05-27-2024, 03:57 PM | #1 |
|
يشيع فى ثقافة العصر تعبيرات لها معنى واحد وهى : غسيل المخ وغسيل الأدمغة والتحكم فى العقول وكل التعبيرات للأسف وهمية لا حقيقة لها فلا يمكن غسل المخ ولا غسل الدماغ ولا يمكن التحكم فى عقل أخر المعنى هو : أن تجعل الناس الأخرين يطيعونك ويتبعون كلامك بدون معارضة من خلال أساليب معينة من بين تلك الأساليب التى أشاعها الكبار فى مجتمعاتهم : القدرة على التحكم فى النفس الإنسانية من خلال العقاقير والحديث هو عن العقاقير النفسية وفى الحقيقة هى : عقاقير لا يمكن لها التأثير على النفس ولكنها تؤدى إلى حدوث خلل فى توازن الجسم ومن مظاهر : الرؤية المزدوجة بمعنى أن ترى الشىء وكأنه شيئين وهو ما نسميه عملية الزغللة عدم التحكم فى اتجاه الجسم عند الحركة بمعنى أنه عندما تسير تشعر أن بعض جسمك يتجه يمينا والبعض ألأخر ينجه يسارا الرغبة فى الراحة بمعنى الرقاد على السرير أو على الأريكة مدد طويلة الأرق وهو أن يظل الإنسان متيقظا رغم أنه أحيانا يريد النوم حدوث ما يشبه ظهور أضواء أمام ألعين مع أنه لا توجد أضواء تلك العقاقير للأسف كانت تستعمل فى الطب النفسى وما زال بعضها وحتى الطب الجسدى لعلاج أمراض الجسد قطعا المخابرات العالمية أشاعت أنها تقدر على التحكم فى العقول من خلال اعطاء بعض الناس تلك العقاقير دون علمهم أو بالإجبار والحقيقة أن تلك العقاقير كما سبق الكلام كل ما تحدثه فى الإنسان هو خلل فى عمل أعضاء الجسد ولكن لا علاقة لها بالنفس سوى أنها تشعرها بالآلام فى الغالب وفى أحيان تشعرها بالسعادة تلك العقاقير يسمونها المهلوسات وطبيا يسمونها المهدئات وقد ثبت من خلال الدراسات ومن خلال متابعة من يتناولونها أنها خطر على صحة البشر الجسدية وفى أحيانا أدت إلى تشوه الجنة فى بطون أمهاتهم ما أشاعه الكبار عن تحكمهم فى العقول هو كذب ظاهر والسؤال : طالما هم قادرون على التحكم بعقول البشر عن طريق استخدام العقاقير فلماذا إذا يلجئون إلى أساليب تعذيب الخطرين من الجواسيس أو أعداء البلد أو حتى المجرمين؟ فما أسهل أن يتم وضع حبة فى كوب عصير يتناولها الخطير أو المجرم أو يتم رش كمية بسيطة أمامه من البنج ليستنشقها ويتم اعطاءه الحقنة أو غيره وبعد ذلك يقوم بالحديث المطلوب من الاعترافات أو المعلومات بالطبع كل العقاقير وكل الماديات الظاهرة كالخمور ومن مشتقاتها المخدرات تحدث تأثيرات جسدية وأما على النفس فهى تأثيرات تغيبية بمعنى أن العقل المراد التحكم فيه يزول ولا يبقى إلا كلام جنونى لا يمكن الاستفادة منه بشىء وحتى التعذيب بالأرق لا يؤتى بثماره فقد تم تناول ذلك فى رواية البرتقالة الآلية حيث تم تعذيب أحد المجرمين باعطاءه مواد تجعل العيون لا تقفل ويشاهد أفلاما عنيفة تجعله يكره العنف الاجرامى الذى مارسه ثم يقومون بحقنه بمواد أخرى تعيده لسيرته الأولى من الإجرام وهو تخيل خاطىء يتعارض مع أن الله أعطى الإنسان الخيار فى اتباع الشر أو اتباع الخير حيث قال : " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" التحكم بالنفوس يتم عن طريق الخداع فى حالة كون من يريدون التحكم يستغلون المخدوعين لمصالحهم هم وليس لمصالح المخدوعين وقد سمى الله ذلك الخداع : الاستخفاف بالقوم وهو خداعهم وفى المعنى قال سبحانه فى ضحك فرعون على قومه : " فاستخف قومه فأطاعوه" يبدأ التحكم فى النفوس من الصغر بالتعليم الخاطىء ولذا قيل : التعلم فى الصغر كالنقش على الحجر ومن ثم كبار الناس فى كل قوم يقومون بتعليم الناس الضلال أو المعلومات الخاطئة فى صغرهم فى المدارس والمعابد وكل مؤسسات المجتمع ولعل الدليل الظاهر على هذا ان طفلك إذا علمه معلمه أو معلمته فى الحضانة أو المدرسة خطأ بقصد أو دون قصد وحاولت تصحيح الخطأ له فإن الطفل يبكى ويصر على أن كلام المعلم أو المعلمة هو الصحيح وأن التصحيح هو الخطأ ومن ثم فشل الرسل (ص) فى هداية أقوامهم لأن أقوامهم أعلنت تمسكها بما تعلموه من أخطاء على أيدى الآباء وهم الأهالى كبار السن وفى هذا قال سبحانه : " إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون " وفى آية أخرى: " إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون" ومن ثم الناس يكذبون الحقيقة حتى ولو رأوا بأعينهم أو فهموا بعقولهم خطأ ما تعلموا ضرب الله لنا أمثال عدة على ذلك منها : أن إبراهيم (ص) لما أخبر قومه عند تكسير الأصنام بأن الأصنام لا ينطقون علموا ان دينهم ضال فإذا كان هؤلاء لا ينطقون فمن أين أتت أحكام الدين المنطوقة ومن ثم اعترفوا فى أنفسهم بانهم ظلمة وكانت هذه لحظات قصيرة لأنهم بعدها بدقائق جادلوه بجنون وهو أن هؤلاء فعلا لا ينطقون وفى المعنى قال سبحانه : "قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم قال بل فعله كبيرهم هذا فسئلوهم إن كانوا ينطقون فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون ثم نكسوا على رءوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون" نفس المنطق لو قلت لأحد ممن لا يفكرون : أن الشمس من تدور فوق الرض وأن الأرض لا تدور حول الشمس على الفور سيجيبك بما تعلمه فى المدارس من خطأ وسيكذب عينيه التى ترى الشمس تدور فوق الأرض يوميا والغريب أنهم يعلمونهم فى المدارس المنهج العلمى شاهد ثم استنتج ومع هذا فالنظرية الدورانية الكاذبة تكذب المنهج العلمى المعتمد على الرؤية وهنا ليست رؤية واحدة بل رؤية ثمانية مليار إنسان وهو نفس المنطق اللص فى احدى الحكايات التى تروى عن المسيح (ًص) وأحد اللصوص حيث رآه المسيح (ص)يسرق بعينيه فقال السارق : أنا لم أسرق فكان الرد : صدقتك وكذبت عينى أسلوب التربية الخاطئة هو الأساس وبعد ذلك يستعمل الكبار بقية أساليب الخداع المعروفة عندما يكبر الصغار و منها : إلهاء الناس بما يسمونه الرياضات والمهرجانات والفنون والشجارات .... ومن ذلك الخروج فى مواكب فخمة كما حدث من قارون وفيه قال سبحانه : "فخرج على قومه فى زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتى قارون إنه لذو فضل حظ عظيم" القيام بسياسة الحرمان أو بسياسة الاشباع فبعض الكبار يقومون بحرمان الطبقات الأدنى من الضروريات بحيث يضطرونهم للعمل لليل نهار بحثا عن لقمة العيش وهى الضروريات وبعض الكبار يقوم باغراق الطبقات ألأدنى بالموال من خلال سياسة القروض والتى يقومون بعد ذلك بالعفو عن سدادها ومن سياسة الاشباع ولكنها ليست اشباع خداعى وإنما إشباع طاعة لله تنظيم طرق السير لتكون آمنة بين القرى حتى أن الكفار ملوا من كثرة الراحة فطالبوا بالمباعدة بين الطرق وفى هذا قال سبحانه : "وجعلنا بينهم وبين القرى التى باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالى وأياما آمنين فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم" احداث المشاكل المتوالية للناس بحيث يخرجون من مشكلة فيدخلون فى أخرى مثل انقاص سلع معينة من السوق أو تغلية سلع معينة تغلية فوق الخيال أو فرض ضريبة على كذا أو تحريش عائلات أو أهل أديان مختلفة على بعضها ليعتدوا على بعضهم ومثال ذلك : تحريض فرعون أهل المدن على بنى إسرائيل حيث قال سبحانه : "فأرسل فرعون فى المدائن حاشرين إن هؤلاء لشرذمة قليلون وإنهم لنا لغائظون وإنا لجميع حاذرون" وما سبق وما غيره هو : عملية خداع نفسى يجعل الناس يطيعون الكبار دون توانى ودون أى تفكير فمثلا أخبر الكبار الصغار وهم ألأتباع أو القطيع : أن الرسل(ص) بشر مثلهم يتساوون معهم فكيف يطيعونهم إذا كانوا يأكلون كما يأكلون ويشربون كما يشربون ... وفى المعنى قال سبحانه : "وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الأخرة وأترفناهم فى الحياة الدنيا ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون منه ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون" بالطبع الشعوب لم ترد على كبارها بالرد المنطقى وهو : إذا كيف نطيعكم وأنتم بشر مثلنا ؟ ولكن الكبار صرفوا نفوس الناس فى اتجاه معين وهو عدم طاعة الرسل (ص)مبعدين الناس عن ذكر طاعتهم لهم القطيع إذا لا يفكر وإنما هو يصدق ما يقال له فقط إلا فى حالة واحدة وهى : التجربة الشخصية الكبار غالبا ما يصطنعون أعدائهم والصغار يصدقونهم فيما يقال عن عدو المجتمع وهو كونه كاذب قاتل مخرب مفسد مجنون ولكن عندما يكون أحدهم تعامل مع الكاذب القاتل المخرب المفسد المجنون شخصيا من قبل وعرف أنه لا يمكن أن يكون هكذا ساعتها يفكر ويعرف أنه يتم الضحك عليه |
|
|