09-08-2024, 03:49 PM | #1 |
|
وضع الله للإنسان أو بالأحرى لمن يؤمن بكتابه فيعمل به تنظيم للوقت يقوم على الأسس التالية : الأول : فترة الصباح وهى من أول النهار حتى الظهيرة هى للافطار و للعمل المهنى حيث يقوم الفرد بممارسة مهنة ما سواء كبير أو صغير والمهن متنوعة حسب قدرات كل فرد والصغار وهم الأطفال قبل وبعد البلوغ مهمتهم هى وظيفتهم : التعلم وفى هذا قال سبحانه : "هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا " ويتخلل هذا الوقت الصلاة كما فى صلاة الجمعة حيث قبل الصلاة عمل كما قال سبحانه : " فذروا البيع " وبعدها عمل كما قال سبحانه : "فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من رزق الله " الثانى وقت الظهيرة وهو : وقت وضع الثياب والمقصود تبديل ملابس العمل بملابس البيت وذلك للاستراحة فى ذلك الوقت بدنيا ونفسيا وفى هذا قال سبحانه : " وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة " وهو وقت مفتوح بمعنى : أن الأعمال فيه متنوعة منها النوم كما فى قوله سبحانه : " ومن آياته منامكم بالليل والنهار " ومنها جماع الأزواج حيث يتم قفل حجرة الأبوين ولا دخول إلا بإذن منهما كما فى قوله سبحانه : "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ" ومنها الأكل والشرب الثالث : ما نسميه وقت العصر وهى فترة مفتوحة للجميع لممارسة أى طاعات لله مثل زيارة الأقارب والأصحاب المذاكرة للأطفال قراءة الكتب ممارسة الرياضات البدنية مشاهدة البرامج الهادفة الرابع : وقت الليل والمهام فيها : الأكل والشرب كوجبة العشاء أو الافطار فى ليل رمضان التى قال فيها سبحانه : " كُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ" صلاة العشاء والتى قال فيها سبحانه : "وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ" الاستغفار وهو : جلسة محاسبة النفس على ما جرى فى اليوم لمعرفة الذنوب التى ارتكبها الفرد طوال اليوم لكى يستغفر الله لتلك الذنوب ويقوم بعمل الكفارات اللازمة فى اليوم التالى كالاعتذار لمن أخطأ فى حقه أو الصوم أو اطعام مسكين أو غير هذا من الكفارات التى شرعها الله ومن تلك الكفارات قال سبحانه : لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ" وفى الاستغفار قال سبحانه : " وبالأسحار هم يستغفرون" قيام الليل وهو النافلة الوحيدة التى أباحها الله فى كتابه لمن اراد أن يقوم بها ونجد أن الله أباح أن يكون قيام الليل فى مدة معينة : أولها ثلث الليل فقط وهذا معناه قراءة حوالى ساعتين من القرآن باعتبار أن الأكل والشرب وصلاة العشاء والاستغفار يستغرق ساعتين ثانيها نصف الليل وهذا معناه قراءة حوالى أربع ساعات من القرآن ثالثها ثلثى الليل وهذا معناه قراءة ست ساعات من القرآن وهذه المدد تعنى : أن الجسم الإنسانى تختلف ساعات راحته فهناك اجسام تحتمل نوم ثلث الليل فقط وهناك أجسام تحتمل نوم نصف الليل وهناك أجسام تحتمل نوم ثمانى ساعات وهذا يعنى أن مدة راحة كل واحد من البشر تختلف فهناك ما يكفيه أربع وهناك ما يكفيه ما هو أكثر وفى هذا قال سبحانه : "إنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ" والساعات هنا تقريبية والمقصود : أن طول الليل يختلف من بلد لأخر ومن فصل لأخر فى نفس البلد ومن ثم قد يكون الثلث ساعتين وقد يكون النصف ثلاثة وقد يكون الثلثين ستة وفى بلد أخر أو فصل أخر قد يكون الليل كله ست ساعات وقد بين الله أنه أباح للآتين : المرضى المجاهدون فى سبيل الله وذلك لحاجتهم إلى التركيز فى المراقبة والقتال العاملون بمهن الأرض المختلفة عدم قيام الليل حتى يقدروا على القيام بأعمالهم ومن ثم قيام الليل يفعله الإنسان بإرادته عندما يكون مرتاح نفسيا وجسديا والبعض الأخر يتعب نفسه ويقوم بعض الليل إرضاء لله وفى هذا قال سبحانه : "عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ " ومن ثم لا يوجد ما يسمى بالسهر من أجل : الأحاديث بين الأصحاب السهر فى الأفراح السهر فى المسرح السهر لمشاهدة المباريات السهر لمشاهدة الأفلام |
|
|