08-24-2024, 03:06 PM | #1 |
|
تعرف الكلمة فى اليونانية بأنها حكم الشعب ومفهومها المنقول لنا من الكتب وهو بالطبع تاريخ مزيف هو : حكم الشعب للشعب والمقصود أن يجتمع الشعب كله فى مكان واحد ويقوم بمناقشة المسائل التى تهمه واحدة واحدة ويقوم بأخذ التصويت على القرارات من قبل الحاضرين ويقال أن أثينا أول من مارست هذا الأسلوب ولكنها لم تمارسه كما يقال فقد تم حرمان النساء والأطفال والعبيد من التصويت بالطبع من المحال أن يتكلم كل واحد من الشعب فى الاجتماع فإذا كان رجال المدينة ثلاثين ألفا مثلا فهم يحتاجون لعدة أيام يأكلون ويشربون وينامون فى العراء فلا يوجد مبنى يتسع لجلوس هذا العدد إلا فى الملاعب الكبرى بالطبع هذا النوع يقال أنه ما زال يمارس فى بعض قرى سويسرا ذات الأعداد الصغيرة ولكن كما يقال : لابد فى نهاية المطاف أن يكون رأى القادة هو الذى يتبع من خلال أمور متعددة حيث يبثون أتباعهم لكى يؤمنوا بأراء الزعماء فى القرون الماضية تم اختراع أنواع مختلفة من الديمقراطية وكلها يجمعها نظام هو : حكم الصفوة بمعنى : قادة المجتمع وغالبا إن لم يكن دوما هم من الأغنياء او يتم إدخالهم فى سلك الأغنياء بالقوة والخديعة فيما بعد أو يظل بعضهم يمثل الرجل الفقير مثل المهاتما غاندى فهو رجل من الطبقة العليا الهندوسية والتى لا يوجد فيها أحد فقير لأن اسمهم كلهم صناع الذهب وظهرت أنواع عدة من الديمقراطيات منها : الديمقراطية الحزبية وهى تقوم على اجراء انتخابات برلمانية بين الأحزاب ومن يفوز بالأغلبية يشكل الحكومة وهذا هو النظام المتبع فى معظم دول العالم الحالية الديمقراطية النيابية وهى تقوم على اجراء انتخابات برلمانية ولكن لا يشترط فيها الحزبية والحكومات فيها لا تتكون من اعضاء البرلمان وإنما من خارجه ولم يعد احد يطبق هذا النوع إلا نادرا أو لا يوجد الديمقراطية النيابية الجامعة بين الحزبية وغير الحزبية وفيها يدخل البرلمان الحزبى وغير الحزبى ولكن يظل تكليف الحكومة للحزب ذو الأغلبية أو يختار أى واحد من خارج ألأحزاب الديمقراطية الموجهة وهو نوع من الديمقراطية يقوم فيها الحاكم بحرمان أحزاب أو جماعات من دخول الانتخابات لمعرفته أنهم سيفوزون بالانتخابات أو سبتسببون كما يقال فى فوضى سياسية ويقفون ضده وأشهرها كان فى اندونسيا أيام احمد سوكارنوا وأيضا فى اسرائيل حيث تم حرمان حركة كاخ فترة من الزمن من دخول الانتخابات باعتبارها حركة إرهابية وايضا ما زالت موجودة فى سوريا من خلال نظام حزب البعث حيث تخوض أحزاب معينة هى الحزب الحاكم والأحزاب الموالية معه الانتخابات دون غيرها وهى نفسها الديمقراطية الجزائرية التى حرمت حركة الانقاذ من تولى الحكومة بعد فوزها فى الانتخابات البرلمانية بأغلبية كاسحة وتمت شيطنة أعضاء الحركة فى فترة التسعينات واعتبارهم إرهابيين ديمقراطية الحزب الواحد وهى الديمقراطية التى كانت متبعة فى الاتحاد السوفيتى ومعظم دول حلف وارسو من أربعين عاما حيث كان فى البلد حزب واحد يدخل انتخاباته ومن يرشحهم الحزب يفوزون فى النهاية كلهم الجامع بين الكل هو : أن الديمقراطية تجعل الحكم فى فئة مخصوصة دون الشعب كله ويقول جان جاك روسو عن ذلك : "إن الأمة الإنجليزية تعتبر نفسها حرة؛ لكنها مخطئة خطأ فادحاً؛ إنها حرة إبَّان فترة انتخابات أعضاء البرلمان؛ وبمجرد أن ينتخبوا؛ فإن العبودية تسيطر عليها، فلا تكون شيئاً وكيفية استفادتها من لحظات الحرية القصيرة التي تستمتع بها تدل حقاً على أنها تستحق أن تفقدها" ويقول روبرت دال عن ذلك : "إن دعاة الديمقراطية ـ بما في ذلك الفلاسفة السياسيون ـ يتميزون بكونهم يفترضون مقدماً أن هنالك شعباً موجوداً فعلاً إنهم يعدون وجوده واقعاً صنعه التاريخ لكن هذه الواقعية أمر مشكوك فيه، كما كان مشكوكاً فيه في الولايات المتحدة عام 1861م، عندما حسم الأمر بالعنف لا بالرضى ولا بالإجماع. إن الافتراض بأن هنالك شعباً موجوداً، وما يبنى على هذا الافتراض من لوازم تصير جزءاً من النظرية الديمقراطية الخيالية» إذا كلمة الشعب هى : وهم يوهمون به عامة الناس فهم مجرد صورة يتم من خلالها اباحة أو استباحة فعل ما يريدون بالشعب وثرواته وقد بين الله فى كتابه أن هناك أنواع من الحكم : الأول كل الأقوام كان يحكمها أكابر مترفيها الثانى : اختيار حاكم القوم من قبل الله وكان هذا ممثلا فى نظام الرسولية فكل رسول هو حاكم قومه من خلال كتاب الله والكل فى هذا النظام اخوة كما قال سبحانه : "إنما المؤمنون اخوة " وبتعبير أخر : كل الشعب ملوك بمعنى : كل واحد من من الشعب يحكم نفسه بحكم الله وفى هذا قال سبحانه : " وجعلكم ملوكا " وبعد انتهاء زمن الرسل (ص) بين الله أن الحاكم يكون من قبل السابقين للإسلام المجاهدين فى سبيل بالله وأنه لا يمكن أن يحكم غير المجاهد وهو القاعد عن الجهاد المجاهدين حيث قال سبحانه : "لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا " واختيار هذا الحاكم يكون عن طريق الشورى وهى اجتماع أهل البلدة لاختيار حاكمهم كما يجتمعون لاختيار أى أمر أخر مما خيرهم الله فيه فالشورى تكون عامة وتكون خاصة فالعامة هى : اختيار الحكام اختيار القرارات فى الأمور التى أباح الله اختيارها من بين اختيارات متعددة والخاصة تكون مثلا لاختيار زوج للابنة ومثلا لاختيار منزل للسكن فيه ومثلا لاختيار وظيفة للابن والديمقراطية تتعارض مع كتاب الله فى التالى : أولا :ايجاد مشرعين من البشر يسنون الأحكام والقوانين من عند أنفسهم بينما المشرع الوحيد هو الله كما قال سبحانه : "شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه" ومعنى هذا أن من يصبح عضوا فى مجلس تشريعى يكون قد وضع نفسه كإله فى مقابل الله ثانيا :بالطبع البشر جهلة بما فيه مصلحة البشر ومن ثم كان المشرع هو الله لأنه العالم بكل ما فى النفس البشرية فهو يعلم ما يصلحها وما يفسدها ولذا قال سبحانه : " ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير" ثالثا :التناقض ففى فترة تجد الشىء حرام وبعدها بعدة عقود تجده أصبح حل ومن أمثلة ذلك : الأول الشذوذ: حتى عقدين كانت المثلية وهى الشذوذ الجنسى حراما بالقانون وقد عوقب مخترع الحاسوب تورنج والذى فك شفرة ألة انيجما الألمانية فى الحرب العالمية الثانية بالعلاج الكيمائى حيث تم اخصائه كيمائيا ولم يشفع له عند الانجليز اختراعاته ومساعدتهم على النصر فى الحرب العالمية ولكن الشذوذ أصبح بالديمقراطية مباحا فى الديمقراطية الغربية من عقد وأكثر الثانى تحريم الخمور : منذ قرن تقريبا صدر قانون حظر بيع وتصنيع ونقل الخمور فى الولايات المتحدة وشهدت فى تلك الفترة حروب مثيرة بين مهربى الخمور والشرطة وبعدها بعقد أو أكثر تم مرة أخرى إباحة البيع والتصنيع ونقل الخمور الثالث المخدرات : فى هولانده تم تحريم المخدرات قرون وفجأة منذ عقد تمت إباحة تناول المخدرات للناس رابعا القضاء على الاخوة بين الناس أو ما يسمونه فى الدساتير المساواة بين الأفراد أو المواطنة العادلة حيث يحول بعض من الأمة إلى أناس لهم امتيازات ليست لباقى الشعب وهو ما يعارض قوله سبحانه : " ليس كمثله شىء " خامسا اعطاء البشر اختيار القرار فى أى مجال بينما هم فى كتاب الله ليس لهم اختيار إلا اختيار محدود من خلال بعض أحكام الله التى تعطى اختيارات فمثلا فى الزواج يباح للمرأة اختيار زوج من بين الملايين شرط ألا يكون محرما عليها وهذا من الشورى الخاصة ومثلا يباح عند اختيار حاكم البلدة اختياره من بين العلماء الذين يعرفون الحلال من الحرام وأن يتمتع بالصحة البدنية معا وهم قلة محدودة وهذا من الشورى العامة والبشر ليس لهم اختيار بعد اختيارهم الإسلام كدين لهم كما قال سبحانه : "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم" |
08-24-2024, 06:55 PM | #2 |
|
|
|
|