الاسلامي يختص بالمواضيع الاسلامية والدينية ... |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
06-28-2024, 10:25 AM | #1 |
|
فى الوحى الإلهى هناك تحريم لوجود التماثيل والأصنام ووجوب هدمها فى أماكن معينة فى القرآن حالتين : الأولى هدم التماثيل فى مجتمع كافر حيث كان يعيش إبراهيم (ص) فى مجتمع كافر وكأى مسلم يخاف على قومه من النار قال كما حكى سبحانه : " يا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا " حاول أن يقنعهم بطريقة عملية تظهر لهم أن التماثيل وهى الأصنام ليست آلهة لأنها لا تتكلم ولا تقدر على الدفاع عن نفسها حتى يسألوا أنفسهم السؤال الذى يسأله أى عاقل وهو : إذا كانت التماثيل لا تنطق فمن أين أتت أحكام الدين ؟ والسؤال التالى : إن لم تقدر على حماية نفسها من الضرر فكيف ستحمينى ؟ قطعا كسر الرجل الأصنام وأفلحت محاولته دقائق معدودة حيث قال الكافرون لأنفسهم : إنكم أنتم الظالمون وفى هذا قال سبحانه : "فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ" ولكنهم عادوا مرة ثانية للكفر وهو النكس وهو قوله سبحانه : "ثم نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ" هذا الهدم حدث وكانت نتيجته أن القوم قرروا عدم التخلى عن كفرهم وفى احد المقالات حاول هانى طاهر أن يبين أن تلك الحادثة هى أحد أسباب الفكر التقليدى لهدم التماثيل والمعابد حيث قال : "من أين جاء الفكر التقليدي بوجوب هدم التماثيل؟ مشكلة الفكر التقليدي أنه يعالج الحدث من دون انتباه إلى النصوص كلها، فلو تنبه إلى هذه الآية التي توجب الدفاع عن معابد الآخرين، ما خطر بباله أن يقول بوجوب هدم الأصنام والتماثيل. لكن أصحاب هذا الفكر قد فهموا خطأ آية قرآنية وحدثا في السيرة؛ أما الآية فهي قوله سبحانه عن إبراهيم عليه السلام: {وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين * فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون}. وليكن معلوما "أن المعبد الذي كسر فيه إبراهيم - عليه السلام - الأصنام كان ملكا لعائلته، ولولا ذلك لما جاز له كسر أصنام الآخرين. لقد كان معبدا عائليا لإبراهيم - عليه السلام -، وقد ورثه من الآباء، ولما كان إبراهيم يكره الشرك منذ نعومة أظفاره فكسر الأصنام في هذا المعبد الذي كان يدر على عائلته بدخل كبير، كما كان مدعاة لعزتهم وشهرتهم. فلما كسرها ثارت ضجة في كل البلاد، ورفع الأمر إلى الملك. وكان جزاؤه، وفق عرف البلاد وقوانين الملك، حرق المجرم. وكان من التقاليد القديمة إحراق كل من يسيء إلى الأصنام، لأن الإساءة إليها كانت تعد في الزمن القديم ردة جزاؤها الإحراق أو الرجم." (التفسير الكبير). قد يسأل هنا: ما الدليل على أنه كان معبد العائلة؟ فالجواب: أن إبراهيم عليه السلام يعلم أن الله سبحانه أوجب الحرية الدينية للجميع، وأوجب الدعوة بحكمة وموعظة حسنة، وأن الله الذي يأمر بالعدل لا يرضى أن يأمر الكفار باحترام مساجدنا، ثم يأمرنا بهدم معابدهم، فهذا ظلم عظيم، وما كان ربنا بظلام للعبيد. لذا لا بد من أن نستنتج أن هذا المعبد للعائلة لأن إبراهيم - عليه السلام - ما كان ليعصي ربه، وما كان الله ليتركه يمارس جريمة من دون أن يعلمه، وما كان لله أن يخلد قصة تمجد هدم معابد الناس، وهو الله نفسه الذي أمرنا بالدفاع عن معابد الآخرين، حتى لو تطلب ذلك الاستشهاد. ثم إن إبراهيم - عليه السلام - لم يكسرها بحجة أن كسرها واجب، بل ليقيم الحجة عليهم بهذا الفعل، لذلك أبقى كبير الأصنام، ولو كان يرى أن كسرها وهدمها واجب لبدأ بكبيرها. فالمسألة من باب إقامة الحجة، وليس لأن تحطيمها واجب. ويبدو أنه - عليه السلام - قد رأى أن تحطيمها سينزع حبها من قلوب أتباعها فيكفرون بها، وبخاصة إذا أخبرهم أن كبير الأصنام قام بذلك، وحيث إنهم يعلمون أن الصنم لا يمكنه أن يتحرك من مكانه ولا أن يدافع عن نفسه، فإنهم سيفهمون أن قول إبراهيم يراد به إقامة الحجة عليهم، فكاد أن يسقط في أيديهم، بيد أنهم عادوا إلى غرورهم وكبريائهم." قطعا ما قاله الكاتب فيه غلط وهو أن المعبد كان خاص بعائلة إبراهيم (ص) الصغيرة وهو ما يفنده التالى : أن هناك سلطة أى حكومة هى من طلبت احضاره كما قال سبحانه : "قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ " فلو كانوا أهله لن يقولوا " سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم" وإنما سيقول ولدنا إبراهيم لأنهم يعرفونه جيدا ولكن الحاضرون هناك ليسوا كلهم يعرفونه وهو ما يعنى أنهم ليسوا العائلة الصغيرة أضف لهذا أن العقوبة التى حلت بهم كانت السفلة وهو الهلاك للكل وليس للعائلة الصغيرة حيث قال سبحانه : "قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ" وأما الحكاية الثانية التى استشهد بها فهى حكاية أصنام الكعبة المزعومة حيث قال : "وأما الحدث الذي من السيرة فهو هدم الأصنام حول الكعبة، حيث إن الرسول - قد هدمها بمجرد فتح مكة. علينا أن نعلم أن الرسول - لم يقل وهو يحطمها إنه يجب تحطيم كل الأصنام من الآن فصاعدا، بل لم يأمر بتحطيم أي صنم في بيوت الناس، ولم يمنع من عبادة الأوثان، لكنه منع من وجود هذه الأوثان حول الكعبة لسببين اثنين على الأقل، هما: أولا: أن الكعبة هي بيت الله، هي بيت التوحيد الأول الذي عاد إلى أصحابه، ومن حقهم أن يهدموا ما يناقض التوحيد حوله. ثانيا: أن الأصنام هناك تعبير عن السيادة، وما دامت سيادة الوثنيين على الكعبة، أي مركز القبيلة (الدولة)، قد انتهت، فلا يعقل الإبقاء على مظاهر سيادتهم." الكاتب يقول أن سبب التكسير هو أنه لا يصح وضع التماثيل فى بيت الله المقدس وأن الرسول(ص) كان يترك التماثيل فى غيرها وهو كلام يتعارض مع كتاب الله فالكعبة لم يدخلها يوما أى تمثال أو صنم لأن الله يعاقب عقابا فوريا كل من يقرر فقط دون تنفيذ عمل أى ذنب فى الكعبة أو ضدها وفى هذا قال سبحانه : "ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم " ومن ثم كل روايات أصنام الكعبة كاذبة الدرس المتعلم من حكاية تحطيم إبراهيم(ص) لأصنام الكفار هو ألا يقوم مسلم بذلك لأنه يعرض نفسه للعقاب من قبل الكفار والفعل نفسه لم يأت بأى نتيجة مفيدة فلم يؤمن بعد التحطيم أحد إلا الوحيد الذى آمن من قبل التحكيم وهو لوط(ص) الذى آمن به من اول الرسالة كما قال سبحانه : " فآمن له لوط" الثانى هدم الصنم فى المجتمع المسلم وهو: قصة موسى(ص) والسامرى وبنو إسرائيل فهذا المجتمع كان يحكم بحكم الله عن طريق الحاكم موسى(ص) وشريكه وخليفته فى غيابه هارون)ص) هذا المجتمع ضل بسبب السامرى الذى صنع لهم العجل ومن ثم وجب عقاب هذا المجتمع بعقوبتين: الأولى أن توبة القوم المطلوبة لرضا الله عنهم هى قتلهم لنفسهم حيث قال سبحانه : "وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" الثانية أن عقوبة السامرى عقوبتين: 1-أن يظل يقول للناس لا مساس أى لا تلمسونى لأنه من يلمسه يجعله يموت حيث تتساقط أعضائه ومن ثم كان عليه أن يظل متيقظا ليل نهار يقول العبارة ومع هذا مات بسبب لمسه من أحدهم 2- أن يرى العجل وهو يحرق وينسف ويرمى فى البحر وفى هذا قال سبحانه : "قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا" ومن ثم أى تمثال فى المجتمع المسلم الذى يحكم بكتاب الله يجب إزالته وعقاب من أقامه وأما معابد المعاهدين حيث يتواجد فى بعضها تماثيل فحكمها هو الابقاء عليها مع إلزام بعض المعاهدين بعمل حكم فى دينهم يبيح وجود التماثيل إذا لم يكن فى كتابهم المقدس نص يبيحه وإلا فإن الواجب هو إزالة تلك التماثيل فمثلا هناك دين يحرم التماثيل ومع هذا كنائس أهل الدين مملوءة بهم ومن ثم يلزمون باضافة نص لكتابهم أو يتخلوا عن وجود تلك التماثيل كما فى نص العهد القديم : 18 أَيُّ جَدْوَى مِنْ تِمْثَالٍ حَتَّى يَصُوغَهُ صَانِعٌ، أَوْ صَنَمٍ يُعَلِّمُ الْكَذِبَ لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُهُ يَتَّكِلُ عَلَى مَا صَنَعَهُ، وَهُوَ لَمْ يَصْنَعْ سِوَى أَصْنَامٍ بَكْمَاءَ. 19 وَيْلٌ لِمَنْ يَقُولُ لِمَنْحُوتٍ خَشَبِيٍّ: «اسْتَيْقِظْ» أَوْ لِحَجَرٍ أَبْكَمَ: «انْهَضْ». أَيُمْكِنُ أَنْ يَهْدِيَ؟ إِنَّمَا هُوَ مُغَشًّى بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَخَالٍ مِنْ كُلِّ حَيَاةٍ. 20 أَمَّا الرَّبُّ فَفِي هَيْكَلِهِ الْمُقَدَّسِ، فَلْتَصْمُتِ الأَرْضُ كُلُّهَا فِي مَحْضَرِهِ». وقال : لاَ تَصْنَعُوا لَكُمْ أَصْنَاماً، وَلاَ تُقِيمُوا لَكُمْ تَمَاثِيلَ مَنْحُوتَةً، أَوْ أَنْصَاباً مُقَدَّسَةً، وَلاَ تَرْفَعُوا حَجَراً مُصَوَّراً فِي أَرْضِكُمْ لِتَسْجُدُوا لَهُ، لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. 2 رَاعُوا رَاحَةَ أَيَّامِ السَّبْتِ، وَوَقِّرُوا مَقْدِسِي، فَأَنَا الرَّبُّ. أَحْرِقُوا تَمَاثِيلَ آلِهَتِهِمْ وَلاَ تَشْتَهُوا مَا عَلَيْهَا مِنْ فِضَّةٍ وَذَهَبٍ فَتَغْنَمُوهَا لأَنْفُسِكُمْ، لِئَلاَّ تَقْتَنِصَكُمْ، لأَنَّهَا رِجْسٌ عِنْدَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ" بالطبع الإسلام لا يهدم معابد الآخرين وإنما يلزمهم باتباع أحكام دينهم كما هى وإلا عليهم أن يعلنوا دينا جديد يثبتون فيه الأحكام الجديدة التى اخترعوها وإنما يحافظ عليها كما قال سبحانه : "وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ" |
06-28-2024, 04:11 PM | #2 |
|
|
|
|