الاسلامي يختص بالمواضيع الاسلامية والدينية ...

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-30-2024, 07:22 PM   #1


مناقشة لتفسير آية الكرسي
موضوع البحث هو تفسير آية الكرسى وقد ابتدأ بذكر رواية تعتبر الآية أعظم آيات القرآن حيث قال :
قوله تعالى ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم) هذه الآية أعظم آية في كتاب الله كما سأل النبي _ صلى الله عليه وسلم _ أبي كعب وقال : أي آية أعظم في كتاب الله ؟ قال: آية الكرسي فضرب على صدره وقال: ليهنك العلم يا أبا منذر
ولهذا من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح.
والخطأ كونها أعظم آية أو سيدة لآى القرآن ويخالف هذا كون القرآن كله سواء بسبب وحدة المصدر ووجوب الإيمان بها والعمل بها والسؤال الآن إذا كان هناك أعظم فأين الأحقر أو الأصغر؟وإذا كان هناك عظام أى سادة فى القرآن فأين الآيات الأحقر أى العبيد ؟
ويعارض هذا وصف الله للقرآن كله بالعظيم فى قوله :
"وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ"
ومن ثم لا يوجد فيه ما هو أعظم واحقر فكله سواء
وفسر الجملة الأولى تفسيرا لغويا نحويا فقال :
"يقول الله –عز و جل- (الله) ولله علم خاص بالذات العلية لا تطلق على غيره لا في الجاهلية ولا في الإسلام فالله هو رب العالمين وهو هنا محط الخبر.
قوله تعالى:( لا إله إلا هو) إله بمعنى مألوه والمألوه بمعنى المعبود حبا و تعظيما والآلهة المعبودة في الأرض هي في السماء كالملائكة كلها لا تستحق العبادة الذي يستحق العبادة هو الله رب العالمين و(إله) اسم (لا) و (لا) هنا نافية للجنس فـ (لا إله) نفي عام محض شامل لجميع أفراده وقوله( إلا هو) بدل من خبر (لا) المحذوف لأن التقدير (لا إله حق إلا هو) .
وقوله (الحي القيوم) هذان اسمان من أسمائه وهما جامعان لكمال الأوصاف والأفعال فكمال الأوصاف في (الحي) والأفعال في(القيوم) لأن معنى الحي ذو الحياة الكاملة ويدل على ذلك (أل) المفيدة للاستغراق وكمال الحياة من حيث الوجود و العدم ومن حيث الكمال والنقص فإذا نظرنا إلى حياة الإنسان وجدناها ناقصة، ولهذا قال بعض السلف: ينبغي للإنسان أن يصل لأن هذا هو
وجه الكمال ليس وجه الكمال أن تفنى الخليقة فقط بل وجه الكمال لله أن تفنى الخليقة ويبقى الله –عز وجل- ، وقوله (القيوم) أصل القيوم من القيام وهي صيغة مبالغة ومعنى القيوم القائم بنفسه والقائم على غيره."
وفسر الجملة الثانية حيث قال :
وقوله ( لا تأخذه سنة ولا نوم) لم يقل لا ينام بل قال (لا تأخذه) حتى يشمل الأخذ بالغلبة والأخذ بالاختيار لأن النوم صفة نقص فهو نقص من حيث الكمال الذاتي ونقص من حيث الكمال المتعلق بالغير، والنوم نقص من حيث الكمال الذاتي لأن الإنسان الذي ينام معناه أن بدنه يتعب فيحتاج إلى نوم يستريح به مما مضى ويستجد به النشاط لم يستقبل ولهذا فإن أهل الجنة لا ينامون لكمال حياتهم وأبدانهم ولا يلحقهم مرض ولا نحوه، وكان النبي –صلى الله عليه وسلم –
يقول عند المنام : ((إن أمسكت نفسي فاغفر لها و ارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ عبادك الصالحين ))، فالحاصل أن الله -سبحانه و تعالى- لا يمكن أن ينام قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام ))
وكلمة لا ينبغي في القرآن والسنة معناه الشيء الممتنع غاية الامتناع، وقوله ( لا تأخذه سنة ولا نوم) من الصفات السلبية والقاعدة في أسماء الله وصفاته أنه لا يوجد في صفات الله صفة سلبية محضة بل إنما تذكر لكمال ضدها فلكمال حياته وكمال قيوميته لا تأخذه سنة ولا نوم.
