قديم 06-02-2008, 03:12 AM   #1


[align=center]

أستاذ المناهج وأساليب التربية الاسلامية المساعد




د.سمير يونس صلاح


يُروى أن أسداً أنجب شبلاً، وذات يوم خرج لتحصيل طعام زوجته ومولوده الجديد، وبعد أن عاد لم يجد ولده، فسأل الأسد زوجته: أين ابني؟ فأجابت: لقد ذهبت لقضاء بعض الأغراض وتنفيذ بعض مهامي في بيتنا، فلما عدتُّ لم أجده! فخرج الأسد يبحث عن ولده، وبعد عناء طويل وبحث دؤوب.. وجد ابنه يسير في قطيع من الأغنام، فاقترب منه في لهفة وشوق، ولكنه فوجئ بأمر عجيب، أن ولده ينفر منه!!! حاول الأسد أن يقنع ولده بأنه أبوه، وأنه لا يليق بابن الأسد أن يسير في قافلة النعاج والخراف، فردَّ عليه ولده قائلاً: أنا مستريح مع الأغنام، ولن أستطيع فراقها، ولابديل عن صحبتها والسير في موكبها!!




هذه رسالة واضحة لأولاد المسلمين؛



وخاصة أنها رسالة لأبناء الملتزمين من هؤلاء الآباء.



إليك يا بني



تعلمك كيف تسير في حياتك، وكيف تختار أصدقاءك. وهي رسالة تدق ناقوس الخطر من اختيارك رفاق السوء، واستمرارك في السير معهم... فقد رأيت يا بني الحبيب كيف صار الشبل نعجة؟ واستقر بين الأغنام ورضي بذلك مع أنه شبل ابن أسد؟ فهل يليق أن يكون ابن الأسد نعجة؟!
أولادي الأحباب



لو كان الصلاح والتقوى والخلق الحسن يغني عن الصحبة الصالحة،


لكان أغنى الناس عن ذلك سيد الخلق وخاتم النبيين والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم،


لذا فقد أمره ربه سبحانه: واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا (28) (الكهف).



في كل يوم يشكو الأب وتشكو الأم، يسألان
سؤال الحيارى المكلومين على أفلاذ الأكباد، يسأل كل أب وكل أم: ماذا أصنع؟ كيف أربي؟ كيف أعالج؟ أولادنا... أميؤوس من علاجهم، أم أن هناك أملاً قائماً؟


ما من بيت فيه طفل أو غلام أو فتى أو شاب إلا ويحمل والداه همه، ويشكوان من الضعف في جانب أو أكثر من جوانب شخصيته، أو يقلقان من بعض تصرفاته وأقواله... فهل ضاع منا الطريق الذي نلتمس فيه حفظاً لأخلاق أولادنا وسلوكياتهم وقيمهم؟



لا تيأسوا






لا تيأس أيها الأب الأمين


، ولا تيأسي أيتها الأم الرحيمة،


ولكن قبل أن نتسرع ونعلق كل ما أصاب أولادنا على أخطائهم وتقصيرهم.. يجب أن نراجع أنفسنا أولاً، بل يجب أن نعتذر عن تقصيرنا في حق أولادنا.
اعتذار لأولادنا



فلنقل معاً: نعتذر إليكم أبناءنا وبناتنا عن:
انشغالنا بأنفسنا عنكم.
انشغالنا بأعمالنا عنكم.
انشغالنا بأهوائنا عنكم.
انشغالنا بآمالنا وآلامنا عنكم.
انشغالنا برغائب أنفسنا عنكم.



ولنعتذر أيضاً عن:




أخطائنا التي أضاعت تأثير القدوة الصالحة.



جهلنا بأساليب التربية،



وعدم سعينا لتنمية مهاراتنا التربوية من أجلكم.



انشغالنا بجمع المال من أجلكم وتركنا تربية نفوسكم وعقولكم.



ونجدد العهد مع أولادنا





نعدكم يا أفلاذ أكبادنا ومهج قلوبنا بأن:
نتعهد بالتربية والرعاية، حتى نلقى الله وقد أدينا الأمانة، فنجد الإجابة عندما يسألنا سبحانه عن رعيتنا، كما علمنا رسولنا الكريم الرحيم صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".



ننشغل بإرضاء الله تعالى وأن نتقيه عز وجل فيكم،


وأن نضعكم في موضع اهتمام يليق بحبنا لكم،


ونسأله سبحانه أن ينقذنا وإياكم من شر الدنيا ونار الآخرة،


فنكون بذلك قد لبينا نداء ربنا عز وجل: يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون (6) (التحريم).



نكون لكم قدوة حسنة مؤثرة في أقوالنا وأعمالنا،


فلا تكون تربيتنا لكم مجرد كلمات جوفاء فارغة من مضمونها وتأثيرها،


فتأخذون القول والعمل معاً،



وتصاغ شخصياتكم صياغة سليمة بدلاً من تشويهها،


وإصابتها بالانفصام في الشخصية بين القول والعمل.


كثير من أولادنا الذين حادوا عن الطريق السوي وانحرفوا


كان السبب


راجعاً إلى تقصير الوالديْن،


فأولادنا يكتسبون سلوكياتهم أول ما يكتسبونها من الآباء،


وهم يقلدوننا منذ الصغر،


ويأخذون عنا.


وفي أحايين كثيرة يعيشون فترة الطفولة أنقياء أتقياء عندما يؤدي الآباء والأمهات الأدوار التربوية المنوطة بهم،


وفجأة


نجد أولادنا وخاصة في نهاية المرحلة المتوسطة وبداية المرحلة الثانوية يجنحون إلى الاستقلال في الفكر ونظام الحياة.
صداقة مع الأولاد




وغالباً ما يكون ذلك أيضاً راجعاً


لفشل الوالدين



في تحقيق الصداقة مع الأولاد،


فيبحث الشاب عن أصدقائه،


وتبحث الفتاة عن صديقاتها؛ لأن الجانب السلطوي


في الأسرة يطغى على جانب الصداقة،


وهذا خطأ شائع في بيوتنا ومجتمعاتنا الشرقية، فيفرّ أولادنا من البيوت،


وتجدهم يعزفون حتى عن الخروج معنا للتنزه، ويعلنونها صريحة:


"نحب أن نخرج مع أصدقائنا وأصحابنا"


، ولا بأس بذلك ما دامت الصحبة طيبة ومأمونة،


لأن الحاجة إلى الأصدقاء من حاجات الإنسان في جميع مراحل العمر،


لكن الأمر يصير خطيراً عندما يعزف أولادنا عن الخروج معنا، أو يخرجون مرغمين لا مقبلين ولا مسرورين.



والخطر



يقع عندما يندمج أولادنا في صحبة سيئة،


ومعظم الانحراف يأتي من هذا الباب،


ويتم في مرح. لة المراهقة،


وحينها لا ينفع الندم،


ولا يجدي الصراخ،


ويتحول الشبل إلى نعجة، فهل ينتبه الآباء والأمهات إلى خطورة ذلك؟


وهل يستجيب لنا أولادنا كي



يصير الشبل أسداً





منقوووووول



منتظر تعليقاتكم
[/align]





  رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



الساعة الآن 05:35 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas