الاسلامي يختص بالمواضيع الاسلامية والدينية ...

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-17-2024, 07:48 PM   #1


تحفيز الإنسان
من البدع المخترعة فى العصور المختلفة ما يسمى بتكريم الموهوبين أو المتفوقين سواء كان فى المدارس أو فى المؤسسات الحكومية وذلك إما عن طريق من الطرق التالية :
صرف مبالغ مالية
عمل شهادة تكريم ورقية
عمل درع من خشب أو من معدن
اهداء هدايا
التصوير مع المكرم
أو غير هذا مما يستجد
فى كتاب الله لا يوجد ما يسمى أن من يتميز فى عمله يتم صرف شىء له أو يتم اعطائه شىء لأنه قام بما عليه من واجبات
ومن هنا جاءت المقولة :
لا شكر على واجب
فحتى من يقوم بعمل زملائه فهذا واجب عليه أيضا من باب التعاون الذى قال سبحانه فيه :
"وتعاونوا على البر والتقوى "
فمن يتميز فى الخير يتميز من أجل مصلحته الدنيوية والأخروية كما قال سبحانه فى كتابه :
" من شكر فإنما يشكر لنفسه "
وقال :
" من اهتدى فإنما يهتدى لنفسه "
سياسة التكريم أو ما يسمونها سياسة التحفيز سياسة خارجة على أحكام الله فالله طلب من المؤمنين التسابق وهو :
المسارعة إلى طاعة الله المؤدية للجنة
وهو قوله سبحانه :
" سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ"
وهو ما فسره بقوله :
"وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ"
ومن ثم فالتكريم هو :
تكريم أخروى وليس دنيوى
وهو :
دخول الجنة
فى حياتنا الحالية تجد المدارس والمصالح تصدر ألوف ألوفا مؤلفة من شهادات التقدير وتجد أصحاب المناصب أو الأموال يكرمون من يعملون التوافه مثل :
رجل أو امرأة يلعب لعبة لا فائدة منها للناس فى البلاد وإنما هى تكلف الميزانية أموالا طائلة من حيث بناء ملاعب بالملايين أو بالمليارات
رجل يطوف بعجلة أو دراجة بلاد العالم
رجل صعد على قمة جبل
رجل أو امرأة مثل دورا من الأدوار فى الخيالة
امرأة رقصت أمام العالم
وعندما تتكاثر شهادات التقدير وتجد الناس يتصورون معها وتجد مسئولا يتصدر الصورة فهذا معناه :
أن المجتمع فى تدهور وانحدار فى كل المجالات
من يبنون أنفسهم ودولهم لا يحتاجون لشهادات تقدير ولا تصوير وإنما تجدهم يبتعدون عن ذلك تجدهم يعملون فى صمت
وفى التراث نجد حكاية تدل على تفاهة بعض أصحاب المناصب وأصحاب الأموال فقد ذهب أحد المهرجين وكانوا يسمونهم الصفاعين لأنهم يصفعون بعضهم البعض كى يضحكوا الناس إلى الخليفة وعرض عليه مهارته
ما هى المهارة التى عرضها ؟
أن يغرس إبرة فى الأرض ويقوم برمى إبرة أخرى فى ثقب الإبرة الأولى وهكذا حتى بلغ عدد الإبر عددا كبيرا
رجل أضاع عمره فى تعلم أمر لا فائدة منه لن يعطيه حسنات وإنما سيئات ولن يفيد الناس من حوله
ماذا فعل الخليفة فى الرواية :
أعطاه ألف دينار
فأضاع أموال الناس
وأمر بضربه ألف سوط
فخالف عقوبات الدين
بالطبع يتخيل البعض أنه طالما عمل عمله فهو يستحق التكريم باقامة الحفلات واعطاء كذا
إن عملك تأخذ عليه أجر أى ما يسمونه الراتب فكيف تطلب غيره ؟
هذا هو العدل :
عمل فى مقابل راتب وعقاب فى مقابل إهمال
يختلف الأمر عندما يقوم الزملاء أو الزميلات بعمل حفلة لزميلهم أو زميلتهم فهذا ليس نوع من التكريم وإنما هو :
نوع من اظهار المحبة فيما بينهم
فهو من قبيل التهادى والهدية مقبولة طالما لم تكن رشوة وإنما قصد منه خلفها ادخال السرور على قلب الإنسان
وأما تحفيز الطلاب فهو أمر يأتى بنقيض ما يريد المحفز فعندما يجد الطفل الصغير أن مقابل كل عمل حافز مادى سيتعود على مصيبة وهى ألا يعمل أى عمل إلا إذا وجد محفز مادى
وهو ما نخطىء فيه فى أثناء تربيتنا لأولادنا عندما نربط مثلا أكلهم بمحفز مثل :
اعطائه نقود
أو شراء لعبة أو فرجته على التلفاز أو على المحمول أى ما شابه
ومن ثم يحدث عيب خطير وهو :
أن الطفل لن يأكل طالما لم يجد محفزا
ومن ثم من الممكن أن يجوع ويتألم ولا يأكل فى انتظار أن يعطيه الغير المحفز الحافز السوء
ومن ثم لا يجب إثابة الطفل على شىء لأنه فيما بعد لن يعمل أى شىء إلا فى وجود المحفز
ومن ثم يجب ربط العمل بالمحفزات الإلهية وهى الحسنات
إن أكلت ستأخذ عشر حسنات
إن شربت ستأخذ عشر حسنات
أو نربطه بنتيجته :
إن أخذت الدواء ستشفى
إن أكلت ستكبر وتصبح قوى
إن ذهبت إلى المدرسة سوف تقرأ وتكتب دون أن يساعدك أحد وتستطيع تشغيل الآلات عن طريق القراءة
وواجبنا هو :
عدم تربية أولادنا على تلك المصيبة التى اخترعها علماء النفس ونتيجتها أن تربية أجيال على تلك النظريات وهذه الأجيال حاليا نحن نعانى منها فعندما كنا صغار عندما يقول أحد الكبار من سيذهب لشراء شىء أو يذهب عند فلان ويقول له كذا كنت تجد الكل إلا نادرا يقوم بقضاء الحاجة وهو لا ينتظر أجر
حاليا أولادنا نعانى منهم نتيجة نظرية التحفيز( المثير والاستجابة) وغيرها من النظريات التربوية فبعضنا لو قال لابنه :
هات الكوب لأشرب
أو :
قم اذهب لبيت فلان
لن تجد استجابة
حتى الحيوانات تعودت على أن تؤدى العمل بدون طلب منها لأن الله فطرها على أداء العمل دون محفز فعندما كنا نحمل الحمار الغبيط وما عليه كان يقوم بالذهاب للدار أو للغيط وحده دون أن يطلب منه أحد ذلك
نظرية المثير والاستجابة أنتجت لنا حتى موظفين يقولوا الكلمة الشهيرة :
على قد فلوسهم
نحن نؤدى الأعمال أيا كانت من أجل شىء واحد وهو :
دخول الجنة
وليس من أجل مقابل دنيوى





  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



الساعة الآن 05:57 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas