القصص والروايات يختص بالقصص والروايات الادبيه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-16-2021, 09:32 AM   #11

الابتسامة حديث طيب
افتراضي


السيارة لترمي لها بعض النقود.. هذه الفتاة التي تؤجرها هل هي قطعة لحم؟
هناك إنسان بالداخل هنا.. هناك إنسان يعيش هنا.. ألا تشعر به أيها الحيوان؟
▪ ▪ ▪
تبدلت بنا الأرض وانتهت قصة الآسيوية والأمريكية.. لقد أصبت بالغثيان مما
رأيت.. أتمنى أن نخرج من هنا.. لكن أين نحن الآن؟ إننا نمشي في حذر في شارع
ذي مسحة أوروبية ما..

ولكن بدا لي أني أسمع أذانا في الأجواء.. الله أكبر الله
أكبر... نحن في تركيا..
تحديدا "كاراكوي" منطقة الضوء الأحمر في اسطنبول...
سمعنا صرخة هزت الأجواء.. صرخة خفتت لها الأضواء وكادت الدنيا أن تتبدل
بنا ثانية.. ليست كصرخة أنتيخريستوس.. بل صرخة متأملة..
صرخة لما سمعناها
وضعنا أصابعنا في آذاننا.. إن منطقة الضوء الأحمر هنا يشتد فيها الضوء الأحمر
عن أي مكان في العالم.. نوافذ المحلات ترقص فيها فتيات روسيات جميلات شبه
عاريات.. هل ترى صاحبة الشعر الأحمر تلك؟ إنها تضحك لك وتشيرلك إشارات
ملؤها الدلال.. صرخة أليمة مؤلمة أخرى.. وانقلبت الدنيا كلها بنا.
انتقلنا إلى مكان ما كأنه بدروم.. فزع لظهورنا العديد من الفتيات الروسيات
اللتي لا أدري ماذا يفعلن هنا.. الصرخة أوجعت أذني وأذنك.. القوة الروحية
زادت بشدة.. اجتمعت حولنا الفتيات المفزوعات بحذر.. هناك واحدة منهن ذات
شعر أحمر تنظر لك نظرة مندهشة.. هذه هي فتاتنا الأخيرة "ناتاشا رومانانكو"..
يبدو أن كل الروسيات اسمهن "ناتاشا".. لكن "ناتاشا" هذه مختلفة، أليست هي

التي كانت ترقص في الشباك الأحمر؟ إنها تهرع إليك فجأة وتحتضنك.. أنقذني
أيها الغريب.. أرجوك أيها الغريب.. أنت لست من عالمنا.. أرجوك خذني معك من
هنا.
ها نحن ننظر إلى ماضي "ناتاشا" من "مولدوفا" بشعرها الأحمر المميز وهي
تحمل ابنها الصغير الأشقر الجميل.. إنها تعيش في شقة صغيرة مع أمها و ابنها بعد
أن طلقها زوجها.. كانوا فقراء قد تعب منهم فقرهم.. لا يوجد عمل في مولدوفا..
أفقر دولة في أوروبا كلها.. يعيش في القرية الواحدة ألف شخص ليس بينهم
موظف إلا عشرة أو عشرين..
"ناتاشا" قرأت إعلانا في الجريدة المحلية.. مطلوب

عاجل للعمل في تركيا.. نادلات.. عاملات نظافة.. عاملات مزرعة.. مساعدات
مطبخ..

الراتب مغر جدا جدا..
.. ذهبت "ناتاشا" إلى المكتب..

يحتاجون مبلغا ماليا ضخما لأستخراج الفيزا لها.. رهنت "ناتاشا" تلك الشقة الصغيرة التي تعيش فيها
مع أمها وابنها وحصلت على النقود واستخرجت الفيزا.

في تركيا استقبلها رجل أخذ منها جواز سفرها وأوصلها إلى المطعم الذي من
المفترض أن تعمل فيه.. ثم دخلت أرض السافلين.. أنت لن تعملي هنا مقدمة
طلبات.. أنت ستعملين هنا عاهر ة، رفضت "ناتاشا".. بعد قليل كانت "ناتاشا"

تحاول أن تقوم من الأرض وهي ترى أمامها بعض أسنانها المكسورة سابحة في
دمائها.. جردوا "ناتاشا" من ملابسها ومن كرامتها ومن بعض أسنانها.. المثير أن

جميع الناتاشا الروسيات العاهرات يكون لديهن أسنان مكسورة دائما.. و حين
تسألهن عنها يقلن لك أنهن سقطن من على السلالم.. يبدو أن هذا المجال الذي
يعملن به فيه أسوأ سلالم في العالم.. بل أسوأ سفلة في العالم.. إنهن بعد عدة

ليال فقط من الضرب يتعلمن كيف يرقصن على الشباك وكيف يبتسمن كل
ليلة بدلال.
كان ابنها يسأل جدته كل حين.. متى ستأتي أمي؟ والجدة تلهيه وتجيب
إجابات تتغير وتتطور كلما مرت الأيام والشهور، قالوا لها أنه حتى يمكنها أن
تخرج من هنا وتعود إلى قريتها مولدوفا هناك طريقة واحدة.. أن تعمل لديهم
عاهرة حتى تسدد الدين الذي عليها.. ما هو هذا الدين؟ عشرة آلاف يورو..
النقود التي اشتروها بها..

وسيعطونها أجرا يوميا على عملها تسدد منه هذا
الدين.. أجر قدره عشرون يوروفقط.. بحسبة بسيطة وجدت أن عليها أن تعيش
في هذا الجحيم لسنتين على الأقل حتى يمكنها العودة إلى بلدها، ولو عادت من
هذا الطريق ستعود مع مشاكل نفسية رهيبة وأمراض جنسية وإيدز.. ينومونها
هي وعشر رفيقات لها في بدروم أسفل الكازينو الذي تعمل فيه.. لا أصدق أن
هذه هي حياة فتاة الشباك التي كانت تتراقص بسعادة منذ قليل.. هذه ليست
حياة عاهرات، هذه حياة عبيد..
عبيد لا يملكون من أمرهم شيئا.
كان يأتيها كل الرجال.. رجل الشرطة كان يأتيها، القاضي الذي يحكم بالسجن
على قضايا مماثلة لقضيتها كان يأتيها، القسيس الذي يصلي للرب كان يأتيها،
المحامي الذي يدافع عن قضايا مماثلة لها كان يأتيها، المفترض أن هؤلاء يحمونها..
من الذي يمكن أن يحميك إذا في هذا المجتمع؟ لا أحد.
تقول "ناتاشا": يجول السياح في الشارع منبهربن بأضوائه الحمراء ضاحكين
َ تأتينا صحكاتهم بينما نحن محبوسات كالكلبات

أسفل الكازينو.. أنات بكائنا
ّ

تسكتها الجدران الصماء من حولنا.. ثم يدخل علينا ذلك الرجل ويأخذ واحدة

منا أو اثنتين لأن زبونا ما يريدها.. الزبائن تكون لديهم الكثير من الخيالات
الخاصة التي يريدون تطبيقها.. يمكنني فهم هذا.. لكن لو كان تطبيق تلك

الخيالات الخاصة سيكون ثمنه هو استغلال معاناة روح لا تملك من أمرها شيئا
فهذا شيء أبعد ما يمكن أن يكون عن الإنسانية.

تلك الصرخة الأليمة عادت فجأة.. هناك شيء ما غاضب في هذه الأجواء لا
أدري ما هو.. ربما هو تعبير عن غضب الله..

فحقا لا أدري كيف تتواجد مساجد
في حي أحمر كهذا.. جاءت الصرخة مرة أخرى..
صمت آذاننا حقا هذه المرة.. لم
نعد نسمع شيئا.. "ناتاشا" تتحدث ولا نسمعها، هناك ذبذبات في الجو تأتي
وتختفي.. لا بد أنها تلك الصرخة لكنا لم نعد نسمعها..

ولما جاءت ثانية لم نعد
عند "ناتاشا".. بل أصبحنا في مكان آخر.
▪ ▪ ▪
بيوت من الطين على طراز لم تره من قبل إلا في مكان لا تذكره.. أناس
يرتدون ملابس لاتنتمي غالبا لهذا الزمن.. نياق وحمير.. لا أثر ألي نوع من أنواع
التحضر..
نسمع أذانا خافتا.. هل ما زلنا في تركيا؟ هذا مستحيل.. ثم إنه أذان
غريب.. لا يصلنا عبر ميكروفونات.. لا تدري كيف يصلنا بالضبط لكننا نسمعه..
هل تدري أين نحن؟ نحن في مكة.. في السنة الأولى للإسلام.. نحن أمام بيت تزيد
فيه القوة الروحية
جدا.. توجهنا ناحية البيت، قبل أن ندخل يجب أن تعرف
أننا داخلون لبيت دعارة على طراز الجاهلية.. كانوا يسمون تلك البيوت
"المواخير".. دخلنا من الباب.. نور النهار هو فقط من يضيء داخل البيت.. رائحة

مركزة جدا.. بالتأكيد هي رائحة الخمر، ففي هذه البيوت عادة تكون خمارات
وعاهرات.. هناك رجل طويل عريضي
بدو قويا يقف أمام مجموعة من النساء
المتزينات يصرخ فيهن.. لا يبدو أن أحد انتبه لوجودنا.. كان يقول لهن:
ما بالكن الآن.. تعطينني ما لايزيد عن دينار واحد لكل واحدة في ليلة كاملة؟
قالت إحدى النساء وكان اسمها "مسيكة" وكانت مسلمة:
هذا يكفي لهذا اليوم.. وكل يوم.. والله
إني لا أفعلها بعد هذا أبدا.

غضب الرجل غضبا شديدا وأمسك الفتاة من شعرها وضربها على وجهها..

كان هذا الرجل هو "عبد الله بن أبي بن سلول" أشد المنافقين نفاقا.. وكانت
الفتيات الست المتزينات أمامه هن جواريه.. وكان العرب في الجاهلية معتادين
على ان يجبروا جبرا جواريهم على البغاء بالأجر
.. يعني يجبرونهن على الدعارة من أجل
المال..

وإن رفضت الجارية كانت تضرب ضربا شديدا حتى توافق..

وغالبا ما كانت
الجواري يجتمعن في مواخيرمعينة معروفة يضعون على أبوابها رايات معينة حتى
يعرفها الناس.





  رد مع اقتباس
قديم 01-16-2021, 09:43 AM   #12

الابتسامة حديث طيب
افتراضي


أتاك نفس الشعور الذي أتاك في كمبوديا.. وفي أمريكا.. وفي تركيا..
حقا إن
الإنسان السافل هو الإنسان السافل في أي مكان وزمان.. ولا تتعجب وجود تلك
المواخير في مكة في صدر الإسلام فلم تكن آيات تحريم الزنا وتحريم الخمر قد
نزلت.. كانت "مسيكة" ما زالت تصرخ.. كانت تشعر أن هناك
شيئا

خاطئا فيما
تفعل.. وكان "ابن سلول" ما زال يضربها.. فجاءت جارية أخرى تدافع عنها تدعى
"أميمة" وقالت:

إن يك هذا الأمر خيرا فلقد استكثرنا منه..

وإن يك شرا فقد آن الأوان لنا أن
نتركه.
لكن "ابن سلول" ضربها أيضا حتى أدماها.. الآن فقط انتبهنا إلى باقي
الجواري.. واتسعت عيوننا.. فهناك أمام "عبد الله بن أبي بن سلول" كانت ثلاث
من الستة ينظرن إليه في خوف ثم ينظرن إليك نظرات مألوفة
.. "سومالي
مام" بوجهها الآسيوي النحيل ونظرتها المذعورة.. "باربرا أمايا" الأمريكية بنظرتها
الحزينة..
وأخيرا "ناتاشا رومانانكو" بشعر ها الأحمر ونظراتها المستنجدة..

حقا هذا

العالم عجيب جدا.. كيف أتين إلى هذا العالم وأصبح يضربهن "عبد الله بن أبي
بن سلول".. برغم أن هذا العالم لا يخضع ألي قاعدة فإنه يعبر لك برموز شديدة
ّ الوضوح.. القواد والجاريات باختلف الزمان والمكان
.. ولم يزل "ابن سلول"

يضرب الفتيات الست جميعا وهن يصرخن حتى بدأت الأجواء تتذبذب وتهتز مع
كل ضربة.
كانت "مسيكة" مسلمة، و كانت "أميمة" مسلمة، وكانت هناك جارية ثالثة

تدعى "معاذة" هي أيضا مسلمة.. و"ابن سلول" كافر يدعي الإسلام.. منافق.. بل
سيد المنافقين.. ولقد أنزل الله في جواريه
اللتي يضربهن هؤلاء قرآنا.. آية نزلت
قبل حتى أن تنزل آية تحريم الزنا.. آية تقول
(ولاتكرهوا فتياتكم على البغاءأن أردنا تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم)


.. أي أن الله لن يحاسبهن على ما أجبرتموهن عليه؛ لأنهن مكرهات .


..
ولا يعتبرهن بغايا ولا زانيات أبدا.. بل يحاسب الذي أكرههن.. لقد جاءتكن براءة
من ربكن تغسل لكن ما تشعرن به من العاروالألم.. ومن فوق سبع سماوات
يشير إلى أن الحرية في القرار هي التي تحدد المذنب من غيره، فلو تم إجبارك على

ما تفعل من ذنب فل تعتبرمذنبا.. وإنما يكون من أجبرك هو المذنب.
ظل "ابن سلول" يضرب وتتذبذب الأجواء حتى تبدلت الأرض والسماء
كالعادة ووجدنا أنفسنا نتحرك ببطء على الدودة التي دخلنا بها أول مرة.. يبدو
أننا سنخرج من هنا يا صديقي.. لقد وصلت الرسالة.
▪ ▪ ▪

عادت بنا الدودة إلى حيث ما ابتدأنا أول مرة.. إلى تلك القاعة ذات النوافذ
الكثيرة..
ووجدنا سكوربيون منهمكا في بعض أعماله..

فلما رآنا قام وأتانا وهو
مستبشر بنا.. ذهبت أناو تمددت على الأريكة

قليلا ريثما يثرثر لك هو كما يحلو له.
.. لن تجدني أتحدث كثيرا بين العوالم..

سأجعل سكوربيون هو الذي يثرر معك دائما.. هذا أكثرراحة.
والآن تعال معي أيها الروح.. إنه دوري مرة أخرى لأختارالعالم التالي.. تذكر
أننا اتفقنا على هذا.. دعني أنظر مرة أخرى في النوافذ.. و ابق أنت هنا.. هناك
مسدسات و شخص يجري من حشد وامرأة قاسية تبدو غاضبة.. رجل يطيرمع
النقود ثم ينظر لنا باستفزاز.. منظر بديع للكون... قرود كثيرة.. أريد شيئا

مرعبا..
سأختار هذا العالم هناك.. عالم ذلك الشيطان الذي يضحك ومعه ميكروفون..

إنه يبدو مثيرا.. أنا أحب الشياطين.. هيا بنا إلى دودة القز الجميلة خاصتنا.
▪ ▪ ▪


تم العالم الأول الذى دخلاه وبانتظار العالم الثانى بأذن الله يوم الخميس المقبل بأذن الله كونوا بالقرب ودوما نلتقى لنرتقى معا...





  رد مع اقتباس
قديم 01-19-2021, 10:36 AM   #13

افتراضي

كلمات الثّناء لا تَفيكَ حقَّك
شكرًا لك على عطائك الدائم





  رد مع اقتباس
قديم 01-19-2021, 10:39 AM   #14

الابتسامة حديث طيب
افتراضي

مركز الخليج





  رد مع اقتباس
قديم 01-21-2021, 02:06 PM   #15

الابتسامة حديث طيب
افتراضي


العالم الثاني

مهلا.. أهذه "الكرولر" تسير بسرعة أم أنه يخيل إلي.. هل تشعر أن هذه
"الكرولر" تتسارع كل ثانية؟
هل هناك خلل ما؟
السرعة تتزايد حقا.


حاول أن تفعل شيئ .. لقد أصبحت السرعة لا تطاق.
حرك أي شيء يمكن أن يتحرك في هذه الراحلة الغبية.. يا إلهي! أيها الأحمق..
نحن سنصطدم بهذا المبنى..
لايوجد وقت للقفز بعيدا.. انتبه!
مررنا من جدار المبنى بالكرولر و كأننا أشباح.. و كأن الكرولر هي الأخرى شبح..
أصبحنا داخل المبنى.. لم أعد أرى أمامي إلا كرولر تتحرك بسرعة محمومة على
سلالم مبنى قديم طويل.. وتصعد.. ثم تستدير.. وتصعد.. هذه الكرولر ستقتلني

يوما ما.. إلى أين يأخذنا هذا الشيء؟ هناك أصوات تقترب بينما نستمر في
الصعود.. اهدأ

قليل حتى أركز.. أليست هذه أصوات شياطين؟ إنها تبدو مألوفة
لي.. ألا تبدو مألوفة لك؟ هناك صوت حية.. ألا تميزه؟ إنها تحت قدميك.. لا ترفع
قدمك هكذا.. لا تقلق هذا شيطان.. والشياطين ال تؤذي الأقدام.. إنه يصعد إلى
رقبتك ويلتف عليها ويرفع رأسه بمواجهتك.. أنا أعرفه.. إنه "سيربنت".
لا تفزع هكذا يا رفيق.. لقد توقفت الكرولر.. بالنسبة للشيطان "سيربنت"

فهو ليس مؤذيا.. هيا ترجل عن هذه الراحلة.. ما زال أمامنا سلم واحد لنصعده
بنفسنا.. هل تسمع صوت الشياطين بالأعلى؟ من قال أن "سيربنت" هو الوحيد..
ما زال هناك ستة غيره.
هذا العالم هو عالم الوهم و الكذب و الخداع و التضليل.. ضع هذه الكلمات

كلها في كلمة واحدة واعتمدها اسما لهذا العالم.. الشياطين وجودها طبيعي هنا...
لكن هذه الشياطين التي نسمع صوتها بالأعلى
تبدومألوفة جدا لي.. لقد أخذتنا
أرض السافلين إلى داخل جو رواية

أثارت جدالا

مؤخرا.. أنتيخريستوس.
ليس هناك وقت لأشرح لك الموضوع.. لكن باختصارمخل أقول لك.. إن بطل
الرواية "بوبي فرانك" يحبس نفسه في أعلى هذا السلم وراء هذا الباب.. وهناك
سبعة شياطين عند الباب يطالبون برأسه.. إنهم يحاولون فتح الباب و الدخول
أليه لكن يبدوا "بوبوبي " يحجزهم عنه بتعويدة ما..ليس هذا فقط بل أنه يسخرهم بتعويذة أخرى ليدخلوا اليه واحدآ واحدا..ويحكون له مايعرفون من أسرار العالم..وكلما دخل واحد خرج بعد حين ودخل الذي يليه..لكن تعاويذه وتساخيره هذه مؤقتة ثم سيكسرون عليه بابه بعد قليل وسيقطعون رأسه ورأس كل من يستمع أليه.. فأنما هو يؤخرهم حتى حين..حتى ينهى مايريد أن ينهيه بالداخل..لاتفتح فمك هكذا..أتفقنا أن هذا أختصار مخل..دعنا ننهى مأتينا هنا لننهيه..المفترض أننا سنمر من بين هذه الشياطين كلها لندخل الى " بوبى فرانك" فى غرفته...لأن أوراق من رواية أنيتخريستوس بقيت عند"بوبى" واحترقت معه ولم تنشر ..ونحن هنا لمعرفة فحوى تلك الأوراق..
هل يمكنك أن تمسك هذا الشيطان المتعلق برقبتك وترمى به بعيدا الآن ؟
حتى يمكننا ان ندخل على الأقل..هناك سبعة شياطين ينظرون ألينا بينما نمر بينهم ..لكن هؤلاء ليسوا كل شياطين أنتيخريستوس فهناك شيطان ثامن تما ذكره فقط فى الأوراق التى أحترقت..وهذا الشيطان موجود الأن عند بطل الرواية..واننا لابد أن ندخل الأن حتى نعرف حكايته بأنفسنا..
رائحة عطنة قابلتنا لما دخلنا...شموع...غرفة صغيرة غير مرتبة..شاب يعطينا ظهره ويجلس الى طاولة صغيرة ينهمك فى كتابة شئ ما.." بوبى فرانك"
هذا هو ..لقد دخلنا فى عالم قلب الرواية الأن..
كان بوبي يكتب...
مازلت لم انتهى بعد..بل أننى لم اصل حتى لنصف مأريد...سيكون حظى وافرا لو أمكننى أن أحدثك بكل ماعلمت..وسيكون حظك وافرا لو وصلك حديثى كاملا..لدينا الأن ورقة واحدة فقط ..ورقة الإعلام..وعليها صورة تلفاز ضخم عليه صورة رجل يبدوا أنه المديع..وأمام التلفاز الضخم ..يحتشد العشرات من الرجال والنساء يسمعونه بأنبهار..ورغم انها ورقة واحدة الا ان مقامها مقام عشرة أو اق او أكثر..يكفى أن تعرف أن الشيطان الذى سيحدثنا عنها هو"ديكوى" ..هاهو "ديكوى" قد اتى ..بحلة سوداء وشعر أسود مصفف وقفاز أسود..كل شي فيه أسود..أنيق..له ملامح وسيمة جدا..يبدوا مهيبا ..فلنستمع لهذا الكيان الأتى
■■■■
أنا الخدعة التى تخدعك كل مرة وتستغفلك كل مرة..وتصدقها كل مرة...لشدة بلاهة منك..او لشدة ذكاء منى..انا العصابة الموضوعة على عينيك..
والتى





  رد مع اقتباس
قديم 01-21-2021, 02:08 PM   #16

الابتسامة حديث طيب
افتراضي


تسمع من بعض الناس أنها موجودة لكنك لا تهتم.. ولا تصدق.. أنا السجن الذي
دخلت فيه بقدميك و أعطيتني المفتاح..
السجن الذي لا ترى له قضبانا.. السجن
الذي يسجن عقلك.. وإني لست بمخرجك منه بعد إذ دخلته.. و إنك لست براغب
في الخروج.. لأنك إمعة.. لا رأي لك و لا فكر.. وإن ظننت أنك صاحب رأي.. فرأيك
هو رأيي أنا الذي لقنتك إياه.. أنا أحب أن أفعل هذا بك.. أحب أن أسوقك ورائي
كالجرو.. فإذا نبحت و ارتفع صوتك أرمي لك
شيئا لتجري وراءه ويلهيك.. فتكف
عن النباح.
أنت محظوظ اليوم لأنك أصبحت تملكني.. بتعويذة من تعاويذ "بوبي فرانك"
التي لا أدري من أين يأتي بها بالضبط.. محظوظ لأنني أنا - صاحب السجن -
سأضع يدي في جيبي اليوم و أخرج ذلك المفتاح الذي أعطيتنيه من قبل و أفتح
لك.. وأحررك من هذه القضبان كلها.. و آخذك معي لترى ما غفلت عنه أو
تغافلت عنه.. أو أغفلتك عنه أنا و صدقتني.
تعال معي إلى جبال روكي.. أجمل جبال في العالم.. متع بها ناظريك.. فإني
آخذك إلى جوفها.. إن هذه الجبال هي كنوز.. فمثل أنها تحف تزين وجه الأرض..
فهي تحمل في جوفها منافع لولاها لما قامت أمريكا على أقدامها و لما صار لها قيمة
ووزن.. اليوم

سأريك كنزا

واحدا من كنوز جبال روكي.. هذا الكنز هو الفحم.. هنا
يرقد وقود أمريكا.. في نهايات القرن التاسع عشر.. أيام كان الفحم هو الوقود
قبل أن يأتي البترول.. كانت هناك عدة شركات كبيرة تعمل على استخراجه من
مراقده.. وأهم و أقوى هذه الشركات كانت شركة i&cf ..إحدى شركات
الروكيفيلر.
ورغم أن الروكيفيلر كانت ولا تزال لديهم مساوئ عدة.. فإن تلك الفترة
وحدها من تاريخهم.. كانت مضيئة.. بسبب شخص واحد كان يملك الشركة وقتها

خلفا لأبيه.. وكان يختلف عنهم
كثيرا في الأفكار و التوجهات.. كان يدعى جون دي
روكيفيلر جونيور.. ولا يختلف اثنان على أن جون دي جونيور هذا هو واحد من
الأركان التي قامت عليها أمريكا في ذلك الوقت.
لم يكن على طراز الروكيفيلر السابقين و اللاحقين..
كان محسنا كريما الفقراء يصيبون كثيرا جدا من ماله الوفير..



متواضعا يجالس العمال البسطاء
و يهتم بشؤونهم الصغيرة البسيطة.. وكانت لديه عين رجل أعمال تقتنص الفرصة
حين تراها.. و لا تتركها حتى تحولها إلى ثروة.. قرأ الرجل
يوما نبأ اكتشاف أحد

عروق الفحم في جبال روكي في كولورادو.. فأنشأ
فورا شركة i&cf لتستخرج
الفحم من تلك العروق.
بسبب هذه الشركة وعملها في ذلك الوقت تم توظيف عشرات آلاف الرجال..
و

لم يكن يفرق في التوظيف بين أبيض أوأسود أو هندي أومكسيكي.. كان يوظف
الكل ويهتم بالكل.. وليشجع الرجال على العمل..
كان يعطيهم أجرا على قدر ما
يستخرجه كل رجل منهم من الفحم.. كان الواحد منهم يعمل ساعات طوال بل

مشاكل عاملا أن أجره سيكون على قدر تعبه.. حتى إن

كثيرا من الرجال أصبحوا
يشجعون أطفالهم على العمل معهم.
تعال لنقترب من موقع عمل هؤلاء العمال..
أريد أن أريك شيئا.. انظر إلى هذه
المساكن المتجاورة هناك.. هذه مساكن خاصة بناها الروكيفيلر لأجل عماله..
مساكن دافئة وواسعة و حديثة.. من كثرتها تشعر أنها مدينة صغيرة.. لديهم
محلات خاصة بهم هنا.. كل ش يء فيها رخيص.. فل يحتاج الو احد منهم أن يشتري من مكان آخر
حاذر جيدا.. فقد تأتيك رصاصة في رأسك بينما نمر.. تعال من هذه الجهة و
.. لا تتعجل التفاصيل.. فقط اخفض رأسك و تعال من هنا.
هل ترى هذه المخيمات هناك على الجهة المقابلة للمساكن؟ هذه المخيمات
هي بداية قصة دموية بعض الشيء من تاريخ أمريكا.. قصة تدعى مذبحة ليدلو..
عندما قرر مجموعة من العمال في مناجم الروكيفيلر عمل إضراب عن العمل
لأنهم يريدون زيادة في حصتهم التي تعطى لهم مقابل الفحم.. لم تكن هذه
مشكلة.. من حق أي عامل أن يطالب بزيادة في دخله.. ومن حق أي عامل أن

يبدأ إضرابا..

لكن هؤلاء لم يكن الإضراب الذي فعلوه إضرابا

عاديا.. لقد كان

إضرابا

مسلحا.
خرجوا من مساكن الشركة وقرروا أن يبنوا خياما هناك في تلك الجهة
و يسكنوا فيها.. المشكلة أنهم بنوا هذه الخيام لتعترض طريق الموظفين العاديين..
فلم يكن يستطيع أحد أن يدخل أو يخرج من الشركة إلا بعد المرور على خيامهم
هذه.. وكلما مر موظف عادي من أمامهم ضايقوه.. ودعو ه للإنضمام إليهم.. وإذا
رفض شتموه و أطلقوا عليه النار ليخوفوه.. و

إذا رد عليهم ردا لا يعجبهم قتلوه..
كانوا ببساطة عصابة يرأسهم رجل يدعى "لويس تيكاس". كانوا متوحشين..
وفورا اتصل جون دي روكيفيلر بالحكومة و طلب إرسال ..
حرس وطني خاص لحماية عماله.. و بالطبع تجاوبت معه الدولة على الفور





  رد مع اقتباس
قديم 01-21-2021, 02:09 PM   #17

الابتسامة حديث طيب
افتراضي


و أرسلت فرقة خاصة من الحرس الوطني لتحرس الموظفين الداخلين و الخارجين
من الشركة.. و كانت هناك محاولات للتفاوض مع هؤلاء العمال المضربين
المتوحشين بكل الطرق ولكن كلها باءت بالفشل الذريع.
كانوا إذا ملوا من الجلوس في الطرقات هكذا خرجوا في مظاهرات في شوارع
المدينة.. يشتمون في الروكيفيلر.. و تقودهم امرأة يسمونها الأم جونز.. كانت
صاحبة بيت دعارة شهير في كولورادو.. و
لم يكن هذا غريبا..

فدائما أصحاب
السوء يكون بعضهم
عونا لبعض..

كان الحرس الوطني الذي عينته الدولة حذرا

جدا في التعامل معهم.. لأن معهم نساءهم و أطفالهم في تلك الخيم.. ثم جاء اليوم
الموعود.. يوم مذبحة ليدلو..
حقا لم يكن جلوسهم في خيامهم هكذا و تصرفاتهم
العدوانية تبشر بأي شيء أفضل مما حدث في ذلك اليوم.

في ذلك اليوم وجد الحرس الوطني جثة موظف من موظفي الشركة مقتولا
ببشاعة و مخبأ وراء إحدى الزوايا.. غضب الحرس الوطني و انطلقوا بسياراتهم
ناحية الخيام ليحققوا في الأمر.. فقابلتهم رصاصات من المضربين المسلحين..
فجرح كثير من رجال الحرس الوطني الذين ا تخذوا ساترا وتبادلوا إطلاق النار مع
المضربين.. كانت معركةراح ضحيتها كثيرمن الرجال.. لكن ليس لأجل هذا سميت
مذبحة ليدلو.. بل لأجل شيء آخر.
فهناك في إحدى الخيم.. وفي أوج القتال بين الطرفين.. وفي أوج الشد
و الجذب.. انقلب أحد المواقد.. نعم لقد كان هؤلاء المضربين مغفلين كفاية
ليضعوا مواقدهم بداخل خيامهم..
فلما انقلب الموقد أمسكت النار في قماش
الخيمة و احترقت الخيمة..
ولما انفض القتال في ذلك اليوم.. تم رفع هذه الخيمة..
فوجدت بداخل الخيمة حفرة.. و

داخل الحفرة يرقد أحد عشر طفل مفحما..
لأجل هذا سميت بمذبحة ليدلو.

خرجت مظاهرات عنيفة جدا بعدها في الشوارع..

الكل حمل شركة
الروكيفيلر مسؤولية موت الأطفال.. لكن
أحدا من الذين يتهمون الشركة لم يكن
يعرف حقيقة ما حدث كما حدث.. الكل كان
يلقي الاتهامات جزافا هكذا.. تعال
لأريك موقع المظاهرة التي خرجت هناك في شوارع كولورادو.
▪ ▪ ▪
ذهب بنا "ديكوي" الشيطان الوسيم إلى حيث موقع المظاهرة الحاشدة.. كان
فيها ألف من البشر أو يزيد..
الكل يهتف هتافات غاضبة جدا.. كل المتظاهرين

عمال.. لقد استغل أولئك المضربين المتوحشين موت الأ طفال في استدرار عاطفة
العمال الآ خرين في جميع شركات الفحم.. و خرج الكل في مظاهرة صارخة غاضبة..
حاول ألا تضيع مع الزحام يا فتى.. أبق عينك على "ديكوي" بملابسه السوداء
المميزة..
الكل هنا غاضب جدا..

لكن مهلا.. من هذا بالضبط؟
كان هناك شخص يمشي مع المتظاهرين يرتدي ملبس عجيبة جدا.. لكنها

موحية جدا..

كان يرتدي قناعا احترافي الشكل و

رداء

غريبا و قبعة غريبة.. كان

القناع حزينا

نوعا ما.. نظر إلينا ونظر إلى "ديكوي".. ثم مد لنا يده في الهواء
ببطء.. لم نفهم ماذا يريد.. يبدو أنه يريد الإمساك بيدي.. مددت له يدي أنا
أيضا.. قبل أن أمسك بيده سمعت صرخة "ديكوي" يحذرني بصوت
عال.. لكني
كنت قد أمسكت يد المقنع غريب المنظر بالفعل..
ولما التقت يده بيدي تجمدت
يدي و تجمدت يده و تجمد ديكوي.. و تجمد كل شيء حولنا.
حتى المتظاهرون تجمدوا على أوضاعهم.. وظل الوضع على تجمده هذا لثانية
ثم بدأت الأجواء تتقشر من حولنا.. تتقشر هي أدق كلمة تصف ما يحدث حولنا
الآن.. كل شخص و كل مبنى حولنا أصبح يتقشر.. و كأنه يزول عنه سطحه
وينسلخ.. وتتصاعد القشور إلى السماء.. نظرت إلى من أمسكت بيده فوجدته كما
هو لم يتقشر منه شيء.. و أنت كذلك كما أنت.. و أنا كما أنا.. ثم رأينا
شيئا

مفزعا.
كانت الدنيا قد أظلمت بعد هذا التقشير الذي حدث.. و المباني كلها قد
انسلخت عنها واجهاتها المدهونة و عادت إلى طور الطوب الأحمر.. واختفى
المتظاهرون كلهم.. لم أعد أرى سوى "ديكوي".. نظرة واحدة إلى وجهه أفزعتني
أشد الفزع.. لقد تغير الوجه الوسيم إلى وجه شيطان رجيم غاضب ينظر إلى هذا
الانسلاخ بغيظ.. شدني ذلك المقنع من يدي و تحرك و
تحركنا معه بعيدا عن
"ديكوي".. قال لنا صاحب القناع الحزين:
أليس قد قيل لكم في البداية أن هذا الشيطان هو شيطان الوهم و التضليل..
ملاذا مشيتم معه؟و بدا أنكم مصدقو ه.. إن كل ما أخبركم به كذب.. أنتم في أرض
الإعلام.. وديكوي هو شيطان الإعلام.. ملك ملوك التضليل.. ألم يقل لكم في أول
كلمه أنه هو الخدعة التي ستخدعكم كل مرة و ستصدقونها كل مرة؟ إن لم

تكونوا وجدتم واحدا منا كان سيسمم عقولكم أكثر.. لقد خلصتكم منه.. و الأن
سأترككم هنا و أمضي.. لكن احذروه.. لا تجعلوه يخدعكم مرة أخرى.
قلت له:





  رد مع اقتباس
قديم 01-21-2021, 02:22 PM   #18

الابتسامة حديث طيب
افتراضي



مهلا يا هذا.. أين نحن بالضبط؟ وماذا حدث لأجواء العالم؟
قال لي بهدوء:
لقد انسلخت قشور الكذب و التضليل عن العالم و أصبحت ترى حقيقة كل
شيء.. أنت في عالم الحقيقة الآن.
سألته:
و لماذا عالم الحقيقة مظلم هكذا؟

أجاب قائل:
لأنهم أظلموا الحقيقة يا صديقي و أخفوها و ضيعوها.. و أظهروا الكذب وزينوه
و حسنوه و دعوا له.. لم يعد يعرف الحقيقة إلا من يسعى إليها.. أما الذي يسترخي
و يتلقى مثلما يتلقي المتلقين من الإعلام فهو لا يصيب إلا الكذب.
كان يتهيأ للرحيل فقلت له:
من أنت بالضبط؟
نظر لي بغموض ثم انطلق إلى إحدى ثنايا هذا العالم المظلم.. نظرنا حولنا..
هل هذا عالم الحقيقة الآن؟ سمعنا أصوات معاول تضرب في الصخر بذلك
الرنين المميز للمناجم.. كانت الأصوات تأتي من قريب.. تعال لنتجه ناحيتها.. مشينا
حتى واجهنا

جبل

عظيما تحته كهف كبير وأمامه بعض المعدات.. دخلنا من
الكهف.. رجال كثر يضربون باطن الجبل بمعاولهم ليخرج لهم ما يريدونه منه..
فور دخولنا ركض ناحيتنا كثير من الأطفال الصغار.. يغشى وجوههم غبار
الفحم.. حتى تبدو عيونهم لامعة بشكل مميز..
وقفوا أمامنا صفا متجاورين يغشى
وجوههم الحزن.. قال لنا أحدهم:
هل أنتم المسعفون؟ نحن نريد مسعفين.. إن والد هذا الفتى مات.. هل
يمكنكم إعادته إلى الحياة؟
تجاهلت إجابة سؤاله البريء وقلت:
وكيف مات يا عزيزي والدك؟
قال الفتى:
اختنق.. لم نعد ندري ماذا نفعل لنوقف هذا.. يموت كثير من آبائنا في
المناجم.. الاختناق أو الانفجار.. أو الـ...


فجأة

سمعنا صوتا كأنه صوت كارثة ستحل فوق رؤوسنا.. ثم تبين لي أنه
صوت انهيار.. كان في الناحية التي يعمل فيها العمال بمعاولهم.. هرب بعضهم
لكن الباقين سحقتهم الصخور.. قال الفتى:
أو الانهيار.
ثم قال طفل آخر:
خمسة من آبائنا يموتون على الأقل كل يوم.. ولنا سنة كاملة على هذا
الحال.. هل أنت يا سيدي أتيت لتصلح هذا الوضع؟
قلت له:
خمسة رجال يموتون كل يوم منذ سنة.. ولماذا يستمرون في العمل إذا؟
قال لي رجل من ورائي:
ومن قال أننا سنستمر..
نحن سنبدأ إضرابا كبيرا.. نطالب فيه شركة
الروكيفيلر بتأمين سلامة عمالها لأننا لسنا حيوانات.
قلت له:
لكني سمعت أن الروكيفيلر هي أكثر شركة تحسن إلى عمالها و لهذا يأتيها
العمال من كل الجنسيات.
نظر لي بدهشة حقيقية وكأنني قلت
شيئا عجيبا أو أحمق و قال لي:
نحن نعمل أربع عشرة ساعة في اليوم يا عزيزي كل يوم بلا راحة ونحصل على
دولار ونصف في اليوم.. حاجاتنا العادية الأساسية لا نقدر عليها.. و لا نأخذ أجرنا


نقود .. بل نأخذه إيصالات لا يمكننا أن نستخدمها إلا في متاجر الشركة الموجودة
في مساكن الشركة.. أي أنه حتى هذه النقود القليلة لا يمكننا أن نستخدمها
خارج السكن.. يموت منا كل يوم خمسة رجال.. يزيدون أو ينقصون.. الخلاصة
أننا نعيش في حظيرة حيوانات نعمل فيها ويلقون لنا علفا فقط حتى نقوى على
العمل.
وما الذي يجبركم على البقاء يا رجل؟ فقط اذهبوا و ابحثوا عن عمل آخر.
لا يستمر معظمنا في العمل.. و بالفعل نبحث عن عمل آخر..

ولكن يأتي بدلا
ممن يغادر عمال آخرون مستجدون لا يعرفون الحقيقة، ثم يكتشفونها مع
الوقت فيغادرون..
لذلك فكرنا في أن نعمل إضرابا
شامل.. كل العمال يمتنعون
عن العمل و
نعلن جميعا أن لنا مطالب.. تأمين سلامتنا.. زيادة نقودنا.. تحديد





  رد مع اقتباس
قديم 01-21-2021, 02:23 PM   #19

الابتسامة حديث طيب
افتراضي


ساعات العمل بثمان ساعات فقط..
منع أسلوب الإيصالات تماما.. لا بد أن
نقف وقفة واحدة معا لإنهاء طمع الروكيفيلر و شركات الفحم الأخرى التي تسير
على ما يسير.

سمعنا صوتا ينذر بكارثة..

هذه المرة هرب الجميع من الجبل بعيدا.. ولحقنا
بهم..

خرجنا من الجبل ونظرنا فلم نجد أحدا ممن كانوا بالداخل.. أين ذهبوا
بالضبط؟ هل اختفوا؟ سمعنا صوت صياح حشود يأتي من مكان قريب.. نظرنا
فإذا هي مظاهرة حاشدة يمشي فيها كثير من الرجال و النساء و الأطفال.. توجهت
المظاهرة ناحيتنا و رأيت الأطفال الذين كانوا في المنجم يتقدمون مني و يعطونني
إحدى اللافتات..

ثم يمشون أمامي مجتمعين كلهم حول امرأة واحدة ترتدي رداء
َ
أسود و

قبعة
َ
سوداء و تصيح في حماس و يصيح الكل معها.. من هذه؟ قال لي أحد
الرجال بجواري:
إنها الأم جونز.. الكل هنا يعتبرها والدة له.. انظر نظرة واحدة إليها وستعرف

لما يسمونها بالأم جونز.. لقد وهبت حياتها كلها للدفاع عن حقوق العمال َ
و الأطفال العاملين.
تقدم أحد الصحفيين من الأم جونز و قال لها:
أيتها الأم جونز.. لماذا لا تتحدثين عن مشاغبات العمال..
لماذا تتخذين دائما جانبهم؟
قالت له الأم جونز:
وأنتم أيها الصحفيون لماذا لا تتحدثون عن عمل الأطفال في الطواحين؟ لماذا
لا تتحدثون عن الأطفال الذين تحطمت أيديهم من العمل؟ لماذا لا تتحدثون عن
استغلال أصحاب الشركات لهم؟
قال الرجل:
لأن أصحاب الطواحين لديهم أسهم في الصحف يا أم جونز.
قالت له الأم جونز بثورة:
وأنا لدي أسهم في هؤلاء الأطفال.. وسأعرف كيف أجعل قضيتهم معروفة
للجميع.
فرق بينهم الحشد وظللنا نمشي في المظاهرة حتى انفضت وتفرق الجميع
و بعضهم يسلم على بعض.. فرغت الأجواء من الحشود.. و نزل الليل كأنه عباءة
سوداء لفت كل شيء.. و وجدنا أنفسنا عند مخيمات العمال المضربين.. كنا في

الليل و معظم الساكنين يجلسون خارج خيامهم.. و هناك رجال يعزفون في
المنتصف موسيقى ريفية جميلة ورجال آخرون يرقصون مع نسائهم وأطفالهم
بطريقة ريفية.. لا يبدو هؤلاء الناس كالعصابات.. و لغ أرى عندهم أسلحة.. انتبه
أحدهم لنا.. فقام من مجلسه و رحب بنا و دعانا لنجلس بجواره.. كان لديه بنتان
صغيرتان جاءتا إلينا ببعض الحلويات.. هممت بأكل الحلوى لكن صوت سيارة
تمشي مسرعة و غاضبة قطع علي الأجواء فنظرت و نظر الجميع بهلع و دخلوا إلى
خيامهم في رعب.. قال لنا الرجل الذي استضافنا:
تعاليا إلى الداخل بسرعة.. إنها قوات الـFelts Beldwin .
دخلنا إلى الخيمة البسيطة و لاحظنا أن امرأة الرجل و ابنتيه قد دخلوا في حفرة
بداخل الخيمة.. قال لنا الرجل:
اختبئا هنا في هذه الحفرة.. إن الـ...

قطع حديثه صوت طلقات رشاش غزيرة جدا تضرب الخيام بعشوائية..
قفزنا في الحفرة و قفز الرجل وراءنا بسرعة.. و رأينا الرصاصات تخترق خيمة
الرجل وتضرب أثاثه البسيط.. قلت للرجل بعصبية:
من هؤلاء القوات بالضبط؟
قال الرجل:
إنهم الحرس الخاص للروكيفيلر.. و هم يأتون في بعض الليالي بسيارتهم
المسلحة و يضربون طلقات في الهواء هكذا بعشوائية لإخافتنا و إرعابنا.. حتى
نفض هذا الإضراب.. لكننا ثابتو ن على موقفنا رغم هذه المخاطر.. لا بد أن
يعترفوا بحقوقنا و حقوق كل عمال الفحم في أمريكا.
سكت صوت السيارة و كأنها ابتعدت.. و خرجنا بحذر من خيمتنا.. سمعنا
صوت نحيب أم بالجوار.. لقد أصابت واحدة من الرصاصات الطائشة هذه ابنها

"شنايدر" فصارت تبكي قهرا ودما و تصرخ باسمه و تنظر إلى السماء ثم تنظر إلى
الرجال.. الذين نمت لديهم موجة رهيبة من الغضب و الرغبة في الانتقام.. و دارت
بينهم مناقشات حامية حضرناها كلها.. انتهت في النهاية إلى أنه يجب أن تكون لهم
أسلحة يدافعون بها عن أنفسهم.. لا بد أن يحموا نساءهم و أطفالهم من هذا
الشر.. ارتفعت أصوات تطالب بالتخلي عن الإضراب و فض كل شيء.. لكن كانت
هناك أصوات أكثر تصر على التمسك بالقضية حتى النهاية حتى يصل صوتهم إلى
من بيده تنفيذ هذه المطالب.. لأجل جميع عمال الفحم في أمريكا.





  رد مع اقتباس
قديم 01-21-2021, 02:25 PM   #20

الابتسامة حديث طيب
افتراضي


شعرت بيد صغيرة تشدني من ردائي فنظرت ورائي.. فإذا هم نفس المجموعة
من الأطفال الذين رأيتهم في المنجم.. كان أحدهم يقول لي:
أيها السيد.. إن هؤلاء المسلحين يقتلوننا كل يوم.. هل ستوصل صوتنا إلى من
يحمينا؟
إن هذا الطفل يظنني شيئا

مهما.. لكن معه حق على أية حال.. إن توصيل
رسالة مظلوم في الوقت المناسب إلى الرجل المناسب قد تمنع كارثة كبرى.. لكن
هؤلاء أو صل أصواتهم إلى العالم شيء آخر.. شيء بشع.. مرة أخرى سمعت صوت
سيارة مسرعة.. بل عدة سيارات هذه المرة.. وعدة رجال مسلحين.. و آلاف من
الطلقات العشوائية في الهواء و على الخيام.. لكن هذه المرة كانت مختلفة.. هذه
المرة كان هناك رد من العمال بالأسلحة.. وكانت المعركة.. أين ذهب الأطفال
الذين كانوا أمامي؟ لا بد أن يحميهم أحد.
نادانا رجل من جانبنا و قال لنا:
أنتما أيها الغريبان.. لا تخاذل اليوم.. الأطفال في خطر.. خذوا هذه الأسلحة
وشاركونا.
رمى لنا ببندقيتين..

التقطناهما واتخذنا ساترا.. و

بدأنا نطلق نحن أيضا على
الحرس المعتدين.. لاحظت أنه ليست لديهم رحمة.. إنهم هنا للقتل.. رأيت كثيرين
يتساقطون حولنا من العمال.. المساكين كانوا مبتدئين في القتال.. ليسوا مثل

الحرس المدربين جيدا.. كما أن بنادق الصيد التي معنا هذه ليست مثل
الرشاشات التي معهم.. كانت معركة غير متكافئة.
ثم رأينا أحد الحرس وهو يخرج من موقعه و يرمي بشيء مشتعل.. هذا
المجنون.. الخيام.. احموا الخيام.
اصطدم هذا الشيء المشتعل بإحدى الخيام فبدأت تشتعل..
كان مشهدا

مرعبا.. أسمع صرخات أطفال ونساء من داخل الخيمة.. كل من حاول أن يتخلى
عن ساتره واتجه ناحية الخيمة أتته نيران رشاشات الحرس.. لماذا لا يهرب
الأطفال من الخيمة المحترقة؟ لماذا هم فقط يصرخون بالداخل؟ لم أتحمل أن

أظل مستترا

هكذا طويل

فانطلقت أنا أيضا من مكاني و جريت ناحية الخيمة
بسرعة.
قطعت بضع خطوات محظو ظة باتجاه الخيمة.. لم يصبني وابل نيرانهم..
أصبحت أستطيع رؤية ما بداخل الخيمة.. كان الأطفال في الحفرة التي بداخل
الخيمة.. وهناك حديد يغلق عليهم الحفرة.. وهناك شيء ما يمنع الحديد من أن

يفتح مهما دفعه الأطفال.. والنيران قد أوقدت كل ش يء حولهم في الخيمة.. رأيت
وجوههم البريئة المرتعبة.. إنهم هؤلاء الأطفال الذين رأيناهم في المنجم أول مرة..
كان العمال قد وضعوا هذا الحديد على الحفر لمزيد من الحماية لكن يبدو أنه
تحول إلى سجن.. قال لي أحدهم:
أيها الغريب انقذنا أرجوك.. أيها الغريب.
خانني الحظ و أصابتني عدة طلقات في أماكن متعددة في جسدي.. سقطت
على الأرض و شاهدت مشهدا من أبشع المشاهد وأنا ساقط.. مشهد النيران التي
تلفح وجوه الأطفال وهم يمسكون بعضهم ببعض ويحاولون الابتعاد عنها
و الإلتصاق بالحوائط.. و

ميزت أن هناك امرأتين معهما أيضا تصرخان و تحاولان
فتح الحديد بل جدوى.. بدأ وعيي ينسل مني حتى انطفأت الرؤية من عيني و لم
أعد أرى شيئا و صاررأسي يدور وكأنه ينزل إلى أعماق الأرض.. حتى فقدت الوعي.
▪ ▪ ▪
ثم تراءى لي ما يشبه الحلم.. رأيت "ديكوي" الشيطان بوجهه الوسيم وهو
يقف بجوار بعض الرجال الجالسين على مائدة.. اقتربت كاميرا الحلم الذي أحلم
به من وجه ذلك الرجل الذي يقف "ديكوي" بجواره.. فظهر اسمه مكتوبا بالخط
الأبيض الكبير تحته.. "إيفي لي".. وبين قوسين (إيفي السام)..
يبدو أنه ليس رجل

جيدا.
كان يجلس على رأس المائدة جون دي روكيفلر جونيور.. قال له إيفي السام:
أنت يا سيدي قد أصبحت أكثر شخص مكروه في أمريكا كلها بعد أحداث
ليدلو.
قال رجل من الجالسين:

المظاهرات تخرج تقريبا كل يوم.. كلها شتائم فيك سيدي جون دي.
قال إيفي السام:
لهذا يا سيدي أنا هنا.. لإصلح هذا الأمر.. و تحويلك من أكثر شخصية
مكروهة في أمريكا إلى أكثر شخصية محبوبة فيها.
قال له "جون دي":
وكيف ستفعل هذا بالضبط؟
قال إيفي السام:





  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أنتيخريستوس رواية للدكتور احمد خالد مصطفى ملكة جروح القصص والروايات 76 08-05-2024 05:39 PM
☆عبرة☆بقصة☆....شاركونا☆المساحة للجميع☆ ملكة جروح القصص والروايات 56 11-20-2023 09:32 AM
♢♢فوائد الخميرة الفورية ♢♢ ملكة جروح الصحه والطب 6 12-28-2020 09:54 PM
☆☆البقع البنية بالوجه ☆☆اسباب♡وطرق علاج♡ ملكة جروح الصحه والطب 3 12-25-2020 12:40 PM
☆☆علاج منزلى للبقع والتجاعيد بالوجه☆☆ ملكة جروح الصحه والطب 3 12-25-2020 12:36 PM



الساعة الآن 08:41 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas