شعب العراق بعد الغزو عام 2003قد وثقت ذاكرته مشاهد بشعة سادية وقتل جماعي خارج القانون وتطهير طائفي قل نظيره بالعالم تحت مزدوجي الديمقراطية والإرهاب , وقد جرى توظفيهما بشكل طائفي بشع خلف حزمة من جرائم حرب التي لا تسقط بالتقدم مهما طال الزمن.
|