08-27-2024, 07:16 PM | #1 |
|
بالطبع عندما نقرأ كتاب الله لا نجد أن الله سمى المساجد بأسماء بشر أو حتى مخلوقات اخرى فحتى ما نسميه المسجد النبوى تجاوزا لم يسمه كذلك وإنما نكره حيث قال : " لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ" وحتى المسجد الذى بناه المنافقون لم يسمه مسجد المنافقين او المحاربين لله وإنما نكره بمعنى تركه دون اسم حيث قال: "وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ" لم يسم الله أى مسجد بأسماء إلإ مسجدين: الأول المسجد الحرام حيث قال : وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ" الثانى المسجد الأقصى حيث قال : " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" السؤال الذى يجب أن نسأله لأنفسنا : هل يوجد مسجد واحد فى كتاب الله سمى باسم نبى أو باسم صحابى أو باسم ملاك من الملائكة أو باسم أيا كان من المخلوقات ؟ الجواب : لا يوجد مسجد واحد سمى باسم مخلوق بشرى أو غير بشرى لأن الله قال فى كتابه : " وان المساجد لله " وسيان أن تكون المساجد هنا بيوت الصلاة أو بلاد الله أو أحكام الله والسبب : أن الكون بما فيه الأرض ليس ملك لبشرى أو غير بشرى وإنما هى ملك لله وحده كما قال سبحانه : " لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" وقال أيضا: "وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا" وقال أيضا : "لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" ومن ثم عندما يتبرع فلان أو علان أو فلانة أو علان بمال لبناء مسجد فلا يسمى باسمه ولا باسم أحد من العباد ولا يوجد شىء اسمه وصية أن من يشرف عليه او يقوم على رعايته فلان أو علان المسجد بنى للصلاة وليس لأى شىء أخر فمن أراد اطلاق اسمه فقد أثم بذلك لأنه أصبح مسجد فلان ومعناه : الصلاة لفلان بينما الصلاة لله سبحانه كما قال : "إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله " المساجد تبنى للصلاة لله وليس لغير ذلك فكلمة مسجد تعنى مصلى لله فإذا اضفنا اسم غير الله أصبح مصلى فلان وليس مصلى لله ومن ثم وجدنا الله يقول عنها : مساجد الله حيث قال : " مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ" ومن يعمرها والمقصود : يطهرها ويصلح ما بها من خلل هو : المجتمع المؤمن بالله حول المسجد وهم من يصلون فيه وليس شخص معين فكل مؤمن مسئول عن عمارة وهى طهارة المساجد فالمسئولية فى المكان العام كالمسجد والمشفى والمدرسة ملقاة على عاتق كل المؤمنين فى المكان حول المؤسسة وداخلها وإن كان المسجد حالة خاصة لأنه لا يوجد أحد داخله مخصوص بالطبع تحولت المساجد قديما إلى أغراض أخرى فالكثير من المساجد القديمة كان يلاصقها أو داخل بعض منها حجرات كانت تستعمل كدكاكين للحلاقة والعطارة والقهاوى ..... وما زال هذا موجودا فى بعض قليل منها بمعنى أخر أن المساجد بدلا من أن تكون مكانا للسكينة أثناء الصلاة أصبح ما حولها سوقا للبيع وتعالت الأصوات حول المساجد وحتى تحولت فى بعض الأوقات إلى مكان للسمر والجلوس للكلام وقتا طويلا وفى القديم أحيانا ما كانوا يلعبون الألعاب كالسيجة بجوارها وكل هذا يتعارض مع كتاب الله فالمساجد لها وظيفة واحدة وهى : ذكر الله وهى الصلاة وفى المعنى قال سبحانه : "فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ" وتحول المساجد عن وظيفتها الوحيدة حدث فى عصور سابقة منها عصر خاتم الأنبياء(ص) من خلال المسجد الذى بناه المنافقون لاضرار المسلمين فقد كانوا يجتمعون فيه للتآمر واعداد الفتن فى عهد النبى الخاتم(ص) وفى هذا قال سبحانه : "وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ" ويحكى أن المسيح (ص)وجد أن مسجد قومه بنى إسرائيل جعلوه مكان للبيع والشراء فقام بطردهم قائلا كلمة مشهورة وهى : «مَكْتُوبٌ: إِنَّ بَيْتِي بَيْتاً لِلصَّلاَةِ يُدْعَى أَمَّا أَنْتُمْ فَجَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ!» بالطبع ما زال البعض يستخدم المساجد وساحتها الخارجية كمكان للجلوس والحديث وما زال البعض من الناس يقومون بغسل محاصيلهم الزراعية ونشرها داخل الساحات الخارجية للمسجد وكان البعض قديما يغسلها فى الميضأة وينشرها على سطح المسجد وما زال البعض يعملون عقد القرآن داخل المساجد وما زال البعض يصلون على الميت داخل المسجد وما زال البعض يظن أن المسجد ورث له أو لأهله ومن ثم يضايق البعض ممن لا يحبهم بدون سبب لتطفيشهم من الصلاة فيه وكل هذا خارج السبب الوحيد لاقامة المساجد وهو : الصلاة لله بالطبع من يصلون فى المساجد حاليا على أنواع : صنف تعود على الصلاة من شبابه لارضاء الله صنف أخر يذهب لمشاهدة الناس ائتناسا بهم صنف أخر يظن أنه وارث المسجد والقيم عليه وهو لا يصلى ارضاء لله وإنما لأسباب أخرى فى نفسه صنف أخر ممن ينطبق عليه المثل " يصلى الفرض وينقب الأرض "فهم يصلون لاخفاء حقيقتهم حتى يقال عنهم أنهم لا يتركون فرضا وانهم من رجال الله صنف الأغراب وهؤلاء هم من يدخلون المساجد للصلاة أثناء سفرهم بالطبع الله أعلم بمن يصلى له فليس كل مصلى هو مصلى لله وإنما البعض يصلى لأغراض فى نفسه بالطبع من يأت المسجد للصلاة يكون آت للخير وليس للشر ولا يدرى الإنسان كيف تتحول المساجد لساحات شر يتعارك فيه الناس وهو أمر ليس بجديد على بلادنا المختلفة فكم من معارك دارت بين أصحاب المذاهب فى مساجد المدن المختلفة بسبب الاختلافات الفقهية وقد استخدموا الصرم والبلغ وفى أحيان السلاح حيث سالت الدماء كما جاء فى مقال الصراع بين المذاهب السنية دروس مستفادة لعبد الوهاب حسن: "وكانت سادس الفتن بين المذاهب الفقهية السنية، ما وقع بين الشافعية والحنفية بمدينة مرو أيضًا، زمن الوزير الخوارزمي مسعود بن علي المُتوفى سنة 596 هجرية، فالوزير كان متعصبًا للشافعية، فبنى لهم جامعًا بمرو مشرفًا على جامع للحنفية، فغضب الحنفية وأحرقوا الجامع الجديد،" وقال : "وحينما أعلن الواعظ الغزنوي ببغداد سنة 495 هجرية، عن مذهبه الأشعري بجامع المنصور اشتعل الصراع داخل المسجد، ورجمه الحنابلة بالحجارة" |
08-27-2024, 07:59 PM | #2 |
|
|
|
|