الاسلامي يختص بالمواضيع الاسلامية والدينية ... |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
08-13-2024, 08:22 PM | #1 |
|
الكاتب هو عبدالملك القاسم وموضوع الكتاب هو حكم المزاح في دين الله وقد ابتدأ بالمقدمة مبينا مدنية الإنسان حيث قال : "الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد: فإن الإنسان مدني بطبعه، ومع اتساع المدن وكثرة الفراغ لدى بعض الناس، وانتشار أماكن التجمعات العامة كالمنتزهات والاستراحات، وكثرة الرحلات البرية، والاتصالات الهاتفية، واللقاءات المدرسية، والتجمعات الشبابية، توسع كثير من الناس في المزاح مع بعضهم البعض، دون ضابط لهذا الأمر الذي قد يؤدي إلى المهالك، ويورث العداوة والبغضاء." والغلط في الكلام هو أن الإنسان مدني بطبعه والإنسان لا يوجد له طبع يولد به لأنه يولد صفحة بيضاء كما بقال لا يعلم بأى شىء كما قال سبحانه: "والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا" وعرف المزاح حيث قال : "والمراد بالمزاح: الملاطفة والمؤانسة، وتطييب الخواطر، وإدخال السرور" والحقيقة أن المزاح هو ابتداع أسباب لإضحاك الناس سواء بالكلام أو بالإشارة أو بالفعل واستدل على إباحة المزاح حيث قال: وقد كان هذا من هدي النبي كما ذكر ذلك البخاري في باب الانبساط إلى الناس مستدلاً بحديث: { يا أبا عمير ما فعل النغير }." ورواية أبو عمير لا تصح لأنها فيها اللعب بالطير حتى مات من ربطه الطفل له والمفروض هو نهى الطفل عن تعذيب الحيوان وليس ممازحته وهو ما لم يقله النبى(ص) أو يسمح به واستدل بروايات أخرى ممكنة الوقوع حيث قال : "وكذلك ما رواه أبو داود عن أنس أن رجلا أتى النبي فقال: يا رسول الله احملني. فقال النبي : { إنا حاملوك على ولد الناقة } قال وما أصنع بولد الناقة؟ فقال النبي : { وهل تلد الإبل إلا النوق }. وعن أنس أن النبي قال له: { يا ذا الأذنين } يمازحه [رواه الترمذي]." والمزاح وهو الإضحاك مباح لأن الله هو من خلق الضحك حيث قال : "وأنه أضحك وأبكى" والمزاح المباح له شروط وهو أن يكون القصد منه خير وألا يتسبب في ضرر لأحد سواء كان ضرر نفسى أو بدنى وتناول وجوب المزاح لدفع الملل حيث قال : "ولا شك أن التبسط لطرد السأم والملل، وتطيب المجالس بالمزاح الخفيف فيه خير كثير، قال ابن تيمية: " فأما من استعان بالمباح الجميل على الحق فهذا من الأعمال الصالحة": وتناول شروط المزاح المقبول حيث قال: "وقد اعتبر بعض الفقهاء المزاح من المروءة وحسن الصحبة، ولاشك أن لذلك ضوابط منها: 1- ألا يكون فيه شيء من الإستهزاء بالدين: فإن ذلك من نواقض الإسلام قال تعالى: " ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون، لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم [التوبة:65-66] قال ابن تيمية رحمه الله: "الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كفر يكفر به صاحبه بعد إيمانه". وكذلك الاستهزاء ببعض السنن، ومما انتشر كالإستهزاء باللحية أو الحجاب، أو بتقصير الثوب أو غيرها. قال فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين - رحمة الله - في المجموع الثمين (1/ 63): "فجانب الربوبية والرسالة والوحي والدين جانب محترم لا يجوز لأحد أن يبعث فيه لا باستهزاء، ولا بإضحاك، ولا بسخرية، فإن فعل فإنه كافر، لأنه يدل على استهانته بالله عز وجل ورسله و كتبه وشرعه، وعلى من فعل هذا أن يتوب إلى الله عز وجل مما صنع، لأن هذا من النفاق، فعليه أن يتوب إلى الله ويستغفر ويصلح عمله ويجعل في قلبه خشية الله عز وجل وتعظيمه وخوفه ومحبته، والله ولي التوفيق". 2- ألا يكون المزاح إلا صدقا: قال : { ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له } [رواه أبو داود]. وقال محذرا من هذا المسلك الخطير الذي اعتاده بعض المهرجين: { إن الرجل ليتكلم بالكلمة ليضحك بها جلساءه يهوي بها في النار أبعد من الثريا } [رواه أحمد]." والمزاح المباح لابد أن يكون بعضه كذبا لأن مبنى على التخيل والإيهام وهو ليس محرما ككل لأن الغرض منه أحيانا يكون تعليم الناس شيئا مفيدا فحكايات مثل حكايات جحا الكثير منها مؤلف متخيل لا حقيقة فيه فمثلا حكاية اخرج من البلد الهدف منه نهى الحاكم عن الظلم والحكاية تقول أنه كان يأمر الحكام بالمعروف وينهى عن المنكر وأصحاب المناصب فلما زهقوا منه أمروه بترك البلدة فتعمد أن يخرج بحماره من أمام قصر الحاكم نهارا وعليه بعض المتاع في الخرج أو الغبيط وأحد شقيه فيه كثير والأخر فيه قليل ووقف الحاكم وزوجته والحاشية يتفرجون عليه وكلما وضع الخرج على ظهر الحمار وقع فنادوا عليه وقالوا أنت لا تقدر على أن تعدل بين شقى الخرج حتى لا يقع فقال لهم الكلمة الشهيرة : قلت لكم هذا قلتم اخرجوا من البلد وثالث الشروط عدم تخويف الناس حيث قال : "3- عدم الترويع: خاصة ممن لديهم نشاط وقوة أو بأيديهم سلاح أو قطعة حديد، أو يستغلون الظلام وضعف بعض الناس ليكون ذلك مدعاة إلى الترويع والتخويف، عن ابن أبي ليلى قال: حدثنا أصحاب محمد أنهم كانوا يسيرون مع النبي ، فنام رجل منهم فانطلق بعضهم إلى حبل معه فأخذه ففزع، فقال رسول : { لا يحل لمسلم أن يروع مسلما } [رواه أبو داود]" ورابع الشروط عدم السخرية حيث قال : "4- الإستهزاء والغمز و اللمز: الناس مراتب في مداركهم وعقولهم وتتفاوت شخصياتهم، وبعض ضعاف النفوس - أهل الاستهزاء والغمز واللمز - قد يجدون شخصا يكون لهم سلما للإضحاك والتندر - والعياذ بالله - وقد نهى الله عز وجل عن ذلك فقال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان [الحجرات:11]، قال ابن كثير في تفسيره: "المراد من ذلك احتقارهم واستصغارهم والإستهزاء بهم، وهذا حرام، ويعد من صفات المنافقين". والبعض يستهزي بالخلقة أو بالمشية أو المركب ويخشى على المستهزىء أن يجازيه الله عز وجل بسبب استهزائه قال : { لا تظهر الشماتة بأخيك، فيرحمه الله ويبتليك } [رواه الترمذي]. وحذر من السخرية والإيذاء؛ لأن ذلك طريق العداوة والبغضاء قال : { المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى ها هنا - ويشير إلى صدره ثلاث مرات - بحسب إمرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام؟ دمه، وماله، وعرضه } [رواه مسلم]." والحق أن السخرية من الظلم والظالمين مباحة كما قال سبحانه : " إن الله لا يحب الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم " ومن أمثاله ما يسمى الكاريكاتير الذى يستعمل لانتقاد الأخطاء التى تقع من البعض وتناول الشرط الخامس ألا يكون المزاح دوما حيث قال : "5- أن لا يكون المزاح كثيرا: فإن البعض يغلب عليهم هذا الأمر ويصبح ديدنا لهم، وهذا عكس الجد الذي هو من سمات المؤمنين، والمزاح فسحة ورخصة لاستمرار الجد والنشاط والترويح عن النفس. قال عمر بن عبد العزيز - رحمه الله -: "اتقوا المزاح، فإنه حمقة تورث الضغينة". قال الإمام النووي - رحمه الله -: "المزاح المنهي عنه هو الذي فيه إفراط ويداوم عليه، فإنه يورث الضحك وقسوة القلب، ويشغل عن ذكر الله تعالى: ويؤول في كثير من الأوقات إلى الإيذاء، ويورث الأحقاد، ويسقط المهابة والوقار، فأما من سلم من هذه الأمور فهو المباح الذي كان رسول الله يفعله"." وتناول شرطا ليس في الإسلام وهو معرفة مقدار الناس حيث قال : "6- معرفة مقدار الناس: فإن البعض يمزح مع الكل بدون اعتبار، فللعالم حق، وللكبير تقديره، وللشيخ توقيره، ولهذا يجب معرفة شخصية المقابل فلا يمازح السفيه ولا الأحمق ولا من لا يعرف. وفي هذا الموضوع قال عمر بن عبد العزيز: "اتقو المزاح، فإنه يذهب المروءة". وقال سعد بن أبي وقاص: "اقتصر في مزاحك، فإن الإفراط فيه يذهب البهاء، ويجرىء عليك السفهاء"." وهذا الشرط معارض الإسلام لأن الناس كلهم اخوة كما قال سبحانه: " إنما المؤمنون اخوة" وتناول كون قلة المزاح فى العموم كالملح في الطعام حيث قال: "7- أن لا يكون المزاح بمقدار الملح للطعام: قال : { لا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب } [صحيح الجامع:7312]. وقال عمر بن الخطاب: "من كثر ضحكه قلت هيبته، ومن مزح استخف به، ومن أكثر من شيء عرف به". فإياك إياك، المزاح فإنه *** يجرىء عليك الطفل والدنس النذلا جعلنا الله وإياكم ووالدينا من الآمنين يوم الفزع الأكبر، ممن ينادون في ذلك اليوم العظيم: ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون" |
08-14-2024, 02:04 AM | #2 |
|
|
|
|