القصص والروايات يختص بالقصص والروايات الادبيه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-13-2021, 05:26 PM   #41

الابتسامة حديث طيب
افتراضي


الشعوب.. و شبكات الإعلام تستعبد العقول.. مبانيهم جميعا عالية.. أعلى من كل
ما حولها.. في رسالة أنه لا أحد أعظم منا في هذا البلد.. هناك شاشات ضخمة
موضوعة على المباني.. تعرض الأخبار و الإعلانات التجارية.. وهناك تجمع من
الناس يتابعون إحدى الشاشات.. نظرت إلى الشاشة..
المخابرات الأمريكية كشفت أن صدام يريد نقل ستين ألف أنبوبة ألومينيوم..
هذه الأنابيب تستخدم في صناعة اليورانيوم.. إن صدام يريد أن يبيد أمريكا.
حولت نظرك عن هذه الشاشة.. هذه الأخبار لا تصدق.. ما هذا الهراء؟
قابلك تجمع آخر من الناس حول شاشة أخرى.. نظرت..
أبلغت المخابرات الإيطالية المخابرات الأمريكية
بأن لديهم عقدا مكتوبا بين
صدام وبين النيجر في أفريقيا لشراء خمسمائة طن من "الكعكة الصفراء".. و هو
شكل من أشكال اليورانيوم.. صدام سيبيدنا.
لأن ينتهوا أبدا من هذا.. أخرجت جهازك السمارت فون و بدأت تبحث عن
هذه الأخبار التي سمعتها منذ قليل.. استغرقت في البحث قرابة عشر دقائق.. يا
للأفاعي! لقد تم إرسال هذه الأنابيب للفحص الرسمي.. وخرج الفحص بنتيجة أن
هذه الأنابيب لا تصلح للإستخدام في صناعة أي يورانيوم و لا تصلح لصناعة أي
شيء قريب منه.. لكن الإعلام و المخابرات تجاهلوا هذا التقرير
تماما و ظلوا على موقفهم أن الأنابيب هي لصناعة اليورانيوم.. ثم أعلنها بوش في الأمم المتحدة..
قال إن العراق كان يحاول شراء أنابيب لصناعة اليورانيوم.
العقد الذي بين العراق و بين النيجر لشراء الكعكة الصفراء تبين أنه عقد
مزور ومن زوره اعترف بذلك..
إلا أن الإعلام طبعا لن يقول لك هذا.. إنه يقول
لك ما يريدك أن تصدقه.. و هو يعلم تمام العلم أنك ستصدقه.. لأنك إمعة.. لا
يجب أن يستمر هذا.. لا بد أن نوقف هذا.. لا بد أن نوقظ هؤلاء الناس.. لا بد
أن نرحمهم من هذه الشاشات.. بدا و كأن الشاشات استمعت إلى حبل أفكارك...
فوجدتها قد عل صوتها كلها فجأة..
القاعدة.. صدام.. الإرهابيون.. تفجيرات سبتمبر.. العراق.. يجب أن ننتقم..
احذروا من صدام.. الـ...

أشحت بوجهك بعيدا عن هذا الهراء.. نظرت إلى وجوه الناس لترى تأثير هذا
عليهم.. إنهم يشاهدون هذا باهتمام.. هناك ملامح عامة مطبوعة على وجوههم
كلهم.. هذه الملامح ليست طبيعية.. إنها تبدو و كأنها.. اقتربت أكثرمن الناس لترى
بوضوح.. إن ملامحهم فيها جمود ذاهل.. و عيونهم سارحة مثل عيون المنومين


مغناطيسيا.. إنهم يتلقون ما يتلقونه من الشاشات و يمضون إلى طريقهم بهذه
الملامح الجامدة و العيون الناظرة إلى اللامكان.. يمشون كلهم في الشوارع مثل
الروبوتات..

كل يؤدي ما يؤديه.
بعضهم يتحدث مع رفقائه بحماس و ينظر إلى الشاشة.. إنه يردد على
مسامعهم ما تقو له هذه الشاشات.. فتحولت ملامح من يحدثهم إلى ملامح جامدة
ذاهلة هي الأخرى و صاروا يمشون وراءه.. الأخبار السامة هي مثل فيروس نفسي
ينتشر من تلك الشاشات إلى جميع الساكنين في هذه المدينة.. لقد ظننت أنها
الحرية.. ظننت أنها مدينة حرة جميلة.. لكن انظر حولك إلى الناس الأحرار..
جامدين ذاهلين يرددون ما يسمعون ببلاهة آلية.. أي حرية هذه بالضبط؟!
صورة ابن الشيخ الليبي تغمر الشاشات.. الناس ينظرون في جمود.. و ينقلون
ما يسمعونه في جمود.. ثم يمشون في جمود.. أيها الجامدون أفيقوا.. إن دولتكم
هذه تجهز لغزو دولة بريئة بعد أيام لتقتل فيها من تقتل و تفجر فيها من تفجر..
أليس لكم أي رأي أو صوت؟ أيها الجامدون الحمقى.. إن الليبي هذا قد زيف
قصة خيالية نبتت في عقله هو وحده.. و ما أنبتها هو الألم الشديد الذي ألحقوه
به.. ما بالكم ألا تبحثون؟ ألا يقرأ أحدكم أي شيء؟ ألا يتأكد أحدكم من أي
شيء قبل أن يحدث به زميله؟
لم تعد تحتمل أكثر.. لا بد أن تقول الحقيقة لهؤلاء الناس.. لا ينبغي أن
ّ تتركهم هكذا في عمائهم..
ولم تضيع المزيد من الوقت.. تحركت ناحية مجموعة
من الرجال يرتدون البدلات و يتحدثون في أمرما.. قلت لهم ما قلته و أنت تشير إلى
التلفزيون.. وبدأت تقنعهم.. نظروا إليك بعيون ساخرة مشفقة على حالك.. ثم
أعرضوا عنك..
صرخت شاتما إياهم.. ثم انتقلت إلى غيرهم.. أيها الناس لا تظنوا
أن هذا الرجل الليبي يتحدث بالحقيقة.. لقد عذبوا هذا الرجل.. وصفقة النيجر
الحمقاء هذه مزيفة.. أفيقوا.
بدأ هؤلاء يجادلونك و يدافعون عما سمعوه.. هل أنت مجنون؟ كل هذه
أنت لست وطنيا.. إن دولتنا في حرب الآن الأدلة و ما زلت تدافع عن العراق؟
و أنت تدافع عن الإرهابيين.. لا بد أن تدعم جيش بلدك.
إن هؤلاء مغسولة أدمغتهم كليا.. لكنك لم تستسلم.. أخرجت لهم السمارت
فون و أخبرتهم أن هذا كذب بسبب كذا و كذا.. و هذا كذب بسبب كذا.. كان
بعضهم قد بدأ يسمع لك و البعض الآخر هزئ بك.. أنت أيها الاشيء تعرف أمورا
مثل هذه و الدولة ورجال الدولة والإعلام كلهم يكذبون؟





  رد مع اقتباس
قديم 02-13-2021, 05:35 PM   #42

الابتسامة حديث طيب
افتراضي



فجأة نظر الكل إلى الشاشات و أشاروا إليها.. ثم أشاروا إليك.. نظرت إلى
الشاشات بسرعة.. لقد أصبحت كلها تحمل صورتك.. بهذا القناع المميز الذي
يقولون أنك مختل عقليا.. يقولون أنك محتال.. يقولون أنك ممول من ترتديه..
الخارج.. ويقولون أنك خائن.. تحول البشر الذين في الميدان كلهم بجمود وجوههم
و أعينهم الزائغة ناحيتك أنت.. وانقض كل من في الميدان عليك فجأة.
لم تنتظر قدماك دقيقة واحدة..
فوثبت بعيدا عن الجميع و ابتعدت..
وركضت بأقصى ما تستطيع.. وركضوا وراءك.. ولكن بعضهم تعثر في بعض..
هؤلاء المساجين في عقولهم.. دخلت أحد الأزقة.. واختبأت وراء أحد الصناديق..
طائر ثم لاح لك في السماء ظله..

فوق الأرض طافيا على الهواء.. بملابسه
السوداء و نظرته الساخرة وشعره المصفف و ملامحه الشيطانية.. إنه "ديكوي"..
ذلك اللعين..
هبط على الأرض و بدأ يمش ي ناحيتك.. لكنك خرجت من موقعك وتوجهت
أنت إليه بكل عزم في جسدك.. كنت تريد أن تخنقه.. لكن الأمر لو كان بهذه
السهولة ما كان ليستحق شهرته.. طار "ديكوي" مرة أخرى إلى ارتفاع منخفض

جدا و ابتعد عنك بسرعة و ظللت أنت تركض وراءه..

ولكنك لمحت شيئا..

شيئا خطرا قاتل.. أنت تتجه بكل سرعتك ناحية هوة عميقة.. كأن الشارع قد انكسر
أمامك و أنت تركض و تكونت هوة تحت قدميك مباشرة.. وأنت متجه إليها بكل
عزمك.. لم تقو قدماك على التراجع.. وارتفعت يداك تلوح في الهواء برعب..
و تجاوزت الحافة.. وتهيأت للوقوع.
ولم يحدث شيء.. بقيت تمشي.. وكأنك تمشي على الهواء بينما "ديكوي" قد
نظر إليك بسخرية.. هذا اللعين.. لقد نسيت أنه سيد الوهم و التضليل! نظرت له
بغضب.. لكنه لم يعد هناك.. فخرجت من الزقاق ببطء حذر.
توجهت ناحية ميدان آخر.. فقط لتجد نفسك أمام تجمع آخر من الناس..
هناك صوت مألوف وراءهم.. إنه ذلك المغني الغريب الأبيض ذو الشعر الطويل
الذي رأيته في العالم السابق.. لقد كان يغني بغضب هذه المرة.. بغضب شديد:
روجوا تلك الأكاذيب التي لديكم
اغتالوا وشوهوا
لستم سوى كلب إعلام
طفيليات تفعلون أي شيء للحصول على أخبار

من التالي عندكم لتدمروا صورته
أحاديثكم افتراء
وتجارتكم الفضائح
بتلك الكلمات التي تستخدمونها
أنتم تقولو ن أنها مجرد أقلام و ما هي بسيوف
ولكن بأقلامكم هذه أنتم تشوهون الرجال و تصلبون الملوك

وأنت لست مجبرا على قراءة هذا

أنت لست مجبرا على تصديق هذا
بشرائك لهذا أنت تدعمه
بقراءتك هذا أنت تدعمه
مشاهدة هذا الهراء دعم له
فلماذا تستمر بخداع نفسك
ليس معنى أنك قرأته في مجلة
أورأيته على شاشة التفزيون

أن تجعله واقعا
حتى و إن كان الكل يتحدث عن ذلك.
انفتحت بقعة من الضوء في السماء و توجهت ناحية هذا المغني.. وحملت
الشاشات كلها صورته.. توقفت كل القنوات عن بث أي خبر من أخبار العالم
و صارت تتحدث عن هذا المغني وحده.. الآن عرفت اسمه.. "مايكل جاكسون"..
إنهم يقولون أنه شاذ جنسيا.. يقولون أنه يتقزز من عرقه الأسود فغير لون
جلده.. يقولون أنه مسخ.. يقولون أنه يتحرش بالأطفال.
ظهر كثير من المصورين الذين أحاطوا به و جعلوا يصورو نه فاستضاءت
الأجواء بأضواء فلاشات كاميراتهم.. ثم وصلت سيارة الشرطة و قبضت عليه
ووضعت الأغلال في معصميه و أدخلوه إلى سيارتهم.. نسى العالم ما يحدث من
أخبار في أي مكان و صارت كل القنوات ليس لها هم سوى متابعة أخبار هذا
المغني.. لكن لماذا؟
أصبحت تشكر الظروف التي شغلتهم عنك نوعا ما.. وبدأت تمشي في الاتجاه
الآخر و تنظر للأرض.. و أخرجت جهاز السمارت فون وفتحت مواقع الأخبار.. حتى





  رد مع اقتباس
قديم 02-21-2021, 11:44 PM   #43

الابتسامة حديث طيب
افتراضي

المواقع لم تعد تتحدث إلا عن جاكسون هذا.. اشتعل الفضول لديك لتبحث
وراء كلامهم عنه.. والذي حدثتك خبرتك معهم أنه كذب.. الفضول فقط كان في
رغبتك في معرفة الحقيقة وراء كل هذا.

انشغلت بالبحث الذي استغرقك قليل.. هذا الرجل كان أسود البشرة

حقا
ثم أصبح أبيض البشرة.. عرفت أنه يستحيل على أي شخص أن يغيرلون جلده
بأي طريقة كانت حتى في العصر الحديث مع أحدث التقنيات المتوفرة في عالم
الجلدية.. الأمر عبارة عن بلايين بلايتين الخلايا الصبغية التي تغطي جلد أي
إنسان..
والتي تكون مبرمجة جينيا أن تعطي لونا معينا ولا يمكن قلب هذا اللون
بأي طريقة من الطرق.. لكن هناك شيئا واحدا فقط يدمر هذه الخلايا الصبغية
كلها و يزيل اللون تماما ليحوله إلى اللون الأبيض القطني.. هذا الشيء مرض يدعى
البهاق..
ولا أحد حتى لحظتنا هذه يعرف له علاجا.. أو يعرف حتى سببه.. يمكنه

أن يصيبك فجأة فيغيرلك لون جلدك فتتحول إلى أبيض قطني.
وهذا المرض لا يفعل هذا مرة واحدة.. بل بالتدريج.. يقتل خلاياك الصبغية
بالتدريج..
في البداية سترى أجزاء من وجهك و رقبتك قد تحولت إلى اللون
الأبيض القطني.. ثم ستتبعها أطرافك.. ثم ظهرك.. ثم يستمر الأمر عبر السنين
حتى يقضي على كل الخليا الصبغية في جسدك.. أثناء اشتغال المرض على قتل

خلاياك الصبغية يكون منظرك غريبا.. مرقشا مليئا بالبقع البيضاء هنا و هناك في
وجهك و رقبتك ويديك..

ولو كنت نجما أسود في هوليوود وأصابك هذا المرض
وجعل أغلب وجهك ورقبتك ملونين باللون الأبيض.. فسيتعين عليك وضع الكثير
من المكياج لإخفاء المناطق السوداء و إحداث توازن في شكل البشرة.. بل إن
المرض سيطال الخلايا الصبغية التي على شفتيك فتظهر عليها بقع غريبة..
و سيتعين عليك وضع ملون للشفاه لمحاولة جعل لونها مثل اللون العادي.. إن
مايكل جاكسون هو أشهر مريض بهذا المرض في التاريخ.
الأمر ليس حكاية تقزز من عرقه
إذا.. وليس حكاية أنه يحب وضع المكياج
لأنه شاذ.. الحكاية مرض يحاول السيطرة عليه للظهور بشكل طبيعي..
لكن طبعا المكياج لا يجعل أي رجل يضعه يبدو طبيعيا بقدر ما يجعله يبدومسخا غريب الأطوار.
وعندما انتهوا من حكاية تغيير اللون و الشذوذ دخلوا في حكاية التحرش
الجنسي بالأطفال..
وأدخلوه في محاكمة طويلة خرج منها بريئا بعد ما اعترف
المدعون عليه أنفسهم أنهم رفعوا عليه هذه القضايا لأجل المال.. وليس أي مال..
فقد طالبوا بعشرات الملايين تعويضا...لكنهم فى الإعلام لا يقولون لنا هذا ..ولن يقولوا..
ففد قرروا أعتبار الرجل من ال Truthers
لأنه يهاجم الكثير من الأمور الفاسدة بالدولة ..يهاجمها بالفن..والفن مؤثر..وهو لديه جمهور واسع عريض جدآ
هل ظننت أنك ستدخل الى عالمى وتتمشى كأنك تتمشي فى الشانزليزيه؟
أنتبهت من فورك ونظرت حولك برعب ...رأيت نفسك واقفا فى ميدان هال لايوجد فيه أحد...نظرت الى السماء تبحث عنه
الصوت صوت(ديكوي) لكن أين هو ؟
أراك تعلمت البحث أيضا فصرت تبحث ويستغرقك البحث ايها الفانى
برز أمام وجهك فجأة كأنه ولدته الأجواء...كان طافيابالهواء كعادته ثم نزل على الأرض.
هذه المرة لم يكن ينظر أليك بطريقة عادية..بل لقد أبيضت عيناه ونظر لك بطريقة المفترس الذي يعلم أن فريسته لم تعد
تستطيع الهرب...فتقدم أليك ببطء .. ظللت أنت تتراجع بظهرك حتى ثعترت وسقطت..وظل هو يمشى بهدوء قاس أليك ..
نظرت حولك تبحث عن أى مساعدة.. لكن المبدان كان خاليا كأنه صحراء..والمشكلة انه ليس لديك رفيق بهذا العالم..
قطع أفكارك صوت معدنى يسقط بجوارك على الأرض ..نظرت اليه كان سيفا ملقى الى جوارك تماما ..
أستد رت الى الخلف لترى من أسقطه..فرأيت أقداما مألوفة.. رفعت نظرك بسرعة لترى صاحب الأقدام
أليكساندريا ومصعب يقفان بقوة وكلا منهم يشهر سيفه الخاص بوجه (ديكوى)..
قالت اليكسانظريا من دون أو تنظر اليك
ألم أقل لك لن أدعك وحدك بهذا العالم؟
وقال مصعب أحمل سيفك وقاتل معنا..
قمت من سقطتك والتقطت سيفك..كان سيفا طويلا فاخرآ حادآ ..من الطراز الذى يعطيك ثقة بنفسك..
بمجرد حمله..أعتدلت فى وقفتك واشهرت سيفك وقلت لهم..





  رد مع اقتباس
قديم 02-21-2021, 11:46 PM   #44

الابتسامة حديث طيب
افتراضي

هذا الشيطان لا يملك جسدا ماديا.. كيف ستخترقه سيوفكم هذه؟
قالت لك أليكساندريا:
لأنها سيوفنا نحن.. لو كان هو شيطان الوهم.. فنحن الحقيقة.. والحقيقة
تمزق الوهم إذا نزلت عليه.
وانطلقت أليكساندريا بسرعة متجهة إلى "ديكوي" و تبعها "مصعب".. ثم
تبعتهم أنت بقوة.. لا بد أن نتخلص من هذا الشيء.. أصابتك ثقة و قوة رهيبة
و أنت تركض جوارهما رافعا ذلك السيف.. شعرت أنه يمكنكم القضاء على ألف
"ديكوي".. لكن ما هذا؟ هذا الشيطان..
تحول "ديكوي" إلى خمس نسخ يقف بعضهم بجوار بعض و ينظرون لكم
بسخرية.. فتوقفتم

قليل.. هذا الشيطان.. أيهم هو الحقيقي.. رأيتهما وقد انطلق
كل منهما إلى الشيطانين اللذين على الطرفين.. فانطلقت أنت ناحية الشيطان
الذي في المنتصف.. لكن..
تحول الخمسة "ديكوي" إلى عشرة يقف بعضهم بجوار بعض وينظرون
بسخرية.. ثم تحولوا إلى عشرين.. ثم إلى خمسين.. تحلقوا حولكم في دائرة و ظلوا
يطوفون حولكم.. اللعنة!
وقفتم في منتصف الدائرة.. دقائق من التوتر أصابتكم ثم انطلقتم إلى ثلاثة
جوانب من الدائرة.. صاح مصعب:
سنمزقهم جميعا بأنصال سيوفنا.
أصبح الخمسون الذين يطوفون حولكم مائة.. فقد ظهر فوقهم خمسون
آخرون يتحلقون في دائرة علوية فوق الدائرة التي حولكم.. و الكل يطوف..
ثم عمل كل الطائفين حركة بأيديهم فانفتحت شاشات الميدان كلها.. و رأيتم
عليها صوركم.. مع معلومات إخبارية عن أنكم كذا و أنكم كذا... فسمعتم ضجة..

إنهم الشعب المغيب المنوم مغناطيسيا.. هكذا بكلمتين صاروا يكرهونكم.. تسمع
صوت أقدامهم تقترب.. حتى دخلوا إلى الميدان من كل فج.. وحوصرتم في
المنتصف.. و ظلت الشياطين تطوف حولكم و فوقكم.. يبدو أنكم خسرتم هاهنا..
لاحظت شيئا غريبا قد حدث فجأة.. رأيت كل شيطان من الشياطين قد
التصق معصماه بعضهما ببعض و كأن قيدا قد قيده.. فصارت الشياطين تحاول
الإفلات من القيد و فك أياديهم بلا جدوى.. ثم التصقت أرجل كل شيطان بعضها
ببعض في قيد آخر.. ثم سقطت الشياطين كلها على الأرض.. و اختفت كل النسخ

الشيطانية و لم يبق سوى "ديكوي" الذي أخذ يتلوى

على الأرض بقيوده محاولا الفكاك.

هذه الشياطين تنسى دائما أن اليد العليا هنا هي لي أنا.
نظرتم خلفكم كلكم باندهاش حقيقي.. فقد كان هذا هو آخر شخص
تتوقعون رؤيته في هذه اللحظة..
"بوبي فرانك".. ذلك الفتى الذي دخلت إليه في غرفته في أول مشاهد هذا
العالم.. وهو الذي استدعى "ديكوي" أول مرة.. يبدو أن "ديكوي" قد أفلت من
التعويذة بطريقة ما و جعل حياتك جحيما.. ويبدو أن "بوبي فرانك" قد استعاد
السيطرة عليه الآن.. لكن "بوبي" لم يأت وحده.. لقد أتيت أنا معه.. رفيقك.. لقد
أنقذوني من الموت في تلك الأرض بمعجزة.. معذرة يا صديقي على الأخطاء التي
حدثت في هذا العالم.. لكن شيئا كهذا كان متوقعا طالما هوعالم "ديكوي".. عالم
الوهم و الخداع والتضليل.
â–ھ â–ھ â–ھ
عدت مع المقنعين إلى داخل قاعدتهم.. احتفى بك الجميع..
حقا لقد كدت تفقد ذاتك.. كنتم قد قبضتم كلكم على "ديكوي" و أحضرتموه إلى القاعدة..
و أدخله المقنعون في غرفة علقوه فيها من يديه و رجليه.. و تركوه إلى حين.. حتى
ينظروا في أمره.. أخذك "سكوربيون" من يدك..
حقا أنت تحتاج لفترة راحة بعد كل هذا.
ذلك الفتى اللعين صاحب التعاويذ اللعينة.. "بوبي فرانك".. أكثراسم أزعجنا
نحن الشياطين.. هو شخص يجعل الشياطين تتحدث بالحق.. وتروي الحقيقة..
هو شخص يقيدنا من أيدينا ومن أرجلنا.. ويهدد بحر ق أي شيطان منا لا يقبل





  رد مع اقتباس
قديم 02-21-2021, 11:49 PM   #45

الابتسامة حديث طيب
افتراضي

الحديث.. ولكنها مجرد سويعات قليلة يا فرانك.. تلعب فيها معنا لعبتك
السخيفة.. ثم سنحولك إلى عبرة تتناقلها الكتب.
فليكن.. من المفترض الآن أن أحدثك بالحقيقة.. حقيقة أشياء لا ينبغي على
أمثالك أن يسمعوها هكذا ببساطة..
أسرار ربما تجعلك تخرج أخيرا من حوض
السمك الذي تعيش فيه.. لو سألت السمكة ما آخر شيء تلاحظين أنه موجود في
بيئتك؟ ستقول لك الماء.. الشيء يصبح غير ملحوظ لمن يعتاد عليه.. وأنت أيها
البشري تعيش في شيء يحيط بك طيلة الوقت.. و تلتقي عيناك به كثيرا جدا..
لكنك لا تلحظ ما يفعله بك.. وإذا سمعتني اليوم ستلحظ.. وستفهم.. و لن أقدر
على خداعك مرة أخرى.. لأن قوة هذا الشيء تكمن في عدم شعورك به.. وفور أن
تلحظه وتعرف كيف يعمل لا يعود له أي تأثير عليك.

تخيل أن رجل يدعى زيد يعيش في الجاهلية.. خرج زيد من بيته فأتاه رجل بنبأ
مثير.. يا زيد ألم تعلم؟ لقد زنا فلان.

لكن فلانا هذا رجل صالح.. غضب زيد على الرجل وحذره من أن يعود لمثل
هذا الحديث عن الصالحين.. ثم مضى زيد إلى وسط المدينة.. فأصبح كل رجل

يقابل زيدا يقول له: ألم تعلم؟ إن فلانا قد زنا. أصبح كل من في المدينة يقول
هذا.. ساعتها سيصدق زيد.. وسيقول: اللعنة على فلان هذا الذي كان يدعي
الصلح أمامنا طيلة الوقت. هذه هي البروباجاندا في أبسط صورها.. أن تسمع
نفس الخبر من مصادر كثيرة..
والعقل الباطن يتخذ لا إراديا وضعية التصديق
ناحية أي بروباجاندا.. طالما أن الكل يتحدث بالأمر.. فلا بد أنه قد حدث.

لم يز ن.. ولم يره أحد يزني.. لكن البروباجاندا بدأت من عند المشكلة أن فلان

رجل واحد حكى حكاية أمام مجموعة من الناس عن أن فلانا قد زنا.. فذهب كل
منهم يحدث بالأمر.
لكننا لم نعد في الجاهلية.. ولم نعد نعيش في قرى صغيرة.. في السابق كانت
البروباجاندا تنتقل عبر الألسنة من واحد إلى اثنين أو ثلاثة أو عشرة.. أما الأن
فقد خرج للبروباجاندا قرون استشعار.. و صار لها أقمار تدور حول كوكب
الأرض.. وصار لها في كل بيت نافذة.. و بمجرد أن تفتح تلك النافذة سترى فيها

رجالا يتحدثون و يخبرونك بأمور أنها حدثت.. رجال يدخلون إلى غرفة معيشتك
وغرفة نومك.. رجال كثيرون.. يرتدون بدلات أنيقة و يصففون شعورهم وينظرون
في عينك مباشرة كل يوم و يخبرونك بما يريدون.

لو رفعت عينك عن هذه السطور و نظرت حولك الآن.. قد ترى هذه النافذة..
التيلي.. أو التيوب.. أو الشاشة.. أوالتلفزيون.. بأي اسم تطلقه عليها حسب المكان
الذي تعيش فيه.
الآن امسك جهاز التحكم.. وافتح التلفزيون.. وشاهد ما يعرض على الشاشة.
بعد دقيقة واحدة من مشاهدة التلفزيون يتوقف الجزء الأعلى من الدماغ
عن العمل وهو الجزء المسؤول عن التفكير.. و يعمل الجزء الأسفل وهو الجزء
المسؤول عن التلقي.. هذه الحالة تدعى State Alpha ..جرب أن تفكر في شيء ما

جديا و أنت تشاهد التلفزيون.. ستجد صعوبة في فعل ذلك حتى وأنت واع تحاول فعله.
هذه مجرد بيانات عادية بديهية لأي مطلع في علم الأعصاب.. لاحظ أن الأطفال يسكتون عندما تشغله لهم و تتركه.. لأن أدمغتهم تتحول إلى وضع التلقي..
و الآن لو أغلقنا التلفزيون سيعود العقل إلى الحالة العادية المفكرة State Beta ..

ويصبح قادرا على التفكير في أي شيء.. هذه هي قوة هذا الجهاز الساكن الموضوع
بأناقة في غرفة معيشتك.. إنه جهاز يمرر البروباجاندا إلى عقول هيأها للتلقي بلا أي تفكير.
لكن تذكر ما قلته لك.. هذا الشيء الساكن يصير بلا تأثير فور أن تنتبه له
و تعرف طريقة عمله.
دعني أحدثك بالسر الأول..

هناك ترس مهم جدا لا تعمل أي آلة بروباجاندا
إلا به.. هذا الترس هو التكرار.. تكرار سماعك للخبر من أكثر من شخص.. به
تعمل البروباجاندا.. لكن لو سمعت خبرا واحدا في التلفزيون من شخص واحد..

فعقلك الباطن سيتعامل معه مثلما تعامل زيد مع أول شخص قال له أن فلانا
قد زنى..

لن يهتم كثيرا.. لكن لو تكرر الخبر في كثير من القنوات.. و قاله كثير من
الرجال.. فعقلك الباطن سيعتبره حقيقة.
تكرار الشيء يجعلك تصدقه.. حتى و إن كان هذا الشيء ضد مسلماتك.. أريد
أن أقنعك أن 2 + 2 تساوي 5 ...ماذا أفعل؟ ربما آتي بستيفن هوكنج وأجعله
يتحدث بطريقته العلمية و يحدثك عن الرياضيات الجديدة التي يمكن أن تجعل
2 + 2 تساوي 5 ..ثم آتيك بفائز بجائزة نوبل وهو يقول: نعم هناك حالات يمكن
أن تكون فيها 2 + 2 تساوي 5 ...ثم متحدث آخر.. ثم آخر.. و أكرر هذا حتى تبدأ
أنت في التصديق.. و تقول..
نعم ربما أصل 2 + 2 تساوي 5 ..من الذي قال لنا أنها 4 أصلا !





  رد مع اقتباس
قديم 02-21-2021, 11:50 PM   #46

الابتسامة حديث طيب
افتراضي

طبعا هؤلاء العلماء لن يخدعوا أحدا فهذا ليس ديدنهم.. إنما كان هذا مثال
على تأثير التكرار من شخصيات مسؤولة في مجال ما..

ليس شرطا أن يكون نفس الخبر يتكرر.. بل يمكن أن تكون أخبار كثيرة هنا
و هناك كلها تتجه بك ناحية تصديق شيء معين.. وفور أن تصدقه ستبدأ بعدها
تلقائيا في الترويج له.. ستتحول إلى ترس في عجلة البروباجاندا.. تتحول إلى بوق
لهم.. تدعو إلى ما يدعون إليه.. هذا هو السر الأول..
أنه إذا رأيت خبرا يتكرر ويتكرر..
أو رأيت أخبارا متتالية متنوعة كلها تتجه بك إلى تصديق شيء ما.. اعلم أنك لا تشاهد أخبارا عادية.. أنت تشاهد بروباجاندا.
ستقول لي: وما المشكلة في

البروباجاندا أصلا؟ إن القنوات ووكالات الأخبار

التي تنقلها هي هيئات كاملة ضخمة وشهيرة جدا.. بمراسلين و صحفيين و مذيعين
كل همهم هو الإخبار بالأخبار.. إن لم نصدق هؤلاء..
فمن يمكن أن نصدق إذا؟
هذه هي بالضبط عقلية الإمعة.. مثلك ومثل أغلب من رأيتهم من جنس
البشر.. الإمعة هو من يقول إذا أحسن الناس أحسنت.. و إذا أساءوا أسأت.. و إذا
ظلموا ظلمت.. يعني الذي لا رأي له.. صاحب عقلية الغنمة.. التي تسوقها يمينا أو شمالا فتساق معك..

دائما يبحث عن شخص آخر ليفكر له.. يبحث عن شخص
آخر ليتمسح في آرائه.. هوشخص يشترى و يباع في سوق العقول بثمن بخس.. لايقيم له أحد وزنا.. فلو أن هؤلا المذيعين صدقوا سيصدقهم.. و لو أن هؤلاء المذيعين كذبوا سيصدقهم.


إذا ليست المشكلة في صدق هؤلاء أو كذبهم.. المشكلة في عقلية الغنمة التي
تجعلك تساق وراء ما يقولونه لك بلا تفكير.. وعقلية البغبغاء الذي ير دد ما يقال
له..
دعنا ننتقل إلى السر الثاني..
إن كل بروباجاندا تراها قد برزت فجأة بشكل
محموم سواء في التلفزيون.. أو في الصحف.. هي بروباجاندا مصنوعة.. لم تظهر
هكذا بالصدفة.. بل هي مدبرة ومقرر إطلاقها في الوقت الذي انطلقت فيه..
بالطريقة التي انطلقت بها.
صانعو البروباجاندا اليوم هم الأغنياء والساسة.. الحكومة و أصحاب المال
الكبار.. البروباجاندا هي طريقة هؤلاء في التواصل معنا نحن الشعب.. ليبيعوا لنا شيئا ما..

سواء يبيعون لنا منتجا.. او يبيعون لنا أفكارا.. أو حربا.. او مرشحا

سياسيا... وركز فيما أقول.. أنا أتحدث عن صنع البروباجاندا وليس صنع
الأخبار.. فيمكننا أن نذهب الآن لنحدث شغبا في مكان ما وقتل و هرجا و مرجا..





  رد مع اقتباس
قديم 02-23-2021, 02:38 PM   #47

الابتسامة حديث طيب
افتراضي

هكذا نحن صنعنا خبرا.. لكن طريقة عرض هذا الخبر في التلفزيون هي
البروباجاندا.. سيعرضونه بطريقة تتماشى مع مصلحة الحكومة و الكبار.. وهذا
هو السر الثاني.. إذا رأيت أي بروباجاندا.. اعلم أنها مصنوعة من الكبار.

السر الثالث صادم نوعا ما.. إن أي بروباجاندا تراها هي على الأغلب كذبة..
والكذبة التي يحتاجون أن ينشروها باستخدام البروباجاندا هي غالبا تحمل وراءها

شيئا حقيرا جدا .


لعلك تذكر كيف عرضوا أخبار ضربات سبتمبر.. فجروا البرجين بأنفسهم ثم
أطلقوا بروباجاندا كاسحة أقنعت الجميع أن من وراء هذا هو تنظيم القاعدة
يعاونه صدام..
ثم أطلقوا بروباجاندا أكثر كسحا تدعو إلى إعلان الحرب على
هذين البلدين للقضاء على الإرهاب.. مليون شخص ماتوا في العراق.. وربع مليون
في أفغانستان.
هل تعرف معنى كلمة مليون وربع شخص؟ إن أكبر استاد كرة قدم يسع مائة
وخمسين ألف شخص.. نحتاج لثمانية ملعب ريو دي جانيرو.. يملأهم الناس
كلهم حتى آخر مقعد.. رجال بعائلاتهم بأطفالهم بنسائهم.. كل هؤلاء ماتوا.. فقط
لإشباع رغبات بعض النخبة في المزيد من البترول و المزيد من الأفيون.. ولو كنت
في أمريكا وقتها كنت ستصفق للجنود الأمريكان وهم يلقون القنابل على هؤلاء
الناس وأنت تأكل شطائر الهامبرجر.. لماذا؟
لأنك تجلس أمام التلفزيون كثيرا.. إن
السيطرة العقلية لا تحتاج إلى أقطاب نوصلها إلى دماغك.. و لا إلى تنويم
مغناطيسي.. إنها تحتاج فقط منك أن تفتح التلفزيون.
هل روحك ما زالت تشعر بمعنى أن هناك أناس يموتون.. أم أن الأمر بالنسبة
لك أصبح مجرد عدد.. لا فرق بين عشرة ماتوا أو ألف ماتوا أومليون ونصف
ماتوا؟
كل الجدات كانت تقول.. إن مشاهدة التلفزيون

كثيرا ستخرب دماغكم..
كنت ربما تهزأ من كلامهن.. و لكنها حقيقة.. من يشاهد هذا الشيء ينتهي به الأمر
بدماغ خربة كعلبة صفيح مدهوسة.
أصبحت دماغك الخربة هذه تؤيد القتل والحرب وتدعم الظلم والتشريد
الذي تمارسه فئة ما على فئة.. لمجرد تصديقك لهذه الأمور التي سمعتها أو
شاهدتها على الشاشات.. أين روحك؟ هؤلاء الارواح المقتولة.. ألم يكن للواحد
منهم ابنة صغيرة بريئة؟ أو زوجة.. أو جد أو جدة.. ألم تكن لهم حياة؟ أم أنهم

أتوا إلى العالم هكذا بطريقة شيطانية وكل همهم هو فعل هذا الشيء الذي تظن
أنهم فعلوه؟!
أغلب الناس يصدقون المذيعين في التلفزيون.. هذا شيء نفسي.. شخص كهذا
يرتدي هذه البدلة و لديه هذا البرنامج الذي يشاهده ملايين و هذا الاستوديو
الخاص.. لا بد أنه شخص مهم.. لا بد أنه يعرف ما يتحدث عنه.. و رغم أنه
شخص لم نقابله و لم نعرفه يوما.. فإنه يخبرنا ماذا نفعل.. وبماذا نؤمن.
وأصحاب البدلات هؤلاء لا يكتفون بالكذب على شعوبهم طيلة الوقت.. بل
هم يعملون كأنهم أعواد ثقاب لإشعال النار في المكان الذي يتواجدون فيه..
يقنعونك في النهاية أن هناك طرفين متصارعين.. وأنت تصدق بمشاهدهم

وأخبارهم وأحاديثهم الكثيرة أنه فعل هناك حرب قائمة وكره متبادل وبغض..
فتشتعل الحر ب الخامدة ويقوم الناس بعضهم على بعض و يتقاتلون و تتناثر
الدماء.. فتتعلق في رقاب أصحاب البدلات مسؤولية كل روح أزهقت..
تعلقا أشد
من تعلق المسؤولية برقبة القاتل الذي أزهق الروح.. لأن الفتنة أشد من القتل..
وأنت.. يا من سمعت أحاديث هؤلاء على أريكتك ثم تحولت إلى بوق يردد كلامهم
بل ميزان.. تتعلق برقبتك مسؤولية كل روح أزهقت.. وليس لك أي عذر.. ليس

عذرا أنك أحمق و إمعة و تصدق ما يقال لك عبر هذه الشاشات.
لسعر الكذب عال جدا في زماننا..

لذلك تجد صاحب البدلة هذا غني جدا..
إنهم يدفعون له الكثير ليكذب.. انظر إليه.. مليونير و قح يجعجع و يكرر.. ما الذي

يجعل أي شخص يصدق وغدا غنيا كذوبا متملقا كهذا؟ هل تدرك مدى غباء
عقلك؟ البروباجاندا هي التي فعلت بك هذا.. أصبحت عندما ترى العديد من
الأوغاد الأغنياء يتحدثون في أمر ما بصوت عال .. تصدقهم.
السر الرابع.. جميع قنوات الأخبار و الصحف في دولتك.. على كثرتها و تعددها
وتباينها.. يعدون على أصابع اليد الواحدة
كلها يتحكم بها رجالي .. كلها تتبع
أيديولوجية واحدة و فكر واحد و إن ادعت كل واحدة منها أنها مختلفة.. سأعطيك

مثالا بالدولة التي نشأ فيها التلفزيون و قنوات التلفزيون و نشأت فيها
البروباجاندا.. باعتبارها الدولة التي نسخت عنها كل دول العالم بلا استثناء هذا
النظام نفسه..

سأعطيك مثالا بأمريكا.
أمريكا فيها حوالي 2000 قناة تلفزيونية و15 ألف محطة راديو و1300
جريدة و20 شركة إنترنت و6 استوديوهات أفلام.. هؤلاء هم بوابات الملتيميديا في





  رد مع اقتباس
قديم 02-23-2021, 02:40 PM   #48

الابتسامة حديث طيب
افتراضي

أمريكا.. إن هؤلاء.. ولك أن تتخيل ضخامة ما أتحدث عنه.. كلهم بكل ما فيهم
و من فيهم تملكهم 6 شركات كبيرة فقط.. ستة رجال كبار يتحكمون بهذا كله..
سأذكر الستة مع أمثلة على أشهر الأسماء التي يملكونها..
ComCast
تمتلك شبكات قنوات إخبارية مثل NBC وCNBC وMSNBC و استوديوهات
أفلام مثل Studios Universal وDreamWorks و شركات إنترنت مثل T&AT
News Corp
تمتلك قنوات Fox الإخبارية وجرائد مثل Journal Wallstreet و Sunday
20th Century مثل أفلام استوديوهات و New York Postو The Sunو Times
21th Century Foxو Fox
Time Warner
تمتلك قنو ات إخبارية مثل CNN و قنوات متخصصة مثل HBO وNBA
Warner Bros مثل أفلام واستوديوهات Cartoon Networkو Adult Swimو
Castle Rockو New Line Cinemaو
CBS
تمتلك قنوات إخبارية مثل شبكة CBS و قنوات متخصصة مثل شبكة
Showtime وشركات إنترنت شهيرة مثل CNET وfm.Last
Walt Disney
تمتلك قنوات إخبارية مثل ABC وقنوات متخصصة مثل E&A وHistory
وESPN و استوديوهات أفلام مثل Disney Walt وMarvel وTouchstone
Viacom
تمتلك قنوات متخصصة مثل MTV وNickelodeon وVH1 وBET
وCentral Comedy استوديوهات أفلام مثل Pictures Paramount
قد تبدو هذه القنوات أو الصحف متنافسة.. لكنها في الحقيقة مجمعة على
أيديولوجية واحدة.. كلها توصل لك نفس الرسالة.. بطرق مختلفة ووجوه
مختلفة وأقلام مختلفة.. ودعني أخبرك بمعلومة ربما تكون قد سمعتها من قبل..
هؤلاء الرجال الستة الذين يملكون الميديا في أمريكا كلهم يهود.
المذيعين على هذه القنوات كلهم يقرأون من نص مكتوب على شاشة أمامهم..
و أحيانا كثيرة يرسل النص نفسه إلى جميع القنوات وجميع المذيعين في كل

قنوات الستة الكبار.. فيقول كل المذيعين كلهم في أمريكا نفس العبارة.. بالنص..
ولقد تم فضحهم و تجميع عباراتهم المتشابهة هذه على الإنترنت أكثر من مرة.
الدولة.. ورجال الإعلام.. و البنكيون الكبار.. كلهم في علاقة صداقة وثيقة
أبدية مؤبدة.. لأنه لو سقط طرف من هذه الأطراف من الصداقة.. سينهار هذا

النظام تماما.. لذلك لا شيء يسمح له بأن يخرب هذه الصداقة.. حتى وإن تغير
رجال الدولة.. و تغير رجال الإعلام.. و الدولة التي لا تسيطر على الإعلام يسقطها
الإعلام.
لاتظن أن أصدقاء النظام الإعلاميين هؤلاء تؤنبهم ضمائرهم مثل بين الحين
والآخر.. لا.. إطلاقا..

بل هم يعتبرون أنفسهم وطنيون جدا أكثر من أي شخص
آخر في الدولة.. لأن ولاءهم هو للدولة.. والدولة هي الحكومة.. وهم يعرفون أنهم

ذراع مهم جدا من أذرع الحكومة.. ربما هم أهم ذراع على الإطلاق.
السر الخامس.. لا يسمح بعرض أي خبر أو جملة لا تعجب الحكومة على أي
من قنوات الميديا كلها.. غير مسموح بهذا.. ولو أفلت خبر أو جملة أو تعبير من أحد
من المذيعين أو الصحفيين العاملين في القناة يكون فيه هجوم على الحكومة أو

تسفيه لها فإن هذا الشخص يتم استبعاده فورا من القناة بأمر صاحب القناة..
لأن صاحب القناة تربطه علاقات صداقة مع الحكومة.
كثير من المذيعين أيام حرب العراق تم استبعادهم و طردهم من قنواتهم رغم
شهرتهم و قوتهم.. فقط لأنهم عارضوا الحرب.. اعتبروهم خونة لأو طانهم و لا
يدعمون جيش بلدهم..
Peter Arnett

مثل، مذيع الـCNNالعتيد و القديم.. قال عدة تصريحات أنه
ضد الحرب على العراق.. في اليوم التالي كانت هناك ما يقرب من 157 كاريكاتور
تسخر منه أوتصوره نائما مع صدام على السرير.
أي صحفي يكتب أي شيء ينتقد الحرب.. يكون مصير مقاله الرمي في
القمامة.. فقط الملقالات الصارخة بالحرب و بالإرهابيين و بصدام هي التي كانت
تنشر فقط.

هناك أناس أغنياء جدا حاولوا شراء دقائق على القنوات الكبيرة أثناء حرب
العر اق لإظهار إعلانات ضد الحرب.. و كان لديهم المال الكافي و أكثر لأجل هذا.. لكن
كل القنوات رفضت عروضهم بلا استثناء.
هذا المثال على حرب العراق هو مجرد توضيح للنظام الذي يحكم من وراء
الستار..
ابحث عن هذا النظام في أي دولة في العالم تقريبا ستجده موجودا





  رد مع اقتباس
قديم 02-23-2021, 02:41 PM   #49

الابتسامة حديث طيب
افتراضي

بأساساته الثلاثة.. دولة.. إعلميون.. بنكيون.. ويكون ترتيبهم كالتالي: البنكيو ن هم
الأعالي في القمة.. ثم الدولة.. ثم الإعلاميو ن.. هذا الترتيب لا بد أن يكون هكذا..
و لا يسمح له أن يكون على أي شكل آخر.. الدولة التي تحاول أن تسيطر على
البنكيين لتكون هي في القمة يسقطها البنكيون.. الدولة التي تهمل السيطرة على
الإعلام وتعطيه الحرية ليكون فوقها يسقطها الإعلام.. هذا النظام العتيد هو
نظام عالمي الآن..
ولا ينبغي اللعب فيه أبدا.. وكل هؤلاء الكبار الثلاثة.. البنكيون
و الإعلاميون و رجال الدولة..

دائما أوغاد.. ولهذا هم أصدقاء.. ولو صلح واحد
منهم أكله الآخرون.
السر السادس.. إن قنوات الإعلام لا تعرض بروباجاندا 24 ساعة.. إنما تكون
البروباجاندا في المواسم.. وتكون مكثفة.. لكن في الأوقات العادية.. هناك شيء
آخر تعرضه قنوات الإعلام.. شيء أقل حقارة من البروباجاندا.. لكنه حقير على
أي حال.. هذا الشيء يدعى الـRelease News Video ..أو الـVNR.
هذه ببساطة عبارة عن تقارير بالفيديو عن أمور معينة.. مرسلة لإلعلام من
إحدى جهتين.. فإما أن ترسلها الحكومة.. أو ترسلها الشركات الكبرى التجارية.
لو أن الـVNR مرسل من الحكومة.. فإن الهدف هو الدعاية لفكرة تريد
الحكومة أن تروج لها.. ولو كان الـVNR مرسل من الشركات الكبرى.. فالهدف هو
الدعاية لمنتجات هذه الشركات بطريقة غير مباشرة.. الخدعة هي أن القنوات
الإخبارية تعرض هذه التقارير دون أن تقول لك أنها مرسلة لها من أي مكان..
يعني هذه التقارير بالرسائل المبطنة التي فيها تأتيك متنكرة على هيئة أخبار.
هل رأيت مرة بعض القنوات تجري مقابلات مع الشعب في الشارع لتسألهم
عن شيء معين؟ في أوقات يكون هناك أمر جلل قد حدث في الدولة أو حتى في
الأوقات العادية الهادئة.. هذه المقابلات كلها VNR ..مرسلة من الحكومة
للقنوات.. وكل هذه المقابلات مفبركة.. كلها بل استثناء.. سواء في وقت السلم أو
الحرب.. سواء كان الحديث عن الأقتصاد أو النظام السياسي أو عن الفئات التي
تكرهها الحكومة أو حتى عن أسعار الباذنجان.. كلها VNR تفبركها الحكومة كل
حين و ترسلها إلى القنوات.. و

بالطبع تدفع الحكومة أموالا جيدة للقنوات لعرض
هذه التقارير.
أي متحدث يظهر على هذه القنوات.. تحت أي اسم كان.. خبير في كذا.. محلل
لكذا.. استشاري في كذا.. كل هؤلاء VNR ..كلهم عن بكرة أبيهم..
لا أستثني أحدا..





  رد مع اقتباس
قديم 03-25-2021, 10:12 AM   #50

افتراضي

موضوع يستحق المطالعه والتأمل
لك مني ... كل التقدير





  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أنتيخريستوس رواية للدكتور احمد خالد مصطفى ملكة جروح القصص والروايات 76 08-05-2024 05:39 PM
☆عبرة☆بقصة☆....شاركونا☆المساحة للجميع☆ ملكة جروح القصص والروايات 56 11-20-2023 09:32 AM
♢♢فوائد الخميرة الفورية ♢♢ ملكة جروح الصحه والطب 6 12-28-2020 09:54 PM
☆☆البقع البنية بالوجه ☆☆اسباب♡وطرق علاج♡ ملكة جروح الصحه والطب 3 12-25-2020 12:40 PM
☆☆علاج منزلى للبقع والتجاعيد بالوجه☆☆ ملكة جروح الصحه والطب 3 12-25-2020 12:36 PM



الساعة الآن 10:48 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas