الاسلامي يختص بالمواضيع الاسلامية والدينية ...

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-21-2024, 01:58 PM   #1


غسل الأموال
غسل الأموال أو تبييض الأموال مصطلح ظهر فى هذا العصر مرتبط على وجه الخصوص بتجارة المخدرات بوجه أساسى وبتجارة السلاح الفردية أو حتى الجماعية والتى لا تسيطر عليها الدول الكبرى
المصطلح يعنى:
إدخال دفعات المال المحرم أيا كان مصدره فى عمليات مالية مباحة فى الدولة ثم إعادة تلك الأموال إلى اصحابها عبر عمليات مباحة من خلال قوانين الدولة
بالطبع العملية قديمة وكان تجار المحرمات قديما إما يتخفون خلف تجارات مباحة مثل تجارة البقوليات والعطارة وغيرها وإما كانوا ينتقلون إلى بلد بعيد ويقومون بافتتاح مشاريع جديدة من مشاريع المباحات ويقومون كل فترة بضخ جزء من المال المحرم فى تلك التجارة ولعل العديد من المساجد والمؤسسات الخيرية كان اصلها هذا المال المحرم
القاعدة فى عمل تجار المحرمات المساجد والمؤسسات الخيرية هى :
دعاية خفية لكى يتذكر الناس عن الرجل أنه رجل خير طيب
المال الحرام أيا كان مصدره لا يمكن عند الله تبييضه فصاحبه يتحمل أوزاره ولا يعفيه منها سوى رد الحقوق لأصحابها سواء كان يعرفهم كأشخاص أو لا يعرفهم باعادتها لخزانة الدولة وتوبته منها توبة نصوح
وأسرة صاحب المال إن علموا أن هذا المال مصدره هو :
مصدر محرم سيان أن يكون تجارة حرام أو أخذ حقوق أخ أو أخت أو غيرهم
لا يعفيهم هذا من تحمل وزرها إن لم يقوموا باعادتها إلى أهلها إن عرفوا أهلها وإلى خزانة الدولة إن لم يعرفوا أهلها
لا يفيد الإنسان ان يعلم أن أباه قد أخذ حق فلان وعلان ولا يعيد الحق إلى أصحابه فهو الأخر يصبح كوالده مذنب ويموت كافرا بسبب تمسكه بهذا المال الحرام
ولذا قال سبحانه :
" لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل "
ومن وجوه الباطل:
اخذ المال بسيف الحياء
وسيف الحياء يطلق على كثير من الأمور فليس معنى أننى دفعت لك حق كذا وأنا غير راضى أن المال الذى أخذته حلال ومن أمثلته :
من يبيع الشىء بأكثر من ضعف ثمنه
من يبيع الدواء القديم بسعر الدواء الجديد
من يأخذ ثمن الدرس أضعافا مضاعفة لأقل سعر موجود فإن كان أقل سعر مائة لا يجوز أخذ أكثر من مائتين
وكل هذ داخل تحت الربا المضاعف وهو الربح المتزايد كما قال سبحانه :
"يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً "
فهنا ربا الضعف الواحد حلال وبالطبع ليس المقصود أن الربا وهو زيادة الدين وإنما الربا المباح هو :
ربح التجارة
وهذا الربح المتزايد هو أعظم أسباب التضخم فى العالم وزيادة الديون هنا وهناك
وقد حكى الله الصورة التى تتكرر دوما بأشكال مختلفة والمعنى واحد وهى :
قصة الأخين الذين كان أحدهما يملك تسع وتسعين نعجة ويملك الأخر نعجة واحدة فطلب منه أن يعطيه هذه الواحدة فرفض صاحب النعجة أن يعطيه إياها إلا بحكم شرعى ومن ثم وجدناهما يذهبان إلى داود(ص) لكى يطلبا الحكم الشرعى فى الأمر ذهب الغنى سريعا مدفوعا بحبه للمال وذهب الفقير دفاعا عن حقه
وفى النهاية كانت الفتوى :
لا يجوز أن يتم أخذ مال الغير بغير رضاه وبغير سبب شرعى
وفى هذا قال سبحانه :
" وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ (22) إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ "
وأشهر تلك الصور فى مجتمعاتنا هى :
تنازل الاخوة أو الأخوات لملكهم من الأفدنة لأخيهم أو اعطاءهم له مبالغ مالية ليضعها فى المصرف للأخ الذى يريد أن يكون عمدة أو شيخ بلد
وهذا التنازل فى الأصل يكون شكليا ولكن ينقلب إلى كابوس فيما بعد فى كثير من الأحوال عندما يرفض الأخ ان يعيد الأموال إلى اخوته وأخواته أو يظل يماطلهم بدعوى أن المنصب سيذهب بعيدا عنه إن أعاد لهم الحقوق
بالطبع ليس غاسل الأموال وحده هو :
المذنب
وإنما كل من شارك فى العملية بشىء من الأمور التالية :
أخذ المال لتبييضه
من يودع المال فى المصارف
العالم بأى شىء من العملية
وكل هذا داخل تحت بند :
الفساد فى الأرض
وهذه الجريمة هى فى حقيقتها جرائم متعددة
كمثال :
تجارة المخدرات :
جريمة أخذ مال بدون بيع سلع مباحة
جريمة بيع شىء ضار بالجسم والعقل
جريمة خراب بيوت المدمنين وهى ما نسميه :
تضييع قوت العيال وأمهم
جريمة زيادة المرضى فى البلاد
جريمة تحميل خزانة الدولة وهى بيت المال علاج المدمنين من الأمراض الناتجة من تناول المخدرات
جريمة تضييع مال من أموال الدولة فى البحث عن المخدرات والقبض على من يقوم بها
جريمة انشاء مجتمعات تعيش من مال حرام من حيث زراعة المخدر ومن حيث تصنيعه فيما بعد
جريمة استغلال القوة البشرية فى العمل ضد المجتمع
جريمة تسلح من لا يحق حمل السلاح للدفاع عن التاجر والمصنع والزارع وغير هذا
كمثال :
تجارة الزنى
وهذه التجارة الغرض منها تسهيل عملية الزنى بين من يريدون الزنى سواء كانوا رجالا ونساء أو رجالا ورجال أو نساء ونساء وهى لا تقتصر على هذا فى الغالب وإنما ترتبط بتناول الخمور أو المخدرات
وهذا التجارة هى جرايم متعددة مثل :
تسهيل الخيانة الزوجية
تسهيل الفاحشة
الجناية على البنات فى مقتبل العمر
استبعاد الزانيات فى الغالب
ابتزاز الزانيات والزناة
الترويج لسلع محرمة كالقضبان الصناعية والمراهم والحبوب وغير هذا
وهذا الجرائم هى حرب ضد الله كما قال سبحانه :
"إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ"





  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



الساعة الآن 11:12 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas