الاسلامي يختص بالمواضيع الاسلامية والدينية ...

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-11-2024, 05:29 PM   #1


النذر فى كتاب الله
النذر من الموضوعات التى تشيع بين الناس والنذر هو :
فرض شىء على النفس
والنذر ينقسم إلى نوعين :
الأول
نذر لله بلا مقابل وهذا النذر نجده فى كتاب الله فى أمرين :
1-نذر امرأة عمران جنينها وهو ما فى بطنها لله والمقصود :
فرضت أن يكون طفلها خادم لبيت الله
وفى هذا قال سبحانه على لسانها :
"إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36) فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا"
فهى لم تطلب من الله شىء هنا مقابل أن يكون جنينها خادم لبيت الله
2- نذر مريم بنت عمران وهى نفسها المنذورة فى النذر السابق لله :
الصوم عن الكلام
وهذا النذر لم يكن فى نية مريم وإنما الله هو من فرضه عليها والسبب :
أن يمنع عنها أذى الناس الكلامى فى موضوع انجابها دون أب
ولا نجد أن النذر كان مقابل شىء تحصل عليه مريم من الله
وفى هذا قال سبحانه :
"فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَامَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَاأُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30)"
هذا هو النوع الأول من النذور وهى نذور بلا مقابل بمعنى لا ينتظر الإنسان من الله أن يحقق له شىء ما
الثانى النذور بمقابل والمقصود :
أن الإنسان يفرض على نفسه شىء لم يفرضه الله مقابل أن يحقق الله له أمنية من الأمانى
وهذا النوع هو الشائع فى الحياة
بالطبع الفروض التى يفرضها الناس كثيرة مثل :
الذبح
الصوم
الصلاة
اطعام الفقراء
بناء مسجد
بناء مشفى
عمل مولد
اقامة ضريح لفلان
...
وهذا النوع ينقسم إلى التالى :
أولا :
النذور بالقسم وهو الحلف أنه سيصنع كذا إن حدث كذا
ثانيا :
النذور دون قسم فهى مجرد وعد من النفس إن حدث كذا فسيصنع كذا
والنذور وهى العهود التى يتم وفاء المسلم بها هى :
فروض محللة فلا يجوز للمسلم أن يشرع من عنده تشريع مثل:
أن يصلى كذا ركعة بالعشرات أو بالمئات أو يصوم كذا يوم أو يذبح للولى فلان أو يقيم له مسجد أو ضريح
وقد أخبرنا الله أن الرسول(ص) فرض على نفسه عهد ليرضى زوجاته فحرم شىء حلال له فنهاه الله عن ذلك العهد المحرم لشىء أحله الله حيث قال :
" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيم "
قد يعترض البعض فيقول :
كيف يتم تحريم فرض الصوم وقد نذرته مريم ؟
والجواب :
الله هو من فرض النذر على مريم بأمره فقولى حيث قال :
" فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا"
وثانيا الصوم عن الكلام فى الآيات وليس صوما بمعنى :
الامتناع عن الأكل والشرب والجماع نهارا
والنذر المفروض من الله كان حماية للمرأة من الجدال مع الناس وهو جدال من النوع الذى يمرض ويجلب المتاعب النفسية مع الجسدية
ومن يراجع قصة امرأة عمران (ص)يجد أن بعض النذور لا تتوافق مع القضاء والقدر فالمرأة نذرت ذكر لله والمقصود لبيت الله ولكن المولود لم يكن ذكرا وإنما أنثى وهو ما جعلها تناجى الله حيث قالت:
"فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى "
ومن ثم لا يجوز للإنسان أن ينذر نذرا من علوم الغيب كما لا يجوز أن ينذر نذرا يجبر فيه غيره على شىء
فالنذر مثل نذر امرأة عمران (ص) كان محللا فى رسالات رسل بنو إسرائيل وحاليا فى رسالة خاتم النبيين(ص)محرم لأنه نوع من الاكراه وهو الاجبار على شىء وهو فى الحكاية عمل وظيفى محدد
وفى هذا قال سبحانه :
" لا اكراه فى الدين "
ومما سبق لا يتبقى من أصناف النذر سوى النذور المالية وهى :
النفقات حيث أباح الله إنفاقها فى كل وجوه الخير حيث قال سبحانه :
"لنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ"
وقال أيضا:
"يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ"
ومن تلك الوجوه الذبح لله والمقصود :
اطعام الفقراء والمساكين وغيره من الأصناف المحتاجة من لحوم الأنعام
ومنها كسوة المحتاجين
ومنها عتق الرقاب
ومنها كفالة يتيم ليس له مال
حفر بئر ماء أو عمل صنابير لسقى الناس فى الطرق
وقد بين الله :
أن الوفاء بالنذور من أعمال المسلمين وذكر من ذلك النذور الخاصة بالحج والمقصود بها :
ذبح أكثر مما هو مفروض على الحاج وهو :
شاة
على حسب ما نوى الحاج فى عهده
" "وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28) ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ"
وبين الله :
أن المسلمين من صفاتهم الوفاء بالنذر حيث قال سبحانه :
"إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7)"
بالطبع المسلم أحيانا قد لا يقدر على تنفيذ عهده أو وعده نتيجة ظروف ما وعليه فواجبه كالتالى :
أولا الاستغفار من ذنب اخلاف العهد أو الوعد كما قال سبحانه :
"وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا"
بالطبع لو كان معه ما ينفذ به العهد غير المقسوم عليه ولم ينفذ العهد فقد كفر حتى ينفذ ويتوب بالاستغفار والحديث هنا عن الذى افتقر ولم يجد مالا للوفاء بالوعد
ثانيا:
من أقسم على العهد يكون عليه كفارة يمين أى قسم وهى :
فى حالة قدرته المالية عليه واحد من ثلاث:
عتق رقبة
اطعام عشرة مساكين
كسوة عشرة مساكين
وفى حالة عدم قدرته المالية يكون عليه الصوم ككفارة عن اخلافه وعده أو اخلاله به أو حنثه بالقسم
وفى هذا قال سبحانه :
"لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ"
بالطبع الكثير من النذور يدخل فى نطاق العلم بالغيب مثل :
نجاح الابن أو البنت فى الشهادة الدراسية
زواج الولد أو البنت
انجاب طفل ذكر
الزواج من الحبيبة
دخول الابن كلية معينة
دخول البنت كلية معينة
قيام البنت أو زوجة الابن... بالسلامة من الوضع





  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



الساعة الآن 12:23 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas