ماذا تفعل حينما تقع في مأزق مثل أن تفقد شيئا غاليا على قلبك , مع ملاحظة أني قلت ((شيئا )) و لم أقل (( شخصا)) ؟.. لا أدري لم خطر لي هذا السؤال في غضون الأيام الماضية التي غبتها قصرا عن المنتدى ؟..

* ربما في البداية تذهلك المفاجأة حينما تجد نفسك فقدته .. تحاول أن تبحث عنه .. أن تجد الحلول للعثور عليه أو إصلاحه ..

* ستكون البداية أنك سوف تصبر على فقدانه على أمل بأنك ستسترجعه طبقا للمبدأ القائل أن لكل شي حل و أنه مجرد ظرف طارئ و سينتهي ...

* مع تكرار المحاولات حينها سيرتبط الأمل بالصبر .. الأمل على أن الأمر الذي تريده ستسترجعه , و تسأل الله الصبر على تحمل الوقت لاستعادته...

* لكن حينما تبدأ الساعات و الأيام تمر .. و المشكلة ما تزال مستمرة .. و تشعر أنك بالفعل أصبحت في مأزق .. فينتابك أحساس بأن المشكلة ستطول.. و تبدأ بالشعور أن كل الحلول ستغرق في قلب الهباء المنثور ..

* ثم يبدأ صبرك ينفذ رويدا رويدا .. تشعر كأنك أسد في قفص و أنك مقيد بسلاسل غليظة .. فتزأر ، تصرخ , تتوه , تشعر بالضيق الشديد..

* ربما حينها سيأتيك شعور بالاستسلام و أنها النهاية .. أنه القدر المحتوم .. و يبدأ يترسخ بداخلك شعور أنه (( لا حل )).. الفقدان هو (( النهاية ))..

* ما أقسى أن لا تجد من يساعدك .. من يدلك.. من يأخذ بيدك.. لحظتها .. فقط .. سيبدأ شعور بالحزن يسيطر عليك..

* ستضع يدك حول قلبك .. ستشعر أنك فقدت شيئا جميلا كان في حياتك .. شيئا ما كان يسعدك.. شيئا رائعا كان يضفي نوعا من الطمأنينة في داخلك .. كنت تتوقع أنك ستفقده .. لكن فقدانه كان مريرا و أليما..

* ما أبشع أن تحل الذكرى مكان أشياء أحببناها لفترة في حياتنا .. سيبدأ عقلك الباطن يهيجك بالصور.. بالأصوات .. بالألوان .. بالأشكال.. صعب أن يتعانق المستحيل الراحل بالواقع المفارق..

* ستصبح كالطفل الصغير الذي حاول الحبو و فرح بالخطوات الأولى لكن ما لبث أن تعثر .. سقط .. ارتبطت قدميه بتلك السقطة .. تضايق و بكى و تألم لأن (( الخطوات الحلم )) لم تتحقق ..

* ربما ستدخل في غيبوبة الحزن و تتساءل بيأس (( لم حظي عثر لهذه الدرجة ؟ أمكتوب علي أن لا أفرح؟؟))..

* لكن سيصبح أمامك أحد الحلين لا ثالث لهما .. إما أن تستسلم و تسلم بفقدان ما تحب و أنه لن يعود إليك إطلاقا.. و إما أن تبدأ بفتح مذكرتك و تدون فيها أعمالا و أمورا و أشياء عديدة كنت تتمنى أن تفعلها و نسيتها ..

* أنا أفضل أن تركب جواد النسيان .. و تنطلق نحو الأعمال الجديدة .. أشغل وقتك .. أعتد على الوضع الجديد.. تأقلم معه.. تأكد أن الحياة أن أقفلت بابا ستفتح لك أبوابا أخرى ..

* نعم هو صعب فقدان الأشياء.. مؤلم حقا .. لكن أخر بند في بنود المعارك هو الاستسلام .. سيظل بندا أكيدا..

* مع مضي الأيام.. و حينها فقط .. كلما تذكرت ما فقدت .. فأنك ستبتسم بحزن و ألم و فرح و وداع..

* دع شيئا من قليلا من اليأس يتسرب داخلك وقل(( أن لكل شيء نهاية .. و ربما كانت هذه هي نهاية عمرك مع شيء أحببته فأصبح في طي الذكريات )) ..


وفي الختام تقبلوا تحياتي