08-29-2024, 08:03 PM | #1 |
|
شرع الله فى كتابه قواعد الأجور وهو ثواب وعقاب الأعمال فى كتاب أعمال الإنسان وهى : القاعدة الأولى : أى عمل ليس ماليا مهما أكثرت منه ليس له ثواب سوى : عشر حسنات وفى هذا قال سبحانه : " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها " القاعدة الثانية : العمل المالى النافع يستوى فى ذلك أن تطعم زوجك أو ولدك أو والديك أو تعطى لغيرهم أى شىء مالى كالطعام أو اللبس أو غير هذا ثوابه أحد احتمالين : الأول : سبعمائة حسنة الثانى : ضعف السبعمائة وهو ألف أربعمائة وفى هذا قال سبحانه : "مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" والذى يجعل الثواب يفرق هو : النفقة المعلنة هى الأقل ثوابا وأما النفقة فى الخفاء فهى الأكثر ثوابا وفى هذا قال سبحانه : "إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ" القاعدة الثالثة : الجهاد هو أفضل الأعمال ومن ثم يجعلك إن كنت من أهله كنت مجاهدا بالنفس أو بالمال أو بهما معا من أهل القرب والسبق فتكون فى الدرجة العليا من الجنة بينما لو قعدت عن الجهاد بأى من النفس والمال فأنت فى درجة أهل اليمين وفى هذا قال سبحانه فى علو درجة المجاهدين عن القاعدين : " فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً" ومن ثم درجات الجنة درجتين فقط ولذا قال أعطى المجاهد وهو الخائف جنتين فى الجنة الكبرى وأعطى القاعد جنتين أقل منهما حيث قال : "وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (47) ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (48) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (49) فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ (50) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (51) فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ (52) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (53) مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ (54) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (55) فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (56) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (57) كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (58) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (59) هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (60) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (61) وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ" والمقصود: "ولمن خاف مقام ربه جنتان " " ومن دونهما جنتان " ولذا قسم الله اهل الجنة لفريقين حيث قال : "وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (7) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ" القاعدة الرابعة : من عمل سيئة فأجرها وهو عقابها مثلها والمقصود من ارتكب ذنبا وهى سيئة فله سوء مشابه وهو عقاب مستمر كما قال سبحانه: "وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ" "وفسر الله المثل بأن العقاب هو دخول النار حيث قال: "وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ" كما وضحه بانه جزاء العمل السوء حيث قال : "وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" القاعدة الخامسة : من عمل أى عمل صالحا بعد استغفاره من أى سيئة يتم محو كل السيئات التى ارتكبها من قبل كلها بدون استثناء وفى المعنى قال سبحانه : " إن الحسنات يذهبن السيئات " وهو ما فسره الله بتكفير السيئات والمقصود : العفو عن عقوبة تلك الذنوب القاعدة السادسة : يشترط لقبول الاستغفار وهو التوبة من السيئات ومن ثم قبول الحسنة وهى العمل الصالح أن تكون قبل الموت وليس ساعة الموت وفى المعنى قال سبحانه : "وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا" القاعدة السابعة: الحساب على العمل الصالح ككل كعما واحد وليس على أجزائه فالله مثلا لا يعطى حسنة لغسل الوجه وحسنة لغسل اليدين وحسنة لمسح الرأس وحسنة لغسل الرجلين وإنما يعطى حسنة واحد على ما نسميه الوضوء ومثلا الله لا يعطى المصلى حسنة لاتجاهه للكعبة وحسنة لقراءة بعض من القرآن ولا يعطى حسنة على كل حرف من القراءة فالصلاة بكل اعمالها عمل واحد عليه حسنة ولذا بين الله أن المجاهدين الذين يجوعون أو يعطشون أو يتعبون والذين يقطعون الأودية والمقصود الذين يسيرون فى الطرق لا يحاسبون كل خطوة بحسنة وإنما قطع الوادى قصر أو طال له عمل صالح واحد كما بين أن النفقة من المجاهدين لا يحاسب المجاهد فيها على عدد الدنانير أو عدد الدراهم كحسنات وإنما كل الدنانير والدراهم كلها عمل صالح واحد وفى المعنى قال سبحانه : " مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (120) وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" القاعدة الثامنة : الأجر ليس له علاقة بالمكان الذى يتم فيه العمل والمقصود : أن ألأجر لا يزيد لكونك فى مكان ما ولا ينقص لكونك فى مكان أخر فكونك فى الكعبة أو فى الأقصى عملك سيكون بعشر حسنات أو بسبعمائة أو بألف مثل هو الأجر فى كونك فى بلدك البعيد عنهما الأجر لا يزيد أيضا ولا ينقص بسبب اختلاف زمنك عن زمن النبى (ص) ولا عن زمن من يأتى بعدك فقواعد الأجر هى هى من أول إنسان وحتى الإنسان الأخير لن تختلف وإلا اختل ميزان العدل الإلهى وهو لا يختل أبدا كما قال سبحانه : " وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ" من يفكر سيجد فى المثال التالى اختلال موازين : غنى يذهب للحج ويصلى فى الكعبة وفقير لا يملك مالا فلا يحج ولا يصلى فى الكعبة فهل سيأخذ الغنى ثواب أكثر من الفقير فى الصلاة ؟ الجواب : كلا فمن أعطى الرزق هو الله ولو حاسب بمكيالين لكان هناك ظلم ومن ثم صلاتك فى أى مكان لها نفس الأجر أنت وغيرك لكى لا تختل موازين العدل نفقة سفر حج الغنى كنفقة سفر الفقير إلى عمله كلاهما له نفس الثواب ومن ثم قواعد الأجر لا تختلف وإلا كان هناك ظلم للبعض والله عادل لا يمكن أن يظلم أحد كما قال سبحانه : " وما ربك بظلام للعبيد " ومن ثم أى رواية تتحدث عن اختلاف الأجور وعن تفاضل الأعمال غير ما فى كتاب الله هى رواية لم ينطق بها النبى (ص) ولم يقلها ولو صدقنا كل ما ينسب له لوجب اعتبر الرجل مجنون والعياذ بالله وهو ليس بمجنون لأنهم جعلوه يقول القول وعكسه كذا مرة ونظرة على الروايات التالية تبين تلك التعارضات : عن أبى هريرة أن رسول الله سئل أى العمل أفضل فقال إيمان بالله ورسوله قيل ثم ماذا قال الجهاد وفى رواية أفضل الأعمال بعد الصلاة المكتوبة والزكاة "رواه البخارى ومسلم والترمذى وفى رواية سئل النبى أى الأعمال أفضل قال الصلاة لأول وقتها رواه البخارى ومسلم والترمذى "قيل يارسول الله أى الأعمال أفضل قال اجتناب المحارم "رواه ابن المبارك "ألا أنبئكم بخير أعمالكم 000قال ذكر الله "رواه الترمذى "أن رجلا سأل رسول الله أى الإسلام خير قال تطعم الطعام وتقرأ السلام "رواه البخارى أفضل العمل نجده مرة الإيمان ونجده مرة الصلاة والزكاة ومرة الصلاة وحدها لوقتها ومرة اجتناب المحارم ونجده مرة ذكر الله ومرة اطعام الطعام وكل هذا متعارض فالعمل الأفضل واحد وليس متعدد والكل يعارض كتاب الله فى كون العمل الأفضل الجهاد هذه عينة من روايات التفاضل فى موضوع واحد وهو العمل الأفضل والغرض منها عند من وضعوا الروايات تشويه صورة الرسول(ص) واظهاره بصورة المجنون الذى يعارض كلامه مرة بعد مرة واظهاره بصورة من يكذب كتاب الله وهناك موضوعات متعددة فى مسائل التفاضل فى الأجور وفى الرجال وفى النساء تظهر تعارضات من يعقل سيكتفى بما سبق من بيانها وبيان أنها وضعت لتشويه صورة النبى(ص) |
08-30-2024, 12:52 AM | #2 |
|
|
|
|