الاسلامي يختص بالمواضيع الاسلامية والدينية ...

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-16-2024, 03:26 PM   #1


ما بين جلد الذات وكبش الفداء
الإنسان سواء رجل أو امرأة عندما تتكاثر المشاكل حوله وضده يلجأ إلى أمر من الأمور التالية عند العجز عن حلها :
الأول جلد الذات :
وهو تعبير مستمد من علم النفس ويقصد به :
أن يؤنب الإنسان ويلومها باستمرار على أنه السبب لتلك المشاكل فمثلا الرجل أو المرأة عندما يجد أن بناته تطلقن يقوم الإنسان بتحميل نفسه مسئولية هذا الفشل فيتهم نفسه بأنه لم يحسن تربيتهن ومثلا عندما يجد أحدهم أو احداهن ابنه طلع حرامى أو غاوى مشاكل يحمل نفسه بنفس التهمة وهو أنه لم يربيهم
بالطبع الإنسان ليس مسئولا عن مشاكل أولاده الزوجية أو غير الزوجية فالمشاكل الزوجية سببها الغالب هم أحد الزوجين أو هما معا وغير الزوجية سببها الأولاد أنفسهم
ومن ثم نجد المبدأ القرآنى :
" ولا تزر وازرة وزر أخرى "
ومن ثم الأب أو الأم غير مسئولان عن ذلك الفشل
بالطبع هذا النوع من الانشغال النفسى بتحميل النفس أخطاء الغير هو :
نوع من رمى النفس فى التهلكة
وفى هذا قال سبحانه :
" ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة "
فالإنسان يقوم بتدمير نفسه عن طريق الانشغال المستمر بلوم النفس على غير ذنب غيره
بالطبع الأب أو الأم حتى ولو كان رسول من رسل الله قد يقع فى هذا الفخ فنوح(ص) انشغل بغرق ابنه وظن أنه من أهله فكاد أن يكون من الجاهلين ومن ثم دعا الله حيث قال :
" رب إن ابنى من أهلى وإن وعدك الحق"
انشغال نوح(ص) بمصير ولده الأخروى جعله لا يفكر تفكيرا صحيحا فى قوله سبحانه :
"احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل"
فهنا الله عرفه أن أهله هم المؤمنون به هم من سينجون ومع هذا دفعه حبه لولده أن يطلب من الله أن يرحم ولده حيث قال :
"ونادى نوح ربه فقال رب إن ابنى من أهلى وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين"
فكان الرد الإلهى:
الابن ليس من أهلك والمقصود ليس من المؤمنين لأنه عمل غير صالح والمقصود لأنه كفر وفى هذا قال سبحانه :
"قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسئلن ما ليس لك به علم إنى أعظك أن تكون من الجاهلين"
ومن ثم نصحه الله ان يتوب من هذا الذنب وهو ادخال كافر الجنة فتاب على الفور
كما قال سبحانه على لسانه مستغفرا:
"قال رب إنى أعوذ بك أن أسألك ما ليس لى به علم وإلا تغفر لى وترحمنى أكن من الخاسرين"
ومن ثم كل واحد أو واحدة منا معرضين لحكاية اتهام النفس بغير ذنب خاصة عندما يتعلق الأمر بمن نحب كالأولاد
الثانى :
يسمونه البحث عن كبش فداء غير النفس
المقصود :
أن الإنسان يحمل غيره مسئولية فشله
ومن ثم فالأمرين هما :
متعاكسين
فهناك تحميل للنفس ذنب الغير وهنا تحميل الغير ذنب النفس
ونجد هذا مذكور فى عدة حكايات من قصص كتاب الله فنجد أن قوم فرعون حملوا موسى(ص) ومن معه مسئولية العقوبات التى أنزلها الله عليهم من السنين ونقص الثمرات
وفى هذا قال سبحانه :
"ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة تطيروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون"
فهم يتهمون الغير وهو موسى(ص) وبنو إسرائيل بأنهم سبب ما هم فيه من أمراض ومجاعات
ونجد قوم يس يحملون الرسل(ص) الثلاثة ذنب نزول عقوبات الله بهم مع أنهم هم السبب فى نزول العقوبات بسبب استمرار كفرهم وتكذيبهم لوحى الله
وهم لا يكتفون بتحميلهم مسئولية ذنب هم وإنما يهددونهم بالرجم والتعذيب وفى هذا قال سبحانه :
"قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم"
ونجد هذا الأمر عندما وجدت امرأة العزيز نفسها عاجزة عن تفسير وجودها مع يوسف(ص) وهو مقطوع الثوب من الخلف أمام زوجها والرجل من أهلها حملت يوسف(ص) المسئولية متهمة إياه بذنبها وهو أنه أراد الزنى بها ولكنها رفضت بينما كانت الحقيقة أنها من أرادت الزنى وهو رفض وفى هذا قال سبحانه :
"واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدا الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوء إلا أن يسجن أو عذاب أليم قال هى راودتنى عن نفسى وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين"
كما نجد اخوة يوسف (ص) حملوا الأب المشكلة التى خلقوها فى أنفسهم وصدقوها مع أنها لم يكن لها وجود وهى أن أباهم يحب يوسف(ص) وأخوه أكثر منهم
وفى هذا قال سبحانه :
"لقد كان فى يوسف وإخوته آيات للسائلين إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفى ضلال مبين"
البشرية كلها من الممكن أن ترتكب هذا الذنب أو تلك الحماقة وهى :
تحميل الإنسان الغير ذنبه أو فشله
من تلك الصور :
-رجل يحمل زوجته أنه السبب فى تعاسة الأسرة ويظل يتذكر الحوادث السيئة أو يتخيل أحداثا لم تقع وقد يرتكب تلك الحماقة عندما يعقد مقارنة بين زوجته وأولاده وامرأة كان يريد زواجها ويسمع أنها سعيدة أو أن أولادها بلغوا مراتب علمية أو وظيفية عظيمة
وهذه المقارنة فى معظم الأحيان ظالمة لأن المرأة التى كان يريدها تحيا حياة كحياته أو أسوأ وأولادها عندهم مشاكل متعددة
-امرأة تعقدت حياتها بسبب مشاكل أولادها فماذا تخيلت ؟
عادت بذاكرتها للخلف
ماذا وجدت ؟
وجدت رجل تقدم لخطبتها ولكنها رفضته لسبب ما
وعندما شغلت نفسها بالرجل وجدت أن أولاده ليس لديهم مشاكل مثل أولادها ومن ثم قررت بينها وبين نفسها :
أن هذا الرجل هو سبب تعاستها ومشاكلها
لماذا ؟
لأنه لم يتمسك بها
لأنه لم يتقدم إليها مرة أخرى ليتزوجها
إنه لو فعل لكان أولادها هم أولاده الذين ليس لهم مشاكل
ومن ثم هذه المرأة لو افترضنا أنها قابلت هذا الرجل فى تلك الفترة فإنها تتعمد التجهم فى وجهه أو لا تتكلم معه كما كانت عادتها من قبل فى رد التحية
بالطبع هذه الأمثلة تقع فى حياتنا وغالبها يقع بسبب التخيل الوهمى وهو :
أن ذلك الرجل سعيد فى حياته أو تلك المرأة سعيدة فى حياتها
بالطبع لا وجود لسعادة مستمرة فى الحياة فكلنا بلا استثناء أحد يكون فى وقت سعيد وفى وقت أخر غاضب حزين يريد الشجار متجهم لأننا كلنا نبتلى بالخير والشر وهو المصائب المختلفة كما قال سبحانه :
" ونبلوكم بالشر والخير فتنة "
غالبا عندما نعقد مقارنة بين فلان وعلان أو بين فلانة وعلانة نظلم أنفسنا ونظلم الأخرين
نحن فقط نتخيل ولكننا لم نعش مع هذا المتخيل أو المتخيلة فلو عشنا لانطبق علينا المثل :
من شاف بلاوى الناس هانت عليه بلواه
كلنا يرتكب الذنوب ولكن الأفضل من يتعافى منها بسرعة ويتوب إلى الله ولا يستمر فى تلك الانشغالات النفسية التى تنكد عليه حياته وتنكد على غيره ممن يعيش معه فى نفس المكان
وما أنصح به نفسى وإياكم:
لا تقارنوا بين أنفسكم وبين غيركم
لا تمدوا لأنفسكم حبل التخيل ساعات وساعات
اعملوا على حل مشاكلكم أو مشاكل أولادكم بدون تسرع من خلال طاعة أحكام الله فكثير من المشاكل خاصة الطلاق تتم بسبب عدم تطبيق أحكام الله بالعلاج الداخلى من الزوج وبالعلاج الثانى وهو الاحتكام لحكم من أهل الزوج وحكم من أهل الزوج وأى خلاف زوجى يجب أن يستمر إصلاحه على الأقل سنة فالطلاق دون العلاجين هو طلاق باطل عند الله وإن تم بورق رسمى
ويا ليت كل منا يبطل يطلب طلبات فى الزواج ليست ضرورة أو يشترى أجهزة واثاث ويكون مديونا من الجانبين فالديون واحدة من أكبر اسباب انتشار الطلاق فى وقتنا هذا
ويا ليتنا نتبع أحكام الله فى إصلاح أولادنا ممن صاعوا أو ضاعوا أو نخرجهم من حياتنا إن لم يتوبوا مما هم وأصروا على السير فى نفس الطريق





  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



الساعة الآن 01:59 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas