07-05-2017, 12:43 AM | #1 |
|
لما تولى الحَكم بن هشام بن عبدالرحمن الداخل الحُكم في الأندلس مالَ إلى أهلِ الفسق واقترفَ الكبائر والمنكرات .. ! فتحرّك الفقهاء وأرادوا الخروج عليه فحصل ما حصل للفقهاء من قتلٍ وتعذيب، وشاء الله لبعضهم النجاة فهرب منهم من هرب ! وكان أحد العلماء "المطلوبين" لسيف السلطان الامام الفقيه "طالوت بن عبدالجبار " تلميذ الإمام مالك ، وهو من( أكابر الفقهاء) وقد هرب من بطش (الحَكم )، واستخفى عند جارٍ له يهوديّ مدّةَ عامٍ كامل ، واليهودي في كل يوم يقوم بخدمته ويُكرمه أشد الكرم ، فلما مضى ( عام ) كامل طال على الامام "طالوت" الاختفاء ، فاستدعى اليهودي وشكره على إحسانه إليه ، وقال له : ( قد عزمت غدًا على الخروج وسأذهب إلى الوزير ((أبي البسام )) فقد قرأ عليّ القرآن وعلمته العلم ، ولي عليه حق التعليم وحق العشره - وله جاهٌ عند ( الحَكم ) فعسى أن يشفع لي عنده فيؤمّنني ويتركنى ). فقال اليهودي : ( يا مولاي لا تفعل .. إنى أخاف عليك من بطش الحَكم بك ) وجعل اليهوديّ يحلف لهُ بكلِّ يمينٍ - ويقول له : (( لو جلست عندى بقية عمرك مامللت منك. )). فأبى "طالوت" إلا الخروج ، فخرج فى الخفاء ( بالليل ) حتى أتى دار الوزير فاستأذن عليه ، فأذِن الوزير له ، فلما دخل عليه رحّب به وأدنى مجلسه وسأله أين كان في هذه المدة فقص عليه قصته مع اليهودي . ثم قال الامام "طالوت" للوزير أبى البسام : اشفع لي عند ( الحَكم ) حتى يؤمنني - فوعده الوزير بذلك ، ثم خرج الوزير من فوره إلى الأمير " الحكم " ووكل بـ " طالوت " من يحرسه . فلما دخل الوزير " أبو البسّام " على الأمير ( الحَكم ) قال له لقد جئتك بهديه ( جئتك بطالوت رأس المنافقين ، قد ظفرت به ) فقال الحَكم : ( قم فعجّل لنا به ) فلم يلبث أن أُدخل الإمام "طالوت" على الأمير ، وكان الأمير يتوقد ويشتعل غيظًا منه - فلما رآه جعل يقول : (طالوت ؟؟! الحمد الله الذي أظفرني بك ، ويْحك والله لأقتلنك شر قِتله !!! كيف استبحت حرمتي؟؟ ) . فقال له الامام "طالوت" : (ما أجد لي في هذا الوقت مقالاً إلا أن أقول لك - والله ما أبغضتك إلا لله وحده حين وجدتك انحرفت عن الحق وما فعلت معك إلا ما أمرنى الله به ، فسكن غيظ ( الحَكم ) ثم قال : __ **(~~ يا طالوت .. والله لقد أحضرتك وما في الدنيا عذاب إلا وقد أعددته لك .. وقد حيل بيني وبينك ، فأنا أُخبرك أن الذي أبغضتني له قد صرفني عنك ، اذهب قد عفوت عنك. ثم سأله " الحَكم " يا إمام : (كيف ظفر بك الوزير أبى البسام ؟ ) ، فقال : ( أنا أظفرته بنفسي عن ثقة ، فأنا لي فضل عليه - فقد علمته القرآن والبيان ، واستأذنته أن يشفع لي عندك ، فكان منه ما رأيت ) فقال له : (فأين كنت قبل أن تذهب إليه ؟ ) فأخبره " طالوت " بخبر اليهودي. فأطرق الأمير رأسه ، ثم نادى على وزيره " أبي البسام " وقال له : ( يالك من رجل سوء - قاتلك الله أيها المشئووم . " أكرمه يهودى من أعداء الملّة ، وسترَ عليه لمكانة العلم والدين ، وخاطرَ بنفسه من أجله ، وغدرت به أنت ياصاحب الدين حين قصدك !! أيها المشئوم ألا أديت له حق تعليمه لك ؟؟ ألم تعلم أنه من خيار أهلِ ملّتك ، وأردتَ أن تزيدنا فيما نحن قائمون عليه من سوء الانتقام !!؟؟ أُخرج عني.. قبّحك الله .. لا أرانا الله في القيامة وجهك هذا - إن رأينا لك وجها !! ) ولا أريدأن أراك بعد اليوم أيها المشئوم ثم طرده من الوزارة وضيّق أرزاقه ، ثم مضت سنوات فرأى الناس هذا الوزير المنافق الكاذب - في فاقةٍ وذُلّ ، فقيل له مابك وما الذى أصابك ؟؟ قال: استُجيبت فيَّ دعوة الفقيه (طالوت ). وكتب( الحَكم ) لليهودي كتابا بالجزية فيما ملك ، وزاد في إحسانه ، فلما رأى اليهودي ذلك ، أسلم . وأما " طالوت " فلم يزل مبرورًا عند الأمير إلى أن توفي ، فحضر " الحَكم " جنازته وأثنى عليه بصدقه.وإخلاصه -وعلمه- ********** أوردَ هذه القصة الذهبي في السِّيَر ، والقاضي عياض في ترتيب المدارك ، والمراكشي في المعجب ، وابن سعيد في علماء المغرب .. وآخرون . |
07-05-2017, 10:53 AM | #2 |
|
الله يعطيك العافيه |
09-05-2017, 01:43 PM | #3 |
|
[frame="5 80"]
يعطيك الف عافية على هذه القصة المعبره والتي تحاكي زماننا هذا والذي قل فيه الوفاء وانعدم الاخلاص والناس اصبحوا يقابلون الاحسان بالاساءه ، والأمانه بالقدر الله يرحمنا بواسع رحمته ، ويبعد عنا الاشرار ، وكيد الفجار ويعطيكِ الف الف عافية ولا يحرمنا من قصصكِ المثيره والمفيده تقبلي مروري وخالص تحياتي العاطفي [/frame] |
12-30-2020, 04:02 PM | #4 |
الابتسامة حديث طيب
|
|
|
|