07-29-2016, 12:53 AM | #1 |
|
سراب فے عمر الزمن ترتسم گل المعاني على وجوه العابرين مسيرة الحياة ! فهنا بسمة وهناگ دمعة هنا فرح وهناگ حزن هنا تولد لحظة وهناگ تموت أزمان. وهذه سنة الحياة. ولگن حينما يعيش الشخص تلگ المعاني المتناقضة فے لحظة واحدة يضحگ لذگرى ويبگي لذگرى يسعد بذگرى ويموت گمدًا من تلگ الذگرى! فے تلگ السنين الخوالي گنت أعيش فے صحارٍ قاحلة تبدو لے لحظات أمسياتها فے أجمل الصور فالقمر وخيوط الرمال الذهبية وأحاديث السمر گانت لے گل الحياة. أحلم وأحلق بأحلامي عاليًا گأيِّ بشر وفے ساعات النهار تتبخر تلگ الأحلام والآمال گما يتسرب ماء السراب ليصل أفواه الرمال! حيث أفتح عيني فلا أرى شيئا .. وأرخي سمعي فلا أجد صوتًا وأحرگ أحاسيسي فلا تهتز فالخيبات والموت قد تسلل إليها! .. گنت أطرب لأناشيد الرعاة خلف قطعان الأغنام صباحًا ولنباح گلبٍ وعواء ذئبٍ مساءً ولنسيم الليالي الذي يحيي گل الأفئدة إلا فؤادًا! گابرت أيامًا وليالٍ على حالي ولگن الزمن مدَّ يده ليرسم فے وجودي معالم الألم وخيوط الحزن ويؤطرها بجرح خبيث الرائحة خشن الملمس! وينفح عليها گل لحظة مزيدًا من العذابات گغبار الصحراء حينما تلفح وجوه الرعاه! أوشگت روحي على الرحيل مراتٍ ومراتٍ ولگنها تستفيق ليزيد الجرح ويتجدد الألم! وذات يومٍ دعاني صديقي لزيارته فے مدينته علَّ الجراح تطيب والألم يتبدل والروح تعود لتمنح المشاعر شيئًا من الحياة! قدمت لتلگ الديار يحدوني أمل وتسابقني فرحة وتلوح فے خاطري بصيص مشاعر! گنت أسلگ الدروب صباحًا گالمجنون أطارد المارة وأتتبع خطوات النساء! أزور المعابد وتضاريس المگان! وأعود گل مساء قد هدني التعب وأرهقني الزمن . ويتجدد الصباح فأسلگ أروقة المگان المتعرجة يشاهدني شحات فيرمقني بنظرات گالشرر ظنًا منه أنني أريد سرقة لقمة من فيه! ويشاهدني عاشق فيتوارى ظنًا منه أنني سأخطف قلبًا عشقه! ويشاهدني تاجر فيوصد أبوابه أمامي ظنًا منه أنني سأسرق دنانيره! ولگنني گنت أبحث عن الحياة! وحينما تجمع الشمس خيوطها ويسدل الليل سرابيله السوداء أذهب إلے حانات المگان لأحتسي أقداح الألم وأشرب گؤوس الوجع وذات مساء عدت إلے دار صديقي خائر القوى فاتر العزيمة أرتجي الرحيل عن الدنيا ولا أبلغه! واساني بگلمات گالبلسم وطبطب على مشاعري بيديه الغاليتين وأعاد الحياة لقلبي بنبضات قلبه التي لامستني ومنحت مشاعري بعض الأگسجين . وحينما طاب الخاطر قليلًا أهداني دعوة لحضور حفلة تجمع أهل المدينة مساء الغد نمت ليلتي منهگًا متعبًا مثخنًا بمعاني الألم لم يوقظني إلا خيوط الشمس التي تسللت النافذة لتلامس عيوني وأصوات المارة التي تسابقت ذبذباتها لتصل مسامعي! اهداني بدلته وطلب مني تغيير هيأتي حتى أگون فے مستوى الحدث وگنت أترقب المساء وأتابع حرگة عقارب الساعة ولا أدري أيُّ مجهول ينتظرني! حل المساء وأُضيئت الشوارع ووزعت الورود على المارة سرت رفقة صديقي . وصلنا المگان وبدأت الحفلة الراقصة والگل هنا! وگلٌ يراقص ليلاه على أنغام الفتنة وموسيقى الحياة وروائح الطيب تسري لتلامس الأجساد .. أشياء جديدة لم أعهدها ولم أرها مسبقًا طلب مني صديقي الذهاب معه للسلام على أصدقائه ولگني فضلت البقاء وحيدًا أنظر فے وجوه الحاضرين وأشاهدها هل تگسوها الحياة أم ترتسم عليها معاني الألم! هنا عاشق يحتضن حبيبته وهناگ جميلة تلف يدها على عنق عاشقها هنا يسرف حبيب فے حنانه تجاه حبيبته يقترب منها ويتحدث أنغامًا تسري فے جسدها وهنا حبيبة ترمق الحاضرات بعينيها وگأنها تزيح النظرات عن صديقها! گل ذلگ يجري أمام ناظري وتتشگل معانيه فے وجداني لتزيح شيئًا من ألم أو تزيده لا أدري! سمعت من بين أصوات الصخب صوت قطرات ماء ساقطة! وأحسستها فے النسيم الذي بدأ يسري ليمنح المگان حياة! شاهدت بابًا مطلًا على حديقةٍ خلفيةٍ فحدثت نفسي بالخروج لتمتع بقطرات المطر التي گنت أعشقها فے صحرائي فهي الحياة لتلگ الديار ولم أگن أعلم أن ذلگ الباب هو باب الحياة! خرجت وفتحت صدري لنسيم الأرض الذي أرسله ماء السماء! فأحسست بشيء من الحياة! وسرحت بأفگار الصحراء ومعاني الصحراء وأخلاق الصحراء فے تلگ الديار المترفة حسنًا وحياةً بلون أخضر! وجداول المياه تشق المگان وصوت الحياة ينبثق من الأرض ليگسو الگل حياة! گانت لحظات للخلود ولگن لم تنتهي القصة ولم تنقطع التفاصيل فبعد لحظات قليلة بدأت الثلوج تتساقط لتگسو الجو بردًا والطرقات لونًا أبيض گالحياة مع تساقط الثلج وبرودة المگان سمعت صوتًا گالسحر فے رگن الحديقة گان جنبي للحظات ولگن قصر نظري وقلة حيلتي لم تمنحني متعة رؤيته والنعمة بالنظر إليه. سمعت صوته ولگن أفگار الصحراء حدثتني أنه سراب ولگن السراب لا يصدر صوتًا! والسراب لا ينتج إلا بعناق بين لهيب الشمس ورمال الصحراء! أحسست أنه مخلوق مثلنا فذهبت إليه لألبسه معطفي فالجو وبرودته أگبر من أن يتحملها ذلگ الجسم الرقيق! اقتربت منه خطاي ورغم ظلمة المگان إلا أنني گلما اقتربت رأيت هالة من النور ومشاعر من القداسة وعطرًا من عطور الجنان تسري منه! لأول مرة أشاهد مخلوقًا يحمل معاني البشر ولگنه يصبغها بمعاني الحور ففتنة الجسم وقوام القد وسحر البسمة وتناسق الخلقة ولون الجسد وجمال النظرة وخيوط الشعر الأسود جعلتني أغفو للحظات وانتقل وتنتقل معي معاني العذاب والألم لتقيم على سريرٍ فے جنان الخلد! ونعيم الله الذي لا ينفد! أفقت من غيبوبتي وحدثتها وحدثتني ولمستها للتأگد من أنني لا أقف على أطلال وهم! طاب المساء بها وطابت حياتي بوجودها ومگثنا حتى انبلج الفجر بنوره! ولگنني قد عشت الفجر بنوره قبل الگل بساعات فذلگ النور الذي گان يسري أمامي فے ذلگ الرگن لا يقل عن نور الفجر و عبير الأزهار الذي بدأ يفوح مع إشعاع الشمس وقطرات المطر أقل من أن يصل إلى عبير عطرها! بدأ الناس مغادرة الحفلة وگان صديقي يبحث عني حتى وجدني تائهًا فے بحورها! فاستاذنت للذهاب وأحسست روحي تريد أن تغادرني ليس للعالم الآخر ولگن لتستقر فے روحها! فقد گرهت صحرائي ومدينتي وگل الخلق وأدمنتها! 29 /7 /2016 01.00 |
|
|