|
05-31-2024, 10:47 AM | #1 |
|
رغم أن الله علم الناس من خلال قصة ابنى آدم(ص) حكم دفن الموتى حيث بعث الغراب ليحفر فى الأرض ليعلم الابن القاتل كيفية دفن وهى اخفاء جثة أخيه القتيل بوضعها فى الحفرة وتغطيتها بما خرج من الحفرة إلا أن الناس خالفوا حكم الله بالدفن وفى حكم الدفن قال سبحانه : "فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ" بالطبع اختلفت طرق البشر التى اخترعوها من دين لأخر فمثلا فى الدين المسمى حاليا بالجينية وهو ما اصطلح عليه قديما بالزرادشتية يتم وضع الجثث على أسوار المعابد التى سماها البعض : أبراج الصمت ومن ثم تأتى الطيور الجارحة أو الكلاب وتأكل لحوم الموتى هذه الأبراج فيما مضى كانت خارج نطاق الكتل السكنية بمسافات بعيدة ومن ثم لم تكن أضرار التخلص من الجثث تظهر للناس ولكن نتيجة التوسع السكنى أصبحت تلك المعابد فى إيران والهند داخل نطاق المدن والقرى ومن ثم أصبحت الروائح النتنة والأمراض تنتشر نتيجة ترك الجثث فوق تلك الأسوار ومن النصوص التى وردت فى الإفستا وهو كتاب الزرادشتية المقدسة : " فليضعوا الجثة الخالية من الشعور مدة ليلتين أو ثلاث ليال أو شهر أو إلى الأبد إلى أن تطير الطيور " 9 فاركاد8 ص 299 "وفى هذا المكان المعترف ستلتهم الجثة من قبل الكلاب والطيور " 10فاركاد8 ص300 الفاركاد يعنى الفصل أو الباب الذى ذكرت فيها المسألة واسمه مراسم الدفن وطقوس الطهارة من نجاسة الميت ويقال والله أعلم : ان الجينيين الجدد تركوا هذا الحكم فى ديانتهم واستبدلوه حاليا بدفن موتاهم فى القبور لأنهم عرفوا مدى خطورة التخلص من الجثث بتلك الطريقة على الصحة العامة ومثلا فى الهندوسية بمختلف فروعها نجد أن وسيلة التخلص من الجثث هى : إعداد محرقة والمقصود مكان به أخشاب جافة لاشعال النار فيها بعد وضع الجثة فوقها وأحيانا يوضع الحى الذى يريد اظهار شرفه فوقها ليموت إن كان كاذبا وينجو إن كان صادقا وقد ورد ذلك فى أحد الكتب المقدسة لديهم وهو الرامايانا حيث قال الكتاب : "وسرعان ما أعدت المحرقة وتم حرق الجثمان وفقا للطقوس الدينية الهندية "ص96 وقال أيضا : "فبكت بمرارة ثم قالت صحيح أننى كنت فى سجن رافانا لكننى لم أفكر فى أحد غيرك كم أنا سيئة الحظ لأن زوجى يشك فى طهارتى فلماذا أعيش إذن ثم قالت سيتا التى كانت طاهرة نقية الفكر موجهة حديثها إلى لاكشمانا طبقا لمعتقدات الدين أرجوك أن توقد النار فى الحال فأطاع لاكشمانا سيتا وما لبثت سيتا أن أخذت تصلى لإله النار : إن شرفى بين يديك فساعدنى على تقديم الدليل على اخلاصى لك ولتكن وخزتك لى باردة كشجر الصندل ثم جلست سيتا فوق موقد النار "ص165 بالطبع التخلص من الجثث بالحرق ينشر رائحة اللحم البشرى الكريهة عند حرقها كما ينشر الجراثيم والأوبئة من خلال تطاير غبار اللحم والعظام فى الجو وتفرقه هنا وهناك ومثلا هناك أديان أخرى تستعمل التوابيت سواء كانت خشبية أو حجرية لوضع الجثث فيها مع اغلاقها ووضعها فيما يسمى تجاوزا قبور مبنية سواء كانت أهرام أو غيرها بالطبع القبر هو : حفرة أرضية يوضع فيها الميت ويغطى بالتراب الخارج منها أيا كان اسمه غبار أو رمل أو حصى .... بالطبع التوابيت خاصة الخشبية تتآكل نتيجة العوامل الجوية والأرضية ممثلة فى الحشرات القارضة وأما التوابيت الحجرية فلا تتآكل ولكن ما يحدث عند فتح المقبرة التى تتواجد فيها التوابيت الخشبية أو عند فتح التابوت الحجرى هو : شم من تواجدوا عند الفتح للهواء الفاسد والرائحة النتنة الخارج من التابوت وهو ما يفسر ما أسموه : لعنة الفراعنة فعندما فتح المقابر أو التوابيت يشم المتواجدون الجراثيم أو يلمسوها بأيديهم ومن ثم ينتقل المرض الذى كان فى الجثث إليهم ومن ثم توفى بعضهم ولذا يوصى عند فتح باب مقبرة بارتداء كمامة أو فتح الباب وتركه عدة ساعات ومع هذا الترك فإن الروائح الكريهة والجراثيم تنتشر فى المنطقة وأحيانا تتسبب فى مرض البعض ومثلا يقال أنه فى بعض أديان القبائل يكون هناك مدعوون لتناول الجثة بعد وفاة صاحبها أو صاحبتها حيث يقومون بالتهام لحوم الجثة وهو أمر أخر حرمه الله سبحانه حيث قال : " أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا " و حاليا لا نقوم بدفن الجثث لأننا لا نحفر حفرة لدفن الجثة وإنما نتركها على ظاهر الأرض ونقفل باب البناء وهو ليس قبرا إلا تجاوزا فى التعبير عندما شرع الله دفن الجثة بحفر حفرة فى الأرض ثم وضع الجثة فيها ثم إهالة التراب الخارج منها على الجثة فإنه وقى الناس بهذا التشريع من التالى : أولا شم الروائح النتنة وليحضر من يريد قطة ميتة أو فأر ميت أو صرصار ميت ويتركه يوما أو اثنين بجانب البيت وليتفضل بشم رائحته وسيجد أنها رائحة نتنة بامتياز ثانيا نشر الأمراض فيما بينهم فالعديد من الموتى يكونون مصابون بأمراض بعض منها وبائية ومن ثم عند ترك الجثة بدون وضعها فى الحفرة وإهالة التراب عليها فإن الجراثيم تخرج منها وتنتشر فى الهواء ناقلة المرض وأحيانا تدخل القوارض فى القبور وتنهش لحم الميت وتخرج فتذهب للبيوت ناشرة المرض بمجرد لمسها ما فى البيت من أرضيات أو ملابس أو ستائر أو غيرها ويقال أن أحد أسباب انتشار الطواعين قديما كان سببه تركها بدون دفن خوفا من انتقال المرض ولكن الفئران وأشباهها كانت تأكل لحوم الجثث وتذهب إلى البيوت ناشرة الطاعون من أجل ذلك حذر الله الناس من ترك البلد الموبوءة بمرض مميت حتى لا ينشروا المرض خارجها لأن فى الغالب لا يجرؤ الخائف من المرض ومن ثم الموت على دفن جثة مصابة بالمرض خوفا من انتقال المرض له وفى المعنى قال سبحانه : "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ" ثالثا بطء تحلل الجثث ومن ثم تظل الكثير من الجثث التى ترقد على سطح الأرض كهيئتها يوم دفنها حتى يوم فتح لبناء لاضافة جثة جديدة وأما نتيجة الدفن فى الحفرة فهى: سرعة تحلل الجثة نتيجة تفاعلها مع التراب المدفونة فيه وأحيانا ما يكثر الموتى خلال الأوبئة أو خلال الحروب حيث يقتل العشرات والمئات والآلاف ومن ثم يجب دفن كل تلك الجثث يوميا دون انتظار لأى شىء أخر لأن تحلل تلك الجثث وروائحها ينشر الأمراض والروائح غير المرغوب فيها وقد تناولت بعض الأعمال الأدبية : وجوب دفن الميت ففى مسرحية أنتيجونى لسوفوكليس اليونانى حكت المسرحية اعتراض أنتيجونى على قرار الملك كريون وهو خالها عدم دفن أخ لها لأنه فى رأيه شرير لا يستحق شرف الدفن بينما دفن أخيها الأخر لأنه فى نظره خير لأنه كان يتفق معه كما وجدنا فى الحكاية المعروفة وإن كانت ليست حقيقية : أن إيزيس الزوجة تقوم بالبحث عن قطع جثة زوجها أوزيريس التى قطعها ست أخاه الشرير ودفنها فى مواضع متعددة فى كل مقاطعات مصر حتى تجمعها أخيرا وتقوم بدفن الجثة تكريما للميت بالطبع : الدفن هو حق كل إنسان ميت مسلم أو كافر بدون تفرقة فعدم دفن إنسان هو إهانة له وإهانة للبشرية كلها ومن ثم وجدنا فى قصة إبنى آدم (ص) الابن النادم الآثم هو من يدفن أخاه المسلم الطيب |
06-01-2024, 06:36 AM | #2 |
|
|
|
|