الاسلامي يختص بالمواضيع الاسلامية والدينية ...

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-03-2018, 03:05 PM   #1


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد عبد الله
أما بعد
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّعَّانِينَ لَا يَكُونُونَ شُفَعَاءَ، وَلَا شُهَدَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.

ألفاظ الحديث:

قوله: «إن اللعانين» اللعانون جمع لعان، ولعان صيغة مبالغة من اللعن، واللعن معناه الطرد عن رحمة الله تعالى، فاللعانون هم كثيروا اللعن.

قوله: «شفعاء» والمعنى أنهم لا يشفعون يوم القيامة، حين يشفع المؤمنون، فيحرمون من الشفاعة وفي أن يكونوا شفعاء.

قوله: «شهداء»، أي لا يكونون شهداء يوم القيامة مع هذه الأمة على الأمم في تبليغ رسلهم لهم.

أبرز فوائد وأحكام الحديث:

أولًا: في هذا الحديث التحذير من كثرة اللعن، وقد سبق القول بأن اللعن محرم ومن كبائر الذنوب، وقد جاء في حديث ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لعن المؤمن كقتله». متفق عليه، ما معنى: «لعن المؤمن كقتله»؟ يعني قتله في أي شيء؟ في الإثم، «لعن المؤمن كقتله» يعني كقتله في الإثم، فاللعن مثل القتل في الإثم.

وهذا يدل على عظيم الذنب من لعن، وقد جاء في صحيح مسلم عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: «بينما النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، وامرأة من الأنصار على ناقة فضجرت فلعنتها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة»، قال عمران: فكأني أراها تمشي في الناس ما يعرض لها أحد.

قال النووي رحمه الله: اتفق العلماء على تحريم اللعن، فإنه في الشرع الابعاد عن رحمة الله، ولا يجوز أن يبعد عن رحمة الله من لا يعرف حاله وخاتمة أمره معرفة قطعية، فإذًا بعض الناس يستسهل اللعن، تجد اللعن على لسانه مع أن أمره عظيم، وهو من كبائر الذنوب ويصبح الإنسان به فاسقًا، ولا يكون يوم القيامة من الشفعاء ولا من الشهداء.

ولهذا ينبغي إذا سمعنا من يلعن أن ننكر عليه، لأنه ارتكب أمرًا منكرًا عظيما، وليس من المنكرات اليسيرة، من المنكرات العظيمة.

ثانيًا: دل هذا الحديث على أن كثرة اللعن سبب لدنو منزلة فاعله يوم القيامة، فلا تقبل شفاعته في إخوانه المسلمين، فإن المؤمنين يشفعون يوم القيامة، يشفعون لقوم في أن يدخلوا الجنة فيدخلوها، ويشفعون لمن دخل النار أن يخرج منها، يقبل الله شفاعتهم.

فاللعان لا يدخل في الشفاعة، لا يشفع، ولا تقبل شهادته على الأمم السابقة يوم القيامة.

ثالثًا: دل هذا الحديث على إثبات الشفاعة لغير النبي صلى الله عليه وسلم، فإن الشفاعة تكون للأنبياء والرسل، وتكون للمؤمنين، لكن النبي صلى الله عليه وسلم إنما يختص بثلاث شفاعات فقط، وهي:

أولًا: الشفاعة العظمى في الموقف، في أن يفصل ويقضي بين عباده.

الثانية: الشفاعة في أهل الجنة، أن يدخلوا الجنة، فإن أهل الجنة إذا أتوا الجنة وجدوا الباب مغلقًا فيأتون إلى آدم ويطلبون منه الشفاعة، كما جاء في صحيح مسلم، فيقول: هل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم آدم؟ فيأتي محمد صلى الله عليه وسلم فيشفع فتفتح أبواب الجنة، ولهذا وردت الإشارة إليه في آية كريمة، من يذكر لنا هذه الآية؟ {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ...} [الزمر:73].

في الآية التي قبلها: {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبوَابهَا...} [الزمر:71].

لماذا أتت الواو في معرض المؤمنين فقط، ولم تأتي في معرض الكفار؟ لأنها على تقدير محذوف، {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا...} [الزمر:73]. وشفع محمد صلى الله عليه وسلم فتحت أبوابها، فخذ هذه فائدة النفيسة. هي على تقدير محذوف وهو شفع محمد صلى الله عليه وسلم ففتحت أبوابها.

الشفاعة الثالثة: شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب، في أن تخفف عنه النار، وهل شفاعته لأنه عمه؟ لا، هذا عمه أبو لهب قال الله عنه: {سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ} [المسد:3]، وإنما بسبب دفاعه العظيم عن الإسلام وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، دافع هذا الرجل، وقدم تضحيات عظيمة جدًا، لدرجة أنه وضع ابنه مكان النبي صلى الله عليه وسلم في الفراش.

وبقي معهم في الشعب ثلاث سنين حتى أكلوا ورق الشجر، فقدم تضحيات عظيمة، فشفع له النبي صلى الله عليه وسلم في تخفيف العذاب، فقط وليس في ألا يعذب، هو سيعذب ويكون عليه شراكان من نار يغلي منهما دماغه، لكن في تخفيف العذاب عنه فقط، بسبب ما قدمه من تضحيات عظيمة جدا للإسلام ولرسول الله صلى الله عليه وسلم.

كان النبي صلى الله عليه وسلم يتمنى إسلامه كثيرًا، إلى آخر لحظة من حياته، قال له: يا عم، قل كلمة أحاج لك بها عند الله، يا عم قل لا إله إلا الله، ولكن الله لم يرد ذلك، فمات على الكفر، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يستطع أن يهدي عمه مع شدة حرصه فكيف بغيره؟

رابعا: إثبات شهادة هذه الأمة للأمم يوم القيامة، وقد دل عليها قول الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ...} [البقرة:143].

جاء في تفسيرها أن هذه الأمة تشهد للأنبياء بأنهم قد بلغوا، جاء في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يجيء بنوح فيقال له هل بلغت؟ فيقول: نعم، يقال لأمته: هل بلغكم؟ فيقولون لا، فيقال: من يشهد لك؟ فيقول أمة محمد، فيقول قوم نوح: كيف تشهدون لنا وإنما أتيتم بعدنا؟ قالوا: بلغنا نبينا بذلك فشهدنا، لأننا نصدقه»، هذا معنى قول الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ...} [البقرة:143].

لكن لا يدخل في الأمة التي تشهد لا يدخل فيهم اللعانون، يحرمون من الشهادة، ويحرمون من الشفاعة عقاب لهم، اللعانون يحرمون إذًا من أن يشهدوا على الأمم، ويحرمون أيضًا من الشفاعة، لأنهم لا يستحقون ذلك بسبب كثرة اللعن الصادر منهم في الدنيا.

هذا يقتضي الحذر من اللعن، لأن الإنسان يحرم يوم القيامة من هذه الفضائل، من الشفاعة، ومن الشهادة، فكأنه يقال أنت لست بعدل، بسبب كثرة اللعن الصادر منك فيحرم من الشفاعة ومن الشهادة.





  رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأعضاء الذين يحبونك بالسر.. رذاذ الماس المنتدى العـام 12 07-12-2017 03:41 AM
"تحريات الرياض" تطيح بـ"عصابة السبعة" الذين ارتكبوا 77 جريمة عيونك دنيتي الاخبـار الساخنــه والاحــداث المثيــرة 6 04-12-2013 06:38 AM



الساعة الآن 04:08 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas