القصص والروايات يختص بالقصص والروايات الادبيه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
12-20-2020, 06:35 PM | #11 |
الابتسامة حديث طيب
|
يده لتتحسس عنقي.. كنت مقيدة لكني رفعت ركبتيَّ وطعنته بها في بطنه فانقبض متألّـمًا وصاح بكلمات غاضبة.. ثم بدأت المأساة.. جن جنون الرجل وأمسك بي وفعل كل ما يمكن أن يفعله ذئب بفتاة جميلة مقيدة.. ثم قام عني وقال بضع كلمات.. وعدل ملابسه وانصرف. . تاركًا إياي أتجرع دماء عذريتي وأتجرع معها دموعي.. هنا.. في هذه الليلة.. وفي هذه الغرفة الحقيرة.. فقدت أنا "بوكاهونتاس" ابنة الملك.. أغلى حلم من أحلام الفتيات.. سرقه مني حيوان.. فقدت عذريتي.. لم أعد أصلح لشيء.. ليتني مت قبل هذا.. ولولا أنني مقيدة بهذه الحبال لرميت نفسي في اليم. مذكرة "جون سميث" : انفجرت في وجهي ذخيرة من الذخائر عن طريق الخطأ.. أُصِبت بحروقٍ كثيرة لكنني لم أمت.. وغادرت إلى إنجلترا للعلاج.. وقال الإنجليز للهنود الحمر إن "جون سميث" قد مات.. في محاولة منهم للتملص من المعاهدة التي عاهدتهم إياها.. مرَّ شهر أو شهران ولم يستطع قومي الاحتمال أكثر.. وبدأوا الهجوم بضراوة.. كنا دائمًا ننتصر ألن تسليحنا يفوقهم وإن كان عددهم يفوقنا.. استمرت الحرب بيننا وبينهم سنين طويلة.. حتى أسر الإنجليز "بوكاهونتس" أثناء إحدى الحملات.. كانوا يعرفون مدى تعلُّق والدها بها لذا اختطفوها كوسيلة للضغط عليه.. وكوسيلة حماية.. فليس مجنونًا لعمل أي هجوم وأغلى ما يملك بين أيدينا.. طلبنا منه فدية كبيرة تعجيزية لكنه لم يدفعها كاملة.. ولهذا أبقينا "بوكاهونتاس" الجميلة عندنا. أثناء وجود "بوكاهونتاس" في الأسر بدأت بذرة إعجابها بحضارتنا تتكون وتكبر.. منذ علاقتي بها وهي تعشق حضارتنا وقد لمست فيها حب الحضارة وكراهية التخلف والهمجية التي تراها في قومها.. وبدأت هذه البذرة تنمو أثناء أسرها خاصة مع التعامل الراقي الإنجليزي الذي كنا نعاملها به.. حتى إنها اقتنعت بالمسيحية وتحولت إليها.. وتم عمل طقوس تعميد لها وتغيير اسمها إلى "ريبيكا".. سميناها بهذا الاسم تيمنا بريبيكا المذكورة في التوراة أم "يعقوب" و"عيسيو".. فكل واحد من "يعقوب" و"عيسيو" انحدرت منه أمة.. فكانت ريبيكا أما لأمتين.. وكانت "بوكاهونتاس" تمثل التقاء أمتين.. أمة الإنجليز وأمة الهنود الحمر. تطور حبها لحضارتنا إلى كره لحضارتها.. حتى إننا أثناء أسرها سمحنا لها بمقابلة وفد من قومها كان أبوها وسطهم.. فلما رأتهم صرخت في والدها وقالت له إنها تكرهه لأنه اتضح لها أنها أرخص عنده من سيوف قديمة وقطع من فؤوس.. وتقصد الفدية التي طلبناها والتي كانت تشمل أسلحة قومها. تقدم للزواج ببوكاهونتاس واحد من أكبر تجار إنجلترا هو "جون رولف".. وقبلت الزواج بسعادة بالغة.. وكان هذا الزواج إعلانًا للسلام بين الأمتين بعد طول حرب فكانت حقًّا أمّا لأمتين. . سافرت "بوكاهونتاس" مع "رولف" إلى إنجلترا.. وقُدمت إلى المجتمع الإنجليزي باعتبارها حمامة السلام بين أمتين عظيمتين.. لكن المشكلة أنني أنا أيضًا كنت في إنجلترا.. وقد رأتني "بوكاهونتاس" صدفة فجأة أمامها. مذكرة "بوكاهونتاس" : كرهت نفسي.. أنا سبب هزيمة قومي.. أنا بلا شرف.. بلا قيمة ولا وزن.. لست أعلم من هو الذي اغتصبني حتى الآن.. لكن في اليوم التالي جاءني رجل يبدو ثريًّا اسمه "جون رولف".. وعرض عليَّ الزواج مقابل أن تنتهي الحرب بين قومه وقومي.. وفي غمرة ألمي وحيرتي وجدتها فرصة لإصالح كل شيء.. فشعوري بأني سبب مأساة قومي سينتهي بهذا الزواج الذي سأحقن به دماءهم الغالية.. وشرفي الذي أضاعه حيوان يمكن أن يجبره الزواج.. وإن كان زواجا من أناس لم أكره في حياتي مثلما كرهتهم بكل حذلقتهم وتنطعهم وقسوتهم وخداعهم.. إلا أنني كنت مضطرة.. من أجل قومي. وحتى يتم الزواج قالوا لي إنه يجب أن أدخل في المسيحية وأتخذ لنفسي اسمًا جديدًا هو "ربيكا".. وافقت على كل هذا بلا شروط.. وتم زواجي إلى ذلك الرجل الغني وتوقفت بالفعل حرب دامت سنين طوال كان قومي فيها هم الضحية دائمًا.. وسافرت مع "رولف إلى انجلترا.. وهناك عرفت أن زواجي لم يكن بدافع السلام كما يحاولون أن يُظهروا لقومهم في إنجلترا.. لقد كان دعاية.. دعاية لمستعمرتهم التي بنوها في أرضي.. والتي سموها مستعمرة "فيرجينيا".. كانوا يريدون للعالم أن يرى كيف أن األوضاع في القارة الجديدة التي ذهبوا لاستعمارها أوضاع رائعة وأن أهل القارة الجديدة أحبوهم والدليل هو الأميرة"بوكاهونتاس" ابنة الملك الهندي األحمر. أثناء وجودي في إنجلترا عرفت أن "جون سميث" ذلك المخادع الكبير لم يمت.. وإنما قالوا لنا ذلك لأنه كان قد عقد اتفاقًا مع أبي لم يكن ينوي هو وقومه الالتزام به.. بل إنني قابلت "جون سميث" بالصدفة ذات يوم وقلت له في وجهه إنه مخادع كبير.. وأنني كنت أظنه رجلًا صالحًا كما ظنه قومي.. لكنه في الحقيقة ليس سوى مستعمِر دموي قذر.. وبدأ صوتي يعلو في مواجهة كل هذا الخداع الذي يجبروننا أن نعيش فيه.. ودخلت في صراعات عديدة مع "جون رولف" وبدأت أرفض بشدة حضور الأجتماعات والمناسبات التي كانوا يجبروني على حضورها.. حتى لم يعد أمام "جون رولف" إلا حل واحد لا ثاني له. ذات يوم بعد شربة من ماء.. شعرت أن الدنيا تدور حولي.. وتدور بداخل رأسي.. ووهن جسدي على وهنه وسقطت على الأرض.. أدركت أن "رولف" قد دسَّ لي السم في شربة الماء.. أدركت أنهم أرادوا أن يرتاحوا من إزعاجي ويحافظوا على الصورة التي صوروها للعالم عنِّي.. الفتاة التي تكره قومها الهمج وتحب إنجلترا وتدعو الإنجليز للقدوم إلى أرضها واحتلالها لنشر حضارتهم فيها.. هذا ما أرادوا للعالم أن يصدقه.. وقد صدقهم العالم ولازال يصدقهم وسيظل يصدقهم حتى النهاية.. أما البوهاتان.. وحضارة البوهاتان العظيمة.. ودماء البوهاتان الغالية التي سالت على أرضنا أنهارًا.. فلا أحد يكترث بها.. فماذا تعني هذه الدماء مقارنة بالدماء الملكية الإنجليزية.. لا شيء. تـمَّت **** |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
كتاب ارض السافلين ♢♢للدكتور ☆ احمد خالد مصطفى | ملكة جروح | القصص والروايات | 51 | 06-03-2021 08:35 AM |
رواية / وإن ماخذيتك بالحلال اول عيالي سميك ..... | قطر الندئ | القصص والروايات | 11 | 12-30-2020 03:32 PM |
رواية روحك خمري الحلال | جنة عشق | القصص والروايات | 6 | 11-21-2013 10:13 PM |
أسطوووووووورة الحذااااااااء للدكتور غازي القصيبي | ابو خالد | الشعــــــــــــر | 14 | 09-17-2009 05:56 AM |
احلى أهداء لعيوين احلى أعضاء | الشوق الدافئ | التصاميم والجرافيكس | 12 | 03-25-2008 04:29 AM |