|
03-01-2018, 01:47 PM | #1 |
|
ومَنْ خاف من الله خشع في صلاته ودعائه واستغفاره وتسبيحه.. وهكذا حياة الملائكة! ركوع وسجود.. ودعاء وبكاء.. واستغفار وتسبيح.. إنهم يدركون عظمة الله فليزمهم الخشوع دون تكلف.. {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ}[الرعد: 13] وزعيمهم الأكبر أشدُّهم خوفًا! لأنه أعرفهم به سبحانه! جبريل عليه السلام.. لا يلتفت هذا الخلْق الكريم إلى مكانته وقيادته وزعامته.. هو يعلم أنه رسول كريم.. هو يعلم أنه الروح الأمين.. هو يعلم أنه ذو قوة عند ذي العرش مكين.. إنه ليس قويًّا فحسب بل شديد القوى! آهٍ لو رأيتَه!! رآه حبيبنا صلى الله عليه وسلم في صورته الملائكية فوصف في انبهار.. فماذا قال؟! قال: «رَأَيْتُ جِبْرِيلَ عِنْدَ سِدْرَةِ المُنْتَهَى، عَلَيْهِ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ، يُنْتَثَرُ مِنْ رِيشِهِ التَّهَاوِيلُ: الدُّرُّ وَالْيَاقُوتُ»[1].. كيف خشوع هذا الخلق المهيب؟! يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم واصفًا خشوع جبريل: «مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي بِالمَلأِ الأَعْلَى وَجِبْرِيلُ كَالْحِلْسِ الْبَالِي مِنْ خَشْيَةِ اللهِ»[2]!! أتدرون ما الحلس البالي؟ إنه الوسادة القديمة المترهِّلة الممزقة! ألم أقل لكم: من كان أعرف بالله كان أخوف من الله! ما رأيكم أيها المؤمنون؟ ألا تحبون أن تتشبهوا بالملائكة في خشوعهم؟ لقد اختار لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هيئة من هيئات الملائكة، إذا فعلناها زاد خشوعنا! تُرى ما هذه الهيئة؟ إنها هيئة الصفوف! صفوف المُصَلِّين الخاشعة.. وكأنها صفوف الملائكة! يقول جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ رضي الله عنه: قَالَ خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «أَلَا تَصُفُّونَ كَمَا تَصُفُّ المَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهِمْ؟» قَالُوا: وَكَيْفَ تَصُفُّ المَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهِمْ؟ قَالَ: «يُتِمُّونَ الصَّفَّ الْأَوَّلَ ثُمَّ يَتَرَاصُّونَ فِي الصَّفِّ»[3]. إن هذا الملمح المنظَّم للملائكة أعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأراد أن يتشبَّه المُصَلُّون به، فهو يُمَثِّل صورة من صور الخشوع الكامل الذي يمنع من الاضطراب والخلل.. إن المصطفِّين بأدب ونظام وخضوع يُعلنون بمظهرهم أنهم في كامل التوقير لمن يصطفُّون له؛ ولأن الملائكة يُدركون قدرة الله وقوَّته فهم يخافونه ويخشونه دون تكلُّف.. قال تعالى في وصفه لملائكته: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}[النحل: 50]، وقال: {وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ}[الأنبياء: 28].. ولما كانت هذه الصفوف صفة خشوع، وعلامة خشية، صارت مصدرًا لفخر الملائكة، فنجدهم يقولون: {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ}[الصافات: 165]؛ بل إنهم يذكرون صفة الاصطفاف قبل صفة التسبيح! حيث قالوا بعدها: {وَإِنَّا لَنَحْنُ المُسَبِّحُونَ}[الصافات: 166].. وكأنَّ الاصطفاف يُوَضِّح هيئتهم بشكل أكبر، مع أنهم دائمو التسبيح؛ بدليل قوله تعالى: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ}[الأنبياء: 20]، فدلَّ ذلك على أنهم دائمو الاصطفاف كذلك، ويستمرُّ هذا حتى في المواقف الرهيبة، فليس هناك يوم أكثر رهبة من يوم القيامة، وهم مع هول ذلك اليوم لا ينسون صفوفهم! قال تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالمَلَكُ صَفًّا صَفًّا}[الفجر: 22]، وقال أيضًا: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا}[النبأ: 38].. ولذلك عندما أقسم الله بملائكته أقسم بهذه الصفة المميِّزة، فقال: {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا}[الصافات: 1].. قال عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس وغيرهم رضي الله عنهم: هم الملائكة[4].. لكلِّ هذا أحبَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تكون لنا صفوف الملائكة، حتى نصل إلى خشوعها؛ بل إنه صرَّح بأن هذه الهيئة المنتظمة هي إحدى الخصال التي فُضِّلت بها أُمَّة الإسلام عن غيرها من الأمم، فقال -فيما يرويه حذيفة بن اليمان رضي الله عنه-: «فُضِّلْنَا عَلَى النَّاسِ بِثَلَاثٍ: جُعِلَتْ صُفُوفُنَا كَصُفُوفِ المَلَائِكَةِ، وَجُعِلَتْ لَنَا الْأَرْضُ كُلُّهَا مَسْجِدًا وَجُعِلَتْ تُرْبَتُهَا لَنَا طَهُورًا إِذَا لَمْ نَجِدِ المَاءَ. وَذَكَرَ خَصْلَةً أُخْرَى»[5]. وذكر النووي رحمه الله أن المذكور في هذا الحديث خصلتان فقط، فقال: «قَالَ الْعُلَمَاء: المَذْكُور هُنَا خَصْلَتَانِ، لِأَنَّ قَضِيَّة الْأَرْض فِي كَوْنهَا مَسْجِدًا وَطَهُورًا خَصْلَة وَاحِدَة, وَأَمَّا الثَّالِثَة فَمَحْذُوفَة هُنَا، ذَكَرَهَا النَّسَائِيُّ مِنْ رِوَايَة أَبِي مَالِك الرَّاوِي هُنَا فِي مُسْلِمٍ قَالَ: «أُوتِيت هَذِهِ الْآيَات مِنْ خَوَاتِم الْبَقَرَة مِنْ كَنْز تَحْت الْعَرْش, وَلَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَد قَبْلِي وَلَا يُعْطَاهُنَّ أَحَد بَعْدِي»[6]. كلُّ هذا يدفعنا إلى إحسان الانتظام في صفوف الصلاة، وهذا سيُؤَدِّي بشكل مباشر إلى الخشوع في الصلاة الجماعية، ويكفي أننا نتَّبع رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمره، ونتشبَّه بالملائكة في هيئتها، ونعلو فوق الأمم بما فَضَّلنا ربُّنا به عليها.. وإذا حرص المؤمنون على صورة الصفِّ على المنهج النبوي فإنهم يُعطَون جائزة من الله عز وجل على هذا الانتظام، فضلًا عن الخشوع، ألا وهي الألفة بين القلوب واتحادها! فقد حكى لنا أبو مسعود الأنصاري رضي الله عنه موقفًا رقيقًا حانيًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم يُوَضِّح هذا الأمر فقال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا[7] فِي الصَّلَاةِ، وَيَقُولُ: «اسْتَوُوا وَلَا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ»[8]! فما أرقَّه صلى الله عليه وسلم وهو يمرُّ بين الصفوف يمسح أكتاف المُصَلِّين بيده الشريفة، ويأمرهم بالاستواء؛ لأن الاختلاف في المظهر قد يقود إلى اختلاف في المخبر، فصورته مكروهة إذًا في كل الأحوال. ولأجل هذه الفوائد العظيمة حرص المسلمون على تسوية صفوفهم وانتظامها مهما صعبت الظروف، أو تعقَّدت الأمور، ولنستمتع معًا برواية جابر بن عبد الله رضي الله عنهما حيث قال: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَوْمًا مِنْ جُهَيْنَةَ، فَقَاتَلُونَا قِتَالًا شَدِيدًا، فَلَمَّا صَلَّيْنَا الظُّهْرَ قَالَ المُشْرِكُونَ: لَوْ مِلْنَا عَلَيْهِمْ مَيْلَةً لَاقْتَطَعْنَاهُمْ. فَأَخْبَرَ جِبْرِيلُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَلِكَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: وَقَالُوا: إِنَّهُ سَتَأْتِيهِمْ صَلَاةٌ هِيَ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنَ الْأَوْلَادِ. فَلَمَّا حَضَرَتِ الْعَصْرُ، قَالَ: صَفَّنَا صَفَّيْنِ، وَالمُشْرِكُونَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ، قَالَ: فَكَبَّرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَكَبَّرْنَا، وَرَكَعَ فَرَكَعْنَا، ثُمَّ سَجَدَ وَسَجَدَ مَعَهُ الصَّفُّ الْأَوَّلُ، فَلَمَّا قَامُوا سَجَدَ الصَّفُّ الثَّانِي، ثُمَّ تَأَخَّرَ الصَّفُّ الْأَوَّلُ وَتَقَدَّمَ الصَّفُّ الثَّانِي، فَقَامُوا مَقَامَ الْأَوَّلِ، فَكَبَّرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَكَبَّرْنَا، وَرَكَعَ فَرَكَعْنَا، ثُمَّ سَجَدَ مَعَهُ الصَّفُّ الْأَوَّلُ وَقَامَ الثَّانِي، فَلَمَّا سَجَدَ الصَّفُّ الثَّانِي ثُمَّ جَلَسُوا جَمِيعًا سَلَّمَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم[9]. فها هي أشدُّ الظروف التي يمكن أن يقابلها إنسان أو أمَّة! إنها حالة حرب حقيقية، وقد أُخبروا أن العدوَّ سيهجم عليهم أثناء الصلاة، فلم يمنعهم هذا من ترتيب الصفوف، والصلاة بهذه الكيفية الخاصة؛ وهي صلاة الخوف، وقد حافظوا فيها على هيئتهم المتناسقة، فكانوا حقًّا ملائكيين في طاعتهم وصلاتهم وتسبيحهم! وحيث إننا عدنا إلى ذكر الملائكة فإنني أُفضِّل أن أُنهيَ هذا الفصل بحديث صحيح يظهر فيه خشوع الملائكة، عسى أن نقدر لله قدره، فنخشع له كما خشع هذا الخلق العجيب! قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ، رِجْلَاهُ فِي الْأَرْضِ السُّفْلَى، وَعَلَى قَرْنِهِ الْعَرْشُ، وَبَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ وَعَاتِقِهِ خَفَقَانُ الطَّيْرِ سَبْعمِائَةِ سَنَةٍ، يَقُولُ المَلَكُ: سُبْحَانَكَ حَيْثُ كُنْتَ»[10]! والسؤال المهم: كيف نُحسن ترتيب صفوفنا؟ وكيف نجعلها على الهيئة المناسبة التي تُرضي ربنا؟ إن هذه الهيئة موصوفة بدقَّة في السُّنَّة النبوية، وقد فصلنا القول عنها في مقال: تسوية الصفوف في الصلاة. فاللهم ارزقنا خشوعًا كخشوع ملائكتك، يملأ علينا أفئدتنا، ويُسعد أرواحنا، إنك على كل شيء قدير. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ [1] أحمد