الاسلامي يختص بالمواضيع الاسلامية والدينية ...

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-14-2019, 01:24 AM   #1


[align=center][tabletext="width:90%;background-image:url('http://files2.fatakat.com/2016/5/14647327521856.gif');"][cell="filter:;"][align=center]
[align=center][tabletext="width:80%;background-color:white;"][cell="filter:;"][align=center]

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ، إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، الَّذِي أَرْسَلَهُ رَبُّهُ ﴿ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا ﴾ [الأحزاب: 45، 46]، أَمَّا بَعْدُ: فإنَّ محبَّة المسلم لأخيه المسلم، ابتغاء مرضاة الله تعالى، لها منزلة كبيرة عند الله سبحانه، فأقول وبالله تعالى التوفيق:
قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10:9].

قَوْلُهُ: ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾؛ أَيْ: سَكَنُوا دَارَ الْهِجْرَةِ مِنْ قَبْلِ الْمُهَاجِرِينَ وَآمَنُوا قَبْلَ كَثِيرٍ منهم؛ (تفسير ابن كثير، جـ8، صـ198).

قَوْلُهُ: ﴿ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ ﴾؛ أَيْ: مِنْ كَرَمِهِمْ وَشَرَفَ أَنْفُسِهِمْ يُحِبُّونَ الْمُهَاجِرِينَ وَيُوَاسُونَهُمْ بِأَمْوَالِهِمْ؛ (تفسير ابن كثير، جـ8، صـ198).

قَوْلُهُ: ﴿ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا ﴾؛ أَيْ: لَا يَحْسُدُونَهُمْ عَلَى فَضْلِ مَا أَعْطَاهُمُ اللَّهُ عَلَى هِجْرَتِهِمْ؛ (تفسير ابن كثير، جـ4، صـ85).

قَوْلُهُ: ﴿ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ﴾؛ أَيْ: يُقَدِّمُونَ الْمَحَاوِيجَ عَلَى حَاجَةِ أنفسهم، ويبدؤون بِالنَّاسِ قَبَلَهُمْ فِي حَالِ احْتِيَاجِهِمْ إِلَى ذَلِكَ؛ (تفسير ابن كثير، جـ8، صـ100).

روى أحمدُ عَنْ أَنَسِ بنِ مَلك، رضي اللهُ عنهُ، قَالَ: قَالَ الْمُهَاجِرُونَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا رَأَيْنَا مِثْلَ قَوْمٍ قَدِمْنَا عَلَيْهِمْ أَحْسَنَ مُوَاسَاةً فِي قَلِيلٍ، وَلَا أَحْسَنَ بَذْلًا فِي كَثِيرٍ، لَقَدْ كَفَوْنَا الْمَئُونَةَ، وَأَشْرَكُونَا فِي الْمَهْنَأِ، حَتَّى لَقَدْ حَسِبْنَا أَنْ يَذْهَبُوا بِالْأَجْرِ كُلِّهِ قَالَ: ((لَا، مَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِمْ، وَدَعَوْتُمُ اللهَ لَهُمْ))؛ (حديث صحيح) (مسند أحمد، جـ20، صـ360، حديث: 13075).

روى مسلمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ اللهَ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي، الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي))؛ (مسلم حديث: 2566).

الشرح:
قَوْلُهُ: ((يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ))؛ أَيْ: عَلَى رُؤوسِ الْأَشْهَادِ تَعْظِيمًا لِبَعْضِ الْعِبَادِ مِنَ الْعِبَادِ.

قَوْلُهُ: ((أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي))؛ أَيْ: بِسَبَبِ عَظَمَتِي وَلِأَجْلِ تَعْظِيمِي، أَوِ الَّذِينَ يَكُونُ التَّحَابُبُ بَيْنَهُمْ؛ لِأَجْلِ رِضَا جَنَابِي وَجَزَاءِ ثَوَابِي، وَخُصَّ الْجَلَالُ بِالذِّكْرِ؛ لِدَلَالَتِهِ عَلَى الْهَيْبَةِ وَالسَّطْوَةِ؛ (مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، علي الهروي، جـ 8، صـ 3133).

قَوْلُهُ: ((الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي))؛ أيْ: فِي ظِلِّهِ سُبِحَانه مِنَ الْحَرِّ وَالشَّمْسِ وَوَهَجِ الْمَوْقِفِ وَأَنْفَاسِ الْخَلْقِ؛ (مسلم بشرح النووي، جـ 16، صـ 123).

روى الترمذيُّ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: المُتَحَابُّونَ فِي جَلَالِي لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ))؛ (حديث صحيح) (صحيح الترمذي؛ للألباني، حديث: 1948).

الشرح:
قَوْلُهُ: ((المُتَحَابُّونَ فِي جَلَالِي))؛ أَيْ: لِأَجْلِ إِجْلَالِي وَتَعْظِيمِي.

قَوْلُهُ: ((يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ)): قَالَ الْقَاضِي عِياض رحمه الله: كُلُّ مَا يَتَحَلَّى بِهِ الْإِنْسَانُ أَوْ يَتَعَاطَاهُ مِنْ عِلْمٍ وَعَمَلٍ، فَإِنَّ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً لَا يُشَارِكُهُ فِيهِ صَاحِبُهُ مِمَّنْ لَمْ يَتَّصِفْ بِذَلِكَ، وَإِنْ كَانَ لَهُ مِنْ نَوْعٍ آخَرَ مَا هُوَ أَرْفَعُ قَدْرًا وَأَعَزُّ ذُخْرًا، فَيَغْبِطُهُ بِأَنْ يَتَمَنَّى، وَيُحِبُّ أَنْ يَكُونَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ مَضْمُومًا إِلَى مَا لَهُ مِنَ الْمَرَاتِبِ الرَّفِيعَةِ وَالْمَنَازِلِ الشَّرِيفَةِ؛ (مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، علي الهروي، جـ 8، صـ 3137).

قال محمد علي بن علان رحمه الله: الغبطة تمنِّي مثل ما للغير منا لخير من غير زواله عن صاحبه، فدلَّ هذا الحديث القدسي على أن لهؤلاء العباد منازلَ شريفةً عظيمةً في الآخرة، ولا يلزم من تمنِّي الأنبياء أن يكون أولئك أفضل من الأنبياء؛ لأنه قد يكون لك مائة فرس من العتاق، ثم ترى لأخيك فرسًا؛ فتشتهي أن تشتريه منه أو تشتري مثله، وهذا من هذا القبيل، ويجوز أنه لم يقصد النظر إلى معنى الغبطة أصلًا، وإنما أُريد بيان فضلهم وشرفهم عند الله فقط؛ (دليل الفالحين؛ لابن علان، جـ 3، صـ 254).

روى الحاكمُ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَوَاصِلِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ))؛ (حديث صحيح) (صحيح الجامع؛ للألباني، حديث: 4321).

الشرح:
قَوْلُهُ: ((حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ))؛ أيْ: وجبت محبَّة الله تعالى لكل مسلمٍ يحبُّ أخاه المسلم في الله تعالى، وليس من أجل أمْرٍ مِن أمور الدنيا.

سُئِلَ أَبُو حَمْزَةَ النَّيْسَابُورِيُّ، عَنِ الْمُتَحَابِّينَ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: مَنْ هُمْ؟ فَقَالَ: الْعَامِلُونَ بِطَاعَةِ اللَّهِ، الْمُتَعَاوِنُونَ عَلَى أَمْرِ اللَّهِ، وَإِنْ تَفَرَّقَتْ دُورُهُمْ وَأَبْدَانُهُمْ؛ (الاستذكار؛ لابن عبدالبر، جـ 27، صـ 111).

قَوْلُهُ: ((لِلْمُتَوَاصِلِينَ فِيَّ))؛ أيْ: يُرِيدُ أَنْ يَكُونَ تواصُلُهم لبعضهم فِي ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ التَّعَاوُنِ عَلَى ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى وَإِقَامَةِ حُدُودِهِ وَالْوَفَاءِ بِعَهْدِهِ وَالْقِيَامِ بِأَمْرِهِ وَبِحِفْظِ شَرَائِعِهِ وَاتِّبَاعِ أَوَامِرِهِ وَاجْتِنَابِ مَحَارِمِهِ.

قَوْلُهُ: ((وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ))؛ يعني: أن المسلم الذي يزور أخاه في الله سُبحانه، فإن الله يحبُّه سواء كان هذا الأخ أخًا في النسب أو أخًا في الله، ويزوره لا لمصلحة في الدنيا؛ إنما يَصِلُ رحمه، ويزوره ابتغاء مرضات الله عز وجل، وحبًّا في الله وتعالى.

قَوْلُهُ: ((لِلْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ))؛ أَيْ: يَبْذُلُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ لِصَاحِبِهِ نَفْسَهُ، وَمَالَهُ فِي مُهِمَّاتِهِ فِي جَمِيعِ حَالَاتِهِ فِي اللَّهِ كَمَا فَعَلَ الصِّدِّيقُ بِبَذْلِ نَفْسِهِ لَيْلَةَ الْغَارِ، وَبَذْلِ مَالِهِ؛ (شرح الزرقاني على موطأ مالك، ج 4، صـ 554).

ختامًا:
أَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالى بِأَسْمَائِهِ الْحُسْنَى، وَصِفَاتِهِ الْعُلا أَنْ يَجْعَلَ هَذَا الْعَمَلَ خَالِصًا لِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ، وأن يجعله ذُخْرًا لي عنده يوم القيامة.

﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89]، كما أسأله سُبحانه أن ينفعَ به طلابَ العِلْم، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ، وَأَصْحَابِهِ، وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَوْمِ الدِّينِ.

[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
[align=center][tabletext="width:90%;background-image:url('http://files2.fatakat.com/2016/5/14647327521856.gif');"][cell="filter:;"][align=center]

[/align]
[/cell][/tabletext][/align]





  رد مع اقتباس
قديم 11-14-2019, 01:43 AM   #2

افتراضي

الحب في الله هو أسمى أشكال الحب
ومن السنه ان تقول لمن تحب احبك في الله
شكرا لطرحك

جعلنا الله من المتحابين فيه





  رد مع اقتباس
قديم 11-14-2019, 01:47 AM   #3

افتراضي

ابو خالد

اشكرك على جمال حضورك
لا خلا ولا عدم

مودتي





  رد مع اقتباس
قديم 11-20-2019, 04:01 PM   #4

افتراضي

بارك الله فيك وفي مجهوداتك الكبيرة
دمتي في حفظ الرحمن





  رد مع اقتباس
قديم 11-20-2019, 04:09 PM   #5

افتراضي

alking

شاكره لك على هالحضور
لا عدمت مرورك

تقديري





  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أنزلت التوراة فى شهر رمضان قيثارة حزن الاسلامي 2 12-14-2015 10:04 AM
تراتيل الخير موشمة بهمس الخلود واتنفسك حلم الاسلامي 18 09-15-2013 01:29 AM
هل الحب الثاني يزيل الحب الاول؟؟؟ صمتي ذبحني النقاش العـام 15 06-19-2013 02:27 AM
الحب في الله والبغض في الله من أوثق عرى الإيمان سهم الاسلامي 8 03-18-2011 12:50 AM
ليس من يتكلم عن الحب ... كمن يتألم من الحب... اســـ عـــيونـك ــير المنتدى العـام 12 05-29-2008 12:09 AM



الساعة الآن 11:25 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas