القصص والروايات يختص بالقصص والروايات الادبيه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-20-2008, 11:08 AM   #1


يحكى أن أحدهم ضاقت به سبل العيش فسئم الحياة وقرر أن يهيم على وجهه في بلاد الله الواسعه فترك بيته وأهله وغادر المنطقه وسار طويلاً حتى وصل بعد جهدٍ كبير ومشقةٍ عظيمة إلى منطقه بعيده وقادته الخطى إلى بيت أحد الأجواد الذي رحّب به وأكرم وفادته
وبعد انقضاء أيام الضيافه سأله عن غايته ، فأخبره بها فقال له المضيف : ما رأيك أن تعمل عندي على أن أعطيك ما يرضيك ولما كان صاحبنا بحاجه إلى مكان يأوي إليـه وإلى عملٍ يعمل فيه اتفق معه على ذلك ..وعمل الرجل عند مضيفه أحياناً يرعى الإبل وأحياناً أخرى يعمل في مضافته يعدّ القهوه ويقدمها للضيوف ودام على ذلك الحال عدة سنوات كان الشيخ يكافئه خلالها ببعض الإبل والماشيه .. ومضت عدة سنوات اشتاق فيها الرجل لبيته وعائلته واشتاقت نفسُه إلى بلاده وإلى رؤية أهله وأبنائه فأخبر صاحب البيت عن نيته في العودة إلى بلده ، فعزّ عليه فراقه لصدقه وأمانته وأعطاه الكثير من المواشي وبعض الإبل وودّعه وتمنى له أن يصل إلى أهله وهو بخير وسلامة ..وسار الرجل وبعد أن قطع مسافة طويله في الصحراء القاحله رأى شيخاً جالساً على قارعة الطريق ليس عنده شيء سوى خيمه منصوبه بجانب الطريق وعندما وصل إليه حيّاه وسأله ماذا يعمل لوحده في هذا المكان الخالي وتحت حرّ الشمس وهجير الصحراء ، فقال له : أنا أعمل في التجاره . فعجب الرجل وقال له : وما هي تجارتك يا هذا ، وأين بضاعتك ؟ فقال له الشيخ : أنا أبيع نصائح . فقال الرجل : تبيع نصائح ، وبكم النصيحة ؟! فقال الشيخ : كلّ نصيحة ببعير . فأطرق الرجل مفكراً في النصيحه وفي ثمنها الباهظ الذي عمل طويلاً من أجل الحصول عليه ولكنه في النهايه قرر أن يشتري نصيحه مهما كلفه الأمر فقال له : هات لي نصيحه وسأعطيك بعيراً ؟ ..فقال له الشيخ :" إذا طلع سهيل لا تأمَن للسيل " ففكر الرجل في هذه النصيحه وقال : ما لي ولسهيل في هذه الصحراء الموحشه ، وماذا تنفعني هذه النصيحه في هذا الوقت بالذات وعندما وجد أنها لا تنفعه قال للشيخ : هات لي نصيحه أخرى وسأعطيك بعيراً آخر . فقال له الشيخ : " أبو عيون بُرْق وأسنان فُرْق لا تأمن له " وتأمل صاحبنا هذه النصيحه أيضاً وأدارها في فكره ولم يجد بها أي فائده فقال والله لأغامر حتى النهايه حتى لو ضاع تعبي كلّه في دقائق معدوده فقال للشيخ هات النصيحه الثالثه وسأعطيك بعيراً آخر .. فقال له : " نام على النَّدَم ولا تنام على الدم " . ولم تكن النصيحه الثالثة بأفضل من سابقتيها فترك الرجل ذلك الشيخ وساق ما معه من مواشٍ وسار في طريقه وظل يسير لعدة أيام نسي خلالها النصائح من كثرة التعب وشدّة الحر وفي أحد الأيام أدركه المساء فوصل إلى قوم قد نصبوا خيامهم ومضاربهم في قاع وادٍ كبير ، فتعشّى عند أحدهم وباتَ عنده ، وفي الليل وبينما كان ساهراً يتأمل النجوم شاهد نجم سُهيل ، وعندما رآه الرجل تذكّر النصيحه التي قالها له الشيخ ففرّ مذعوراً ، وأيقظَ صاحب البيت وأخبره بقصة النصيحه وطلب منه أن يخبر قومه حتى يخرجوا من قاع ذلك الوادي ولكن المضيف سخر منه ومن قلّة عقله ولم يكترث له ولم يأبه لكلامه فقال والله لقد اشتريت النصيحه ببعير ولن أنام في قاع هذا الوادي ، فقرر أن يبيت على مكان مرتفع ، فأخذ جاعِدَهُ ونام على مكان مرتفع بجانب الوادي . وفي أواخر الليل جاء السيل يهدر كالرعد فأخذ البيوت والقوم ، ولم يُبقِ سوى بعض المواشي .. وساق الرجل ما تبقى من المواشي وأضافها إلى مواشيه ، وصاح لها مناديا فتبعته وسار في طريقه عدة أيام أخر حتى وصل في أحد الأيام إلى بيت في الصحراء ، فرحب به صاحب البيت وكان رجلاً نحيفاً خفيف الحركة ، وأخذ يزيد في الترحيب به والتذبذب إليه حتى أوجس منه خيفة ، فنظر إليه وإذا به " ذو عيون بُرْق وأسنان فُرْق " فقال : آه هذا الذي أوصاني عنه الشيخ ، إن به نفس المواصفات لا ينقص منها شيء . وفي الليل تظاهر الرجل بأنه يريد أن يبيت خارج البيت قريباً من مواشيه وأغنامـه ، وأخذ فراشه وجَرَّه في ناحية ، ولكنه وضع حجارة تحت اللحاف ، وانتحى مكاناً غير بعيد يراقب منه حركات مضيفه ، وبعد أن أيقن المضيف أن ضيفه قد نام ،خاصة بعد أن لم يرَ حراكاً له ، أخذ يقترب منه على رؤوس أصابعه حتى وصله ولما لم يسمع منه أية حركة تأكد له أنه نائم بالفعل ، فعاد وأخذ سيفه وتقدم منه ببطء ثم هوى عليه بسيفه بضربه شديدة ، ولكن الضيف كان يقف وراءه فقال له : لقد اشتريت والله النصيحة ببعير ثم ضربه بسيفه فقتلـه ، وساق ماشيته وغاب في أعماق الصحراء . وبعد مسيرة عدة أيام وصل في ساعات الليل إلى منطقة أهله ، فوجد مضارب قومه على حالها ، فترك ماشيته خارج الحيّ ، وسار ناحية بيته ورفع الرواق ودخل البيت فوجد زوجته نائمة وبجانبها شاب طويل الشعر ، فاغتاظ لذلك ووضع يده على حسامه وأراد أن يهوى به على رؤوس الأثنين ، وفجأة تذكر النصيحه الثالثه التي تقول " نام على الندم ولا تنام على الدم " ، فبردت أعصابه وهدأ قليلاً فتركهم على حالهم ، وخرج من البيت وعاد إلى أغنامه ونام عندها حتى الصباح ، وبعد شروق الشمس ساق أغنامه واقترب من البيت فعرفه الناس ورحبوا به ، واستقبله أهل بيته وقالوا :له لقد تركتنا منذ فترة طويلة ، انظر كيف كبر خلالها ابنك حتى أصبح رجلاً ، ونظر الرجل إلى ابنه وإذا به ذلك الشاب الذي كان ينام بالأمس بجانب زوجته فحمد الله على سلامتهم ، وشكر ربه أن هداه إلى عدم قتلهم وقال بينه وبين نفسه والله إن كل نصيحه أحسن من بعير





  رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نشيدة ▐أهلا بزين ▐ دعاية شركة زين LaMiR الصوتيات والمرئيات 12 03-09-2015 02:00 AM
الإعلان عن توفر (56985) وظيفة هندسية وصحية شاغرة للرجال والنساء أتركيني تملكيني الاخبـار الساخنــه والاحــداث المثيــرة 7 10-31-2012 11:39 AM
50 نصيحة لكل فتاة الرحال عالم الزوجيه و الاسره والمجتمع 17 09-23-2010 11:08 AM
نصيحة اب لابنـــه روعة الاحساس المنتدى العـام 10 06-04-2010 04:01 PM
نصيحة من قلب ذبحني غلاك ذبحني غلاك الاسلامي 10 02-19-2010 11:26 PM



الساعة الآن 06:14 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas