الاسلامي يختص بالمواضيع الاسلامية والدينية ... |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-26-2024, 06:52 PM | #1 |
|
المقال عبارة عن رد ممن يعتبر نفسه سلفى على الأشاعرة والكل حتى الأشاعرة يقولون أنهم سنة مع أن السلفيين ينسبونهم إلى الاعتزال والأشاعرة نسبة إلى أبو حسن الأشعرى وهو رجل نشأ كما تقول الكتب بين المعتزلة ولكنه لم يكن معتزليا فى أغلب حياته ويعتبره الكثيرون إمام أهل السنة وكل المذاهب الأربعة كل منها يدعى أنه منها فهو حنفى ومالكى وشافعى وحنبلى وانتقد الكاتب السلفى عقيدة الأشاعرة مهاجما إياها مبينا أنها مبنية على الفلسفة وأولها أن معظم أمة محمد(ص) أشاعرة عدا قلة منهم حيث قال : "من الشبه التي يكثر الاشاعرة الاستدلال بها، بعد افلاسهم من الأدلة النقلية و "العقلية " في مواجهة أهل السنة شبهة ان الغالبية العظمى من هذه الأمة المحمدية يعتقدون بعقيدة الاشاعرة، ولم يشذ عن ذلك إلا فئات قليلة خرقت "الإجماع"! لذا فان عقيدة الاشاعرة هي العقيدة الصحيحة التي رضيتها الأمة لنفسها، واطبقت عليها جماهيرها - عالمها وعاميها! - وهذا تراهم يرددونه في كل مرة تصول فيها عليهم جيوش السنة، وهي دعوى صلعاء! سنحاول في هذا المقال، تحطيمها وتكسيرها على رؤوسهم، بعون الله: والرد عليها من وجهين: الوجه الأول: من المعلوم ان عقيدة الاشاعرة عقيدة فلسفية، بعيدة عن الفطرة، وعن روح الإسلام الحنيف، صعبة الفهم، متناقضة، فأنى للعامي ان يعرفها ويفهما ويعتقدها" والغلط هو وجود أمة محمدية فلا وجود لتلك الأمة فالأمة هى أمة المسلمين كما قال سبحانه : " هو سماكم المسلمين من قبل" والأمة هى أمة كل المسلمين وليست أمة واحد منها كما قال سبحانه: " وأن هذه أمتكم أمة واحدة " فالنسبة إلى أمتكم تعنى النسبة لكل مسلم وانتقد الوهابى السلفى أو أيا كان اسمه بعض عقائد الأشاعرة وأولها علو الرب حيث قال : "ولنأخذ مثالين على ذلك، فبالمثال يتضح المقال: المثال الأول: عقيدتهم في علو الرب جل جلاله: قال الذهبي: (مقال متأخري المتكلمين؛ ان الله تعالى ليس في السماء، ولا على العرش، ولا على السموات، ولا على الأرض، ولا داخل العالم، ولا خارج العالم، ولا هو بائن عن خلقه، ولا متصل بهم ... ليس في الأمكنة، ولا خارجا منها، ولا فوق عرشه، ولا هو متصل بالخلق، ولا بمنفصل عنهم، ولا ذاته المقدسة متحيزة، ولا بائنة من مخلوقاته، ولا في الجهات، ولا خارجا عن الجهات، ولا، ولا!) ثم قال: (فهذا شيء لا يعقل ان يفهم، مع ما فيه من مخالفة للآيات والاخبار، ففر بدينك، وإياك وآراء المتكلمين)! وحقيقة ما قيل هنا هو خبل فلا يمكن أن يكون الله فى داخل العالم ولا خارجه معا فإما داخله أو خارجه أو هو هو فلا داخل ولا خارج وهذا انتقاد سليم فالله لا يشبه خلقه فى الوجود فى مكان وهو ما يسمونه داخل العالم ولا وجود لمكان خارج العالم لأن المكان وهو السموات والأرض خلقا ولم يكن هناك مكان لأنهما هما المكان كما قال سبحانه : " إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا يوم خلق السموات والأرض " ومن ثم صدق القول : كان الله ولا مكان فالله ليس هو العالم أى السموات والأرض وليس هو فى داخلهم لأنه لو كان فى مكان لأشبه خلقه فى تواجدهم وهو حلولهم فى المكان وهو ما نفاه بقوله سبحانه : " ليس كمثله شىء" وتناول السلفى كون عقيدته أن الله فى السماء حيث قال : "والسؤال هو: كم من العوام في عالمنا الإسلامي اليوم يحسن هذا القول! بل كم من عوام المسلمين قد سمع به! وكم من الذين سمعوه فهموا هذه الفلسفة واعتقدوها؟! الجواب: بلا شك .. أقل من القليل! بل ان عوام المسلمين يعتقدون ان الله في السماء - كما يعتقد اهل السنة - رغما عن انف الاشعري محرف الحقائق!" ونقل من الكتب قول يكرر نفس مقولة وجود الله فى مكان حيث قال : "قال ابن عبد البر: (ومن الحجة ايضا في انه عز وجل على العرش فوق السموات السبع؛ ان الموحدين اجمعين – العرب والعجم – إذا كربهم امر ونزلت بهم شدة، رفعوا وجوههم إلى السماء يستغيثون ربهم تبارك وتعالى، وهذا اشعر واعرف عند الخاصة والعامة من ان يحتاج فيه إلى اكثر من حكايته، لانه اضطرار لم يؤنبهم عليه احد ولا انكره عليهم مسلم) " والكلام متناقض فهل الله فى السماء طبقا لقول امرأة وهى الجارية فى رواية وهو ما قاله " عوام المسلمين يعتقدون ان الله في السماء - كما يعتقد اهل السنة "أم الله فوق السموات كما فى قول ابن عبد البر" انه عز وجل على العرش فوق السموات السبع"؟ بالطبع الكاتب يقرر أن الشرع يؤخذ من أقوال الناس العوام وابن عبد البر وأمثاله وهل هذا إلا الشرك بالله ؟ الشرع يؤخذ من كتاب الله ولو أخذنا بتلك العقيدة وهى حلول الله فى المكان فما هو الفارق بين أهل السنة وبين الصوفية الذين يحارب أهل السنة عقيدتهم الصوفية فى الحلول فى المكان؟ بالطبع لا فارق بين الاثنين آيات القرآن لو أخذنا بها دون أن يفسر بعضها بعضا لكانت مصيبة وهى أن عقيدة الحلول ليست فى السماء فقط وإنما فى الأرض هى الصحيحة كما فى قوله سبحانه : " وهو الله في السموات وفي الأرض" ولكن الله فسر كلامه بأن معنى الجملة هو أن الله إله من فى السموات وإله فى الأرض كما فى الآية الأخرى التى تقول : " وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله" وعليه فالله ليس فى الكون وليس فوق السموات على العرش كما يدعون لأن وجوده فوق العرش معناه مصيبة أخرى وهى أن الله يجلس كما يجلس المخلوقون على كرسى وهو ما يعارض أنه لا يشبه خلقه فى أى شىء كما قال : " ليس كمثله شىء " ولو راجعنا ما فى المصحف من آيات الدعاء لن نجد دعاء واحد ذكرت فيه الأيدى فضلا عن رفع الأيدى للسماء فما يفعله البشر ليس دليلا فى الدين وإنما ما يقوله الله هو الدليل الله إذا لا يوصف بأنه فى جهة ولا فى المكان أبدا وسخر السلفى من عقيدة الأشاعرة حيث قال : "ولو ادعى هذا الإدعاء جهمي، يقول؛ "ان ربه في كل مكان"، لكان اوفر حظا من الاشعري، فكثير من عوام المسلمين إذا سألتهم " اين الله " قالوا: في كل مكان! لكنك لا تجد فيهم من يقول "لا داخل العالم ولا خارجه ... الخ من الضلال"!" ولو عقل ما سخر منهم والنقطة الثانية التى انتقدها وهى عقيدة الأشاعرة فى القرآن حيث قال : "المثال الثاني: عقيدة الاشاعرة في القرآن: قال ابن قدامة المقدسي: (وعندهم - أي عند الاشاعرة - أن هذه السور والآيات ليست بقرآن، وإنما عبارة عنه وحكاية، وأنها مخلوقة، وأن القرآن معنى في نفس الباري، وهو شيء واحد لا يتجزأ ولا يتبعض ولا يتعاد، ولا هو شيء ينزل ولا يتلى ولا يسمع ولا يكتب، وأنه ليس في المصاحف إلا الورق والمداد، واختلفوا في هذه السور التي هي القرآن، فزعم بعضهم أنها عبارة جبريل عليه السلام، هو الذي ألفها بإلهام الله تعالى له ذلك، وزعم آخرون منهم أن الله تعالى خلقها في اللوح المحفوظ، فأخذها جبريل منه ... ) ونسأل مرة أخرى: كم من عوام المسلمين يعتقد ان القرآن "عبارة عن كلام الله" وليس كلام الله؟! وكم منهم يعتقد ان القرآن هو قول جبريل لا قول الله سبحانه؟! لا اظن ان عامي يسمع بهذا إلا وكفر قائله!" والحقيقة فى المسألة هى : إن القرآن هو قول الله والمقصود حكم الله لأن الله ليس له صوت مثل المخلوقات وهم خلقه وفى المعنى قال : "ومن أحسن من الله قيلا" وهو ما شرحه والمقصود فسره حيث قال: "ومن أحسن من الله حكما " وبألفاظ أخرى هو بعض من إرادات الله وتعابير كبعض من إرادات الله ليس معناه التجزئة والتبعيض وإنما هو كلام للشرح فالله لا يتجزأ ولا يتبعض ومن ثم ما نعبر به عن الله معناه لا يخرج عن كونه واحد أحد وكل ما نسميه به من رحمن ورحيم وعليم ومريد وحى.... كله يعنى شىء واحد ولكن الكلام هو للشرح والقرآن هو قول جبريل (ص)حيث قال سبحانه : "إنه لقول رسول كريم ذى قوة عند ذى العرش مكين مطاع ثم أمين " وحقيقة المسألة أن القائل وهو المتكلم وهو المريد للقرآن هو الله وأما من نقل القرآن كأصوات فهو جبريل (ص) ولا يمكن لأحد أن ينكر أن ورق المصاحف والمصاحف مصنوعة بأيدى المخلوقين ولا يمكن أن نعتبرها خالقة وإنما مخلوقة وتناول عقائد أخرى للأشاعرة فى الرسول(ص) والقدر حيث قال : "ناهيك عن عقيدتهم في الرسول صلى الله عليه وسلم بعد موته - التي لو سمعها العامة لاستحلوا دمهم! - وعقيدتهم في القدر - التي هم انفسهم عجزوا عن فهمها وشرحها –" بالطبع موضوع المقال وهو زعم الأشاعرة أن الأمة على معتقدهم هو كاذب عند الكاتب وعندنا لأن ما يطلقون عليهم العوام قد يعيشون ويموتون ولا يفكرون فى مسائل علم الكلام المتعلقة بالذات الإلهية إطلاقا فهم يعرفون الله كاسم وأنه المعظم المقصود عند الأحكام العملية أو عند الدعاء ولا تخطر على بالهم تلك المسائل التى كفر الناس بعضهم بعضا بسببها ولذا قال الكاتب مكذبا كون الناس على مذهب الأشاعرة : "إذن ادعاء الاشاعرة؛ ان غالبية الامة على مذهبهم افتراء وكذب، كما وضحنا بما لا يدع مجالا للشك! لا يقوله إلا مكابر يحاول ان يغطي ضوء الشمس بغربال! الوجه الثاني: اننا لو سلمنا - جدلا - ان غالبية الامة على مذهب الأشاعرة، فليس في هذا دليل على صحة عقيدتهم! لان الله عز وجل اخبرنا في مواضع عديدة من كتابه؛ ان أهل الحق قلة، وان أهل الباطل كثرة. قال سبحانه: {وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله}، وقال سبحانه: {وكثير منهم فاسقون}، وقال سبحانه: {وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون}، وقال سبحانه: {وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين}. وقال صلى الله عليه وسلم: ((بدأ الإسلام غريبا، وسيعود كما بدأ غريبا، فطوبى للغرباء)) وقال صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله [7]؛ يا آدم ... أخرج بعث النهار، فيقول؛ وما بعث النار؟! فيقول؛ من كل ألف تسعمائة وتسع وتسعون!)) وقد نظم ابن القيم هذا المعنى، فقال: يا سلعة الرحمن ليس ينالها وهذا الذي فهمه أئمة الإسلام من هذه النصوص؛ ان اهل الحق قلة، وان اهل الباطل كثرة، ولا يستدل بقلة اهل الحق على بطلان مذهبهم، ولا بكثر ة اهل الباطل على صحة مذهبهم." |
|
|