القصص والروايات يختص بالقصص والروايات الادبيه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
01-16-2021, 09:32 AM | #11 |
الابتسامة حديث طيب
|
السيارة لترمي لها بعض النقود.. هذه الفتاة التي تؤجرها هل هي قطعة لحم؟ هناك إنسان بالداخل هنا.. هناك إنسان يعيش هنا.. ألا تشعر به أيها الحيوان؟ ▪ ▪ ▪ تبدلت بنا الأرض وانتهت قصة الآسيوية والأمريكية.. لقد أصبت بالغثيان مما رأيت.. أتمنى أن نخرج من هنا.. لكن أين نحن الآن؟ إننا نمشي في حذر في شارع ذي مسحة أوروبية ما.. ولكن بدا لي أني أسمع أذانا في الأجواء.. الله أكبر الله أكبر... نحن في تركيا.. تحديدا "كاراكوي" منطقة الضوء الأحمر في اسطنبول... سمعنا صرخة هزت الأجواء.. صرخة خفتت لها الأضواء وكادت الدنيا أن تتبدل بنا ثانية.. ليست كصرخة أنتيخريستوس.. بل صرخة متأملة.. صرخة لما سمعناها وضعنا أصابعنا في آذاننا.. إن منطقة الضوء الأحمر هنا يشتد فيها الضوء الأحمر عن أي مكان في العالم.. نوافذ المحلات ترقص فيها فتيات روسيات جميلات شبه عاريات.. هل ترى صاحبة الشعر الأحمر تلك؟ إنها تضحك لك وتشيرلك إشارات ملؤها الدلال.. صرخة أليمة مؤلمة أخرى.. وانقلبت الدنيا كلها بنا. انتقلنا إلى مكان ما كأنه بدروم.. فزع لظهورنا العديد من الفتيات الروسيات اللتي لا أدري ماذا يفعلن هنا.. الصرخة أوجعت أذني وأذنك.. القوة الروحية زادت بشدة.. اجتمعت حولنا الفتيات المفزوعات بحذر.. هناك واحدة منهن ذات شعر أحمر تنظر لك نظرة مندهشة.. هذه هي فتاتنا الأخيرة "ناتاشا رومانانكو".. يبدو أن كل الروسيات اسمهن "ناتاشا".. لكن "ناتاشا" هذه مختلفة، أليست هي التي كانت ترقص في الشباك الأحمر؟ إنها تهرع إليك فجأة وتحتضنك.. أنقذني أيها الغريب.. أرجوك أيها الغريب.. أنت لست من عالمنا.. أرجوك خذني معك من هنا. ها نحن ننظر إلى ماضي "ناتاشا" من "مولدوفا" بشعرها الأحمر المميز وهي تحمل ابنها الصغير الأشقر الجميل.. إنها تعيش في شقة صغيرة مع أمها و ابنها بعد أن طلقها زوجها.. كانوا فقراء قد تعب منهم فقرهم.. لا يوجد عمل في مولدوفا.. أفقر دولة في أوروبا كلها.. يعيش في القرية الواحدة ألف شخص ليس بينهم موظف إلا عشرة أو عشرين.. "ناتاشا" قرأت إعلانا في الجريدة المحلية.. مطلوب عاجل للعمل في تركيا.. نادلات.. عاملات نظافة.. عاملات مزرعة.. مساعدات مطبخ.. الراتب مغر جدا جدا.. .. ذهبت "ناتاشا" إلى المكتب.. يحتاجون مبلغا ماليا ضخما لأستخراج الفيزا لها.. رهنت "ناتاشا" تلك الشقة الصغيرة التي تعيش فيها مع أمها وابنها وحصلت على النقود واستخرجت الفيزا. في تركيا استقبلها رجل أخذ منها جواز سفرها وأوصلها إلى المطعم الذي من المفترض أن تعمل فيه.. ثم دخلت أرض السافلين.. أنت لن تعملي هنا مقدمة طلبات.. أنت ستعملين هنا عاهر ة، رفضت "ناتاشا".. بعد قليل كانت "ناتاشا" تحاول أن تقوم من الأرض وهي ترى أمامها بعض أسنانها المكسورة سابحة في دمائها.. جردوا "ناتاشا" من ملابسها ومن كرامتها ومن بعض أسنانها.. المثير أن جميع الناتاشا الروسيات العاهرات يكون لديهن أسنان مكسورة دائما.. و حين تسألهن عنها يقلن لك أنهن سقطن من على السلالم.. يبدو أن هذا المجال الذي يعملن به فيه أسوأ سلالم في العالم.. بل أسوأ سفلة في العالم.. إنهن بعد عدة ليال فقط من الضرب يتعلمن كيف يرقصن على الشباك وكيف يبتسمن كل ليلة بدلال. كان ابنها يسأل جدته كل حين.. متى ستأتي أمي؟ والجدة تلهيه وتجيب إجابات تتغير وتتطور كلما مرت الأيام والشهور، قالوا لها أنه حتى يمكنها أن تخرج من هنا وتعود إلى قريتها مولدوفا هناك طريقة واحدة.. أن تعمل لديهم عاهرة حتى تسدد الدين الذي عليها.. ما هو هذا الدين؟ عشرة آلاف يورو.. النقود التي اشتروها بها.. وسيعطونها أجرا يوميا على عملها تسدد منه هذا الدين.. أجر قدره عشرون يوروفقط.. بحسبة بسيطة وجدت أن عليها أن تعيش في هذا الجحيم لسنتين على الأقل حتى يمكنها العودة إلى بلدها، ولو عادت من هذا الطريق ستعود مع مشاكل نفسية رهيبة وأمراض جنسية وإيدز.. ينومونها هي وعشر رفيقات لها في بدروم أسفل الكازينو الذي تعمل فيه.. لا أصدق أن هذه هي حياة فتاة الشباك التي كانت تتراقص بسعادة منذ قليل.. هذه ليست حياة عاهرات، هذه حياة عبيد.. عبيد لا يملكون من أمرهم شيئا. كان يأتيها كل الرجال.. رجل الشرطة كان يأتيها، القاضي الذي يحكم بالسجن على قضايا مماثلة لقضيتها كان يأتيها، القسيس الذي يصلي للرب كان يأتيها، المحامي الذي يدافع عن قضايا مماثلة لها كان يأتيها، المفترض أن هؤلاء يحمونها.. من الذي يمكن أن يحميك إذا في هذا المجتمع؟ لا أحد. تقول "ناتاشا": يجول السياح في الشارع منبهربن بأضوائه الحمراء ضاحكين َ تأتينا صحكاتهم بينما نحن محبوسات كالكلبات أسفل الكازينو.. أنات بكائنا ّ تسكتها الجدران الصماء من حولنا.. ثم يدخل علينا ذلك الرجل ويأخذ واحدة منا أو اثنتين لأن زبونا ما يريدها.. الزبائن تكون لديهم الكثير من الخيالات الخاصة التي يريدون تطبيقها.. يمكنني فهم هذا.. لكن لو كان تطبيق تلك الخيالات الخاصة سيكون ثمنه هو استغلال معاناة روح لا تملك من أمرها شيئا فهذا شيء أبعد ما يمكن أن يكون عن الإنسانية. تلك الصرخة الأليمة عادت فجأة.. هناك شيء ما غاضب في هذه الأجواء لا أدري ما هو.. ربما هو تعبير عن غضب الله.. فحقا لا أدري كيف تتواجد مساجد في حي أحمر كهذا.. جاءت الصرخة مرة أخرى.. صمت آذاننا حقا هذه المرة.. لم نعد نسمع شيئا.. "ناتاشا" تتحدث ولا نسمعها، هناك ذبذبات في الجو تأتي وتختفي.. لا بد أنها تلك الصرخة لكنا لم نعد نسمعها.. ولما جاءت ثانية لم نعد عند "ناتاشا".. بل أصبحنا في مكان آخر. ▪ ▪ ▪ بيوت من الطين على طراز لم تره من قبل إلا في مكان لا تذكره.. أناس يرتدون ملابس لاتنتمي غالبا لهذا الزمن.. نياق وحمير.. لا أثر ألي نوع من أنواع التحضر.. نسمع أذانا خافتا.. هل ما زلنا في تركيا؟ هذا مستحيل.. ثم إنه أذان غريب.. لا يصلنا عبر ميكروفونات.. لا تدري كيف يصلنا بالضبط لكننا نسمعه.. هل تدري أين نحن؟ نحن في مكة.. في السنة الأولى للإسلام.. نحن أمام بيت تزيد فيه القوة الروحية جدا.. توجهنا ناحية البيت، قبل أن ندخل يجب أن تعرف أننا داخلون لبيت دعارة على طراز الجاهلية.. كانوا يسمون تلك البيوت "المواخير".. دخلنا من الباب.. نور النهار هو فقط من يضيء داخل البيت.. رائحة مركزة جدا.. بالتأكيد هي رائحة الخمر، ففي هذه البيوت عادة تكون خمارات وعاهرات.. هناك رجل طويل عريضي بدو قويا يقف أمام مجموعة من النساء المتزينات يصرخ فيهن.. لا يبدو أن أحد انتبه لوجودنا.. كان يقول لهن: ما بالكن الآن.. تعطينني ما لايزيد عن دينار واحد لكل واحدة في ليلة كاملة؟ قالت إحدى النساء وكان اسمها "مسيكة" وكانت مسلمة: هذا يكفي لهذا اليوم.. وكل يوم.. والله إني لا أفعلها بعد هذا أبدا. غضب الرجل غضبا شديدا وأمسك الفتاة من شعرها وضربها على وجهها.. كان هذا الرجل هو "عبد الله بن أبي بن سلول" أشد المنافقين نفاقا.. وكانت الفتيات الست المتزينات أمامه هن جواريه.. وكان العرب في الجاهلية معتادين على ان يجبروا جبرا جواريهم على البغاء بالأجر .. يعني يجبرونهن على الدعارة من أجل المال.. وإن رفضت الجارية كانت تضرب ضربا شديدا حتى توافق.. وغالبا ما كانت الجواري يجتمعن في مواخيرمعينة معروفة يضعون على أبوابها رايات معينة حتى يعرفها الناس. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أنتيخريستوس رواية للدكتور احمد خالد مصطفى | ملكة جروح | القصص والروايات | 76 | 08-05-2024 05:39 PM |
☆عبرة☆بقصة☆....شاركونا☆المساحة للجميع☆ | ملكة جروح | القصص والروايات | 56 | 11-20-2023 09:32 AM |
♢♢فوائد الخميرة الفورية ♢♢ | ملكة جروح | الصحه والطب | 6 | 12-28-2020 09:54 PM |
☆☆البقع البنية بالوجه ☆☆اسباب♡وطرق علاج♡ | ملكة جروح | الصحه والطب | 3 | 12-25-2020 12:40 PM |
☆☆علاج منزلى للبقع والتجاعيد بالوجه☆☆ | ملكة جروح | الصحه والطب | 3 | 12-25-2020 12:36 PM |