وفى الفقرة نسى الكاتب تفسير السنة وهى التعب أى اللغوب كما قال سبحانه :
" وما مسنا من لغوب"
والسنة هنا ليست بمعنى النعاس وإنما بمعنى المرض وهو التعب كما فى قوله سبحانه " ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين"
وفسر الثالثة والرابعة مركزا على التفسير اللغوى حيث قال :
"ثم قال الله –سبحانه وتعالى – في الجملة الثالثة (له ما في السماوات وما في الأرض) وعبر بـ (ما) ليشمل الأعيان و الأحوال إذا له ما في السماوات خلقا و ملكا وتدبيرا وإذا كان له ما في السماوات وما في الأرض فالواجب أن نخضع له لأننا عبيده و العبد يجب أن يخضع لمالكه وسيده سبحانه وتعالى ، وكذلك يجب أن نصبر لقضائه لأننا ملكه وما كان ملكا لله –عز و جل – فله أن يتصرف فيه كما يشاء ، وقوله ( له ما في السماوات وما في الأرض ) السماوات جمعت والأرض أفردت لكنها بمعنى الجمع لأن المراد بها الجنس .
ثم قال في الجملة الرابعة: (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) (من) اسم استفهام مبتدأ و(ذا) ملغاة و (الذي) اسم موصول خبر والمراد بالاستفهام هنا النفي بدليل الإثبات بعده حيث قال (إلا بإذنه) ومتى جاء النفي بصيغة الاستفهام فهو مشرب معنى التحدي، وقوله (يشفع) الشفاعة في اللغة: جعل الفرد شفعا وفي الاصطلاح
: التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة، فشفاعة النبي –صلى الله عليه وسلم- في أهل الموقف بعدما يلحقهم من الهم و الغم مالا يطيقون لدفع مضرة وشفاعته في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة لجلب منفعة، (إلا بإذنه) الكوني حتى أعظم الناس عند الله محمد –صلى الله عليه وسلم- لا يشفع إلا بإذن الله ولا أحد أعظم عند الله من الرسول –صلى الله عليه وسلم- ومع هذا لا يشفع إلا بإذن الله لكمال سلطانه –جل و علا- ولكمال هيبته، وتجد الملك إذا كان ذا هيبة في رعيته لا أحد يستطيع أن يتكلم في مجلسه وهو حاضر لقوة سلطانه، و على هذا فشرط الشفاعة ثلاثة: إذن الله –تعالى- بها ورضاه عن الشافع و رضاه عن المشفوع له."
والغلط هو اعتبار خاتم النبيين(ص) ألأعظم عند الله وما يخالف أن الله لم يذكر ذلك فى كتابه وأوضح أن عقيدة المسلمين هو عدم التفرقة بين الرسل(ص* فكلهم فى مكانة واحدة كما قال سبحانه :
" لا نفرق بين أحد من رسله"
وقال فى الجملة السادسة مركزا على نفس الأمر حيث قال :
"ثم قال عز و جل في الجملة السادسة (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم) والعلم عند الأصوليين إدراك الشيء إدراكا جازما مطابقا، فعدم الإدراك جهل والإدراك على وجه لا جزم فيه شك والإدراك على وجه جازم غير مطابق جهل مركب،و الله –عز وجل- يعلم الأشياء علما تاما شاملا بها جملة وتفصيلا، وعلمه ليس كعلم العباد ولذلك قال (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم) ما بين أيديهم المستقبل
وما خلفهم الماضي و(ما) من صيغ العموم فهي شاملة لكل شيء سواء كان دقيقا أو جليلا وسواء كان من أفعال الله أو أفعال العباد وعلمه ما بين أيديهم يقتضي أنه لا يجهل الماضي وعلمه لما خلفهم يقتضي أنه لا ينسى الماضي."
وبين الأيدى هو المعلن والخلف هو الباطن المكتوم كما قال سبحانه :
"ويعلم ما تبدون وما تكتمون"
وكرر نفس التركيز فى الجملة السابعة حيث قال :
"قال تعالى في الجملة السابعة (ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء) بين كمال علمه ونقص علمهم وهكذا يقرن بين صفته وبين صفة العباد ليتبين كماله ونقص المخلوق، وعلم في قوله (علمه) مصدر يحتمل أنه على بابه ويحتمل أنه معلوم يعني أنهم لا يحيطون بشيء يعلمونه في نفس الله أو في صفاته إلا بما شاء، فنحن لا نعلم شيئا من ذات الله أو صفاته إلا بما شاء علمنا فهو الذي أعلمنا أنه استوى على العرش وهو الذي أعلمنا على لسان رسوله أنه ينزل إلى السماء الدنيا، وقوله (بما شاء) (ما) يحتمل أن تكون مصدرية أي إلا بمشيئته ويحتمل أن تكون موصولة أي إلا بالذي شاء فما شاء أن يعلمه الخلق أعلمهم إياه سواء كان ذلك فيما يتعلق بذاته أو صفاته أو أسمائه أو أفعاله أو مخلوقاته التي هي المفعولات أو مشروعاته التي أوحاها الله تعالى إلى رسله."
وقال فى تفسير جملة الوسع :
"ثم قال تعالى (وسع كرسيه السماوات و الأرض) وسع بمعنى شمل وأحاط والكرسي: هو موضع قدمي الله –عز و جل- وهو بين يدي العرش كالمقدمة له وقد صح ذلك عن ابن عباس، وبهذا جزم شيخ الإسلام ابن تيميه وابن القيم وغيرهما من أهل العلم وأئمة التحقيق، وقد قيل: إن الكرسي هو العرش ولكن ليس بصحيح فإن العرش أوسع وأعظم وأبلغ إحاطة من الكرسي، وقد جاء الحديث عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (( ما السماوات السبع والأرضون بالنسبة للكرسي إلا كحلقة في فلاة من الأرض وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة، وقوله ( السماوات والأرض) هذا يؤيد ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيميه وغيره من المحققين من أن السماوات و الأرض كلها كروية الشكل وليست ممدودة لأنها تمد يوم القيامة، وإذا كان الكرسي قد وسع السماوات والأرض فهو دليل أنه مكور، أما العرش فقد جاء عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أن عرشه على سماواته مثل القبة والقبة غير مكورة لكنها غير مسطحة أيضا،ثم قال تعالى (ولا يؤده حفظهما) يؤده أي يثقله ويشق عليه (حفظهما) أي حفظ السماوات و الأرض وهذه الصفة سلبية، وما الذي يتطلبه الحفظ حتى نعرف أن هذا النفي لكمال ذلك الشيء؟ فالواجب أن يتطلب الحياة والعلم والقدرة والقوة والرحمة ويمكن صفات أخرى،فالمهم أن هذا النفي يتضمن كمال الله وقدرته وقوته ورحمته."
والغلط هوالرواية التى استدل بهاناسبا إياها للنبى(ص) وهو برىء منها والغلط الأول فيها أن العرش أعظم حجما ومساحة من السموات السبع ويخالف هذا أن الكرسى أصلا تحمله الملائكة فى السماء ومن ثم فهو أصغر منها وفى هذا قال سبحانه :
"وانشقت السماء فهى يومئذ واهية والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية "
والغلط أيضا أن الكرسى غير العرش والكرسى هو الملك لقوله "وسع كرسيه السموات والأرض "والعرش هو الملك فى أقوال عدة منها قوله سبحانه "رب السموات والأرض رب العرش "فقد فسر الله رب السموات والأرض هو برب العرش ومن ثم العرش هو الكون هنا وليس الكرسى الذى يظنه الكاتب مكان لجلوس الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا من خلال ذكرع لقدمى الله وكانه إنسان أو غيره من المخلوقات ذات الأقدام وهو ما يجعله تسبيه لله بخلقه وهو ما نفاه سبحانه بقوله :
" ليس كمثله شىء"
وأخير فسر الجملة الأخيرة حيث قال :
"ثم قال الله تعالى (وهو العلي العظيم)العلي أي العلو المطلق وأما العلو المقيد فإنه يثبت للآدميين، ثم إن علو الله سبحانه وتعالى عند أهل السنة و الجماعة ينقسم إلى علو ذات وعلو صفة،فأما علو الذات: فهو أن عال بذاته فوق كل شيء وكل الأشياء تحته والله عز جل فقها بذاته، فأما عل الصفة:فهو أن الله متصف بالصفات العليا فكل صف اتصف الله بها فهي صف كمال ليس فيها نقص بوجه من الوجوه،و قوله ( العظيم) أي ذو العظمة و العظيم من كل شيء هو الجليل البالغ في الصفات كمالها فالعظيم من كل شيء هو الشيء الذي يكون بالغ الأهمية و بالغ الصفات"
بالطبع لا وجود للعلو فوق الخلق وهو علو مكانى والله ليس فى مكان حتى يتم وصفه بما يوصف به خلقه فقد كان الله ولا مكان ثم خلق المكان وهو السموات والأرض فالعلى يعنى ذو العلو وهو الكبرياء كما قال سبحانه " وله الكبرياء فى السموات والأرض"





  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



الساعة الآن 01:45 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas