08-19-2024, 02:49 PM | #1 |
|
من أحكام الإسلام : إماطة الأذى عن الطريق ومعناه تأمين الطريق وهو أى مكان يمشى والمقصود يسير فيه الناس سواء كان طريقا داخليا وهو ما نطلق عليه الشارع أو كان طريقا خارجيا يصل بين البلدات المختلفة أمن الطريق يعنى : إزالة أى مصدر ضرر سواء للناس أو للدواب أو للركوبات التى اخترعوها ومن ثم يجب التالى : تنظيف أهل كل بيت أمام بيتهم حيث يزيلون كل شىء من الحجارة أو المنخفضات والمرتفعات أو الأوراق المرمية أو وضع زجاج مكسر أو غير مكسر أو أى شىء أخر بالطبع فى الإسلام توجد جريمة اسمها : الإهمال وهذه الجريمة تكون عقوبتها على قدر الأذى الحادث فى الطريق إذا وقع سائر وانكسر يكلف أهل المنطقة التى انكسر فيها بعلاجه وإذا وقع ومات دفعوا ديته .... من باب : من أتلف شىء عليه إصلاحه وهو ما حكاه الله لنا فى حكاية الغنم التى نفشت فى زرع الفلاحين بالطبع جريمة الإهمال مجالاتها واسعة فالطبيب الذى يهمل فى اجراء الجراحة ومعه الطاقم الطبى فينسى فوطة أو مقص داخل المريض عليه ومن معه اصلاح ما أتلفوا ودفع ثمن العلاج أو الدية إن مات والمهندس الذى أهمل فى بناء بيت فوقع بعض منه مكلف باعادة البناء .... وهكذا ولذا يروى أن عمر بن الخطاب قال : " لو عثرت بغلة في العراق ، لسألني الله – أو قال: لخفت أن يسألني الله - عنها : لِمَ لَمْ تصلح لها الطريق يا عمر " وهذا القول مشهور فيما بيننا ولكن لا أصل له بمعنى أن أهل الحديث لم يجدوا له رواية فيه سند للقول وأما القول الذى وجدوا له أسانيد فهو : " لو أن جملا أو قال شاة أو قال حملا ، هلك بشط الفرات ، لخشيت أن يسألني الله عنه ". وقد روى بأسانيد متعددة من عدة طرق ولكن لا يوجد بينها سند صحيح عند أهل الحديث وقد تكلم أحد المواقع عن تلك الطرق مبينا عللها : "الطريق الأول : أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (34486) ، والخلال في "السنة" (396) ، من طريق أسامة بن زيد ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، قَالَ : " كَانَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ يَسَعَوْنَ بِسَعْدٍ إِلَى عُمَرَ ، فَقَالَ عُمَرُ:" لأُبْدِلَنَّكُمْ حَتَّى تَرْضَوْنَ ، وَلَوْ هَلَكَ حَمَلٌ مِنْ وَلَدِ الضَّأْنِ عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ ، ضَائِعًا ؛ لَخَشِيتُ أَنْ يَسْأَلَنِي اللَّهُ عَنْهُ " . وهذا الطريق فيه علتان : الأولى : فيه أسامة بن زيد الليثي ، وقد تُكلم فيه لأجل سوء حفظه ، ولذا قال ابن حجر في "التقريب" (317) :" صدوق يهم ". انتهى ، ولكن يقبل حديثه في المتابعات والشواهد ، ولذا قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" (4/23) :" وَقَدْ يَرتَقِي حَدِيْثُه إِلَى رُتْبَةِ الحَسَنِ ". انتهى الثانية : الانقطاع بين حميد بن عبد الرحمن وعمر بن الخطاب رضي الله عنه . قال العلائي في "جامع التحصيل" (145) :" روى عن عمر رضي الله عنه، وكأنه مرسل ". انتهى. وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام" (2/1085) :" قيل: إنه أدرك عمر، والصحيح أَنَّهُ لَمْ يُدْرِكْهُ " انتهى. الطريق الثاني : أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (1/53) ، من طريق عَبْد اللهِ بْن الْحَسَنِ الْحَرَّانِيُّ ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَابْلُتِّيُّ ، ثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ ، حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ:" لَوْ مَاتَتْ شَاةٌ عَلَى شَطِّ الْفُرَاتِ ضَائِعَةً ، لَظَنَنْتُ أَنَّ اللهَ تَعَالَى سَائِلِي عَنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". وهذا الطريق فيه ثلاث علل : الأولى : فيه : يحيى بن عبد الله البابلتي ، فيه ضعف ، قال فيه الذهبي في "الكاشف" (6197) :" لين ". انتهى ، وقال ابن حجر في "التقريب" (7585) :" ضعيف " انتهى . الثانية : فيه : داود بن علي بن عبد الله بن عباس ، فيه ضعف أيضا ، إلا أنه لا يترك حديثه ، ولذا قال ابن عدي في "الكامل" (3/560) :" وعندي: أنه لا بأس برواياته ، عن أبيه ، عَن جَدِّهِ ؛ فان عامة ما يرويه ، عن أبيه عَن جَدِّهِ ". انتهى. الثالثة : الانقطاع بين داود بن علي وعمر بن الخطاب ، فإنه لم يدركه . الطريق الثالث : أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (3/350)، من طريق مُحَمَّد بْن عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُمَرَ قَالَ:" لَوْ مَاتَ جَمَلٌ ضَيَاعًا عَلَى شَطِّ الْفُرَاتِ لَخَشِيتُ أَنْ يَسْأَلَنِي اللَّهُ عَنْهُ ". وفي إسناده الواقدي محمد بن عمر، وهو متروك . الطريق الرابع : أخرجه مسدد في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (3988) ، ومن طريق ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (44/355) ، من طريق إسماعيل بن إبراهيم ، قال ثنا يونس ، عن الحسن ، قال : قال عمر :" لو مات جمل في عملي ضياعا ، خشيت أن يسألني الله عنه ". ورجاله ثقات ، إلا أن فيه انقطاعا ، حيث إن الحسن البصري ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر بن الخطاب ، فروايته عنه منقطعة . الطريق الخامس : أخرجه الطبري في "تاريخه" (4/202) ، من طريق ابن وهب ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَطَبَ النَّاسَ ، فَقَالَ:" وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ ، لَوْ أَنَّ جَمَلا هَلَكَ ضَيَاعًا بِشَطِّ الْفُرَاتِ ، خَشِيتُ أَنْ يَسْأَلَ اللَّهُ عَنْهُ آلَ الْخَطَّابِ ". وهذا فيه : عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، ضعيف سيء الحفظ ، إلا أنه كذلك لم يترك . قال ابن عدي في "الكامل" (5/448) :" وَعَبد الرحمن بن زيد بن أسلم : له أحاديث حسان ، وقد روى عنه كما ذكرت : يُونُس بن عُبَيد وسفيان بن عُيَينة ، حديثين . وروى معتمر عن آخر عنه ، وَهو ممن احتمله الناس ، وصدقه بعضهم ، وَهو ممن يكتب حديثه "" ومن ثم لا يصح القول سندا مع صحة معناه وهو : أن الحاكم يعاقب إذا كان مهملا فى إصلاح الطرق وأى شىء يمنع الأذى عن الناس ومن ثم كان أهالينا الكبار والذين ماتوا من قبلهم فى الصباح الباكر رجالا أو نساء يمسكون المقشات ويقومون بكنس الشوارع وكانت أفراننا البلدية تتكفل بعمل النفع فى القمامة التى كانت تستخدم كوقود للخبز أو للطهو أو ما شابه عملية تدوير نافعة وليس عملية عمل مكبات للقمامة تؤدى فى الغالب إلى توالد الحشرات وانتشار القوارض والثعابين وحتى عمل أوكار للمخدرات والدعارة داخل المكبات الغريب أن القمامة فى كل العالم عملية مربحة جدا إذا كانت البلديات تقوم بدور حقيقى من حيث جمعها وتصنيفها وتفريقها على المصانع المختلفة فالزجاج المكسور يذهب لمصانع الزجاج والقمامة الطعامية تذهب إما إلى مصانع السماد أو إلى عملها كسماد عضوى واللدائن وهى البلاستيكات تذهب لمصانع اللدائن والقمامة المعدنية تذهب إلى مصانع المعادن القمامة صناعة مكسبة تخيل أن بلدية باريس من أربعة عقود كانت تكسب عشر مليارات من القمامة فى وقت كان دخل بلد كبيرة كمصر من كل شىء أربعة مليار نعود إلى موضوعنا وهو : أمن الطريق وهو ما قال سبحانه فيه : "وجعلنا بينهم وبين القرى التى باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالى وأياما آمنين " إذا لكى ننظم طرقنا لابد من تقسيم الطريق لمراحل متعددة كما قال سبحانه : "وقدرنا فيها السير" أن نكون آمنين وهذا معناه إزالة أى خطر من الطريق كما قال سبحانه : " سيروا فيها ليالى وأياما آمنين" ومن ثم يجب علينا أن نعلم أولادنا : إماطة الأذى من الطريق الإنسان عندما يسير فى أى طريق سيجد أن الكثير من الشوارع ومن الطرق فيها الحجارة والزلط مرمى فيها ولا يفكر أحد من أهل البيوت فى جمعها من الطريق ووضعها فى جوالات أو حتى يفكرون فى وضعها جنب الحيطان حكى لى أحدهم أن من عادته وهو سائر من الصغر أن يقذف الحجارة وأكياس القمامة من وسط الطريق إلى جنب الحيطان وتصادف أنه كان يسير فى أحد الشوارع التى لا يسير فيها أحد إلا نادرا فشاهده من خلفه أحد أصحابه وهو يركل الزلط يمينا ويسارا فقال له : يا رجل اذهب للملعب إذا كنت تريد اللعب فضحك فى نفسه وقال له : أنا أعزل الأذى عن الطريق إن تحويل تنظيف بلداتنا إلى نظام شركات القمامة الحالية هو نظام فاشل فالشركات لا تقوم بدورها وفى بلدتنا يرفضون حمل أى قمامة لا علاقة لها بالمطبخ وكأن القمامة هى قمامة المطبخ فقط مع أن الاسم جمع قمامة والمقصود تنظيف أو تطهير وهو ما يعنى جمع كل شىء |
|
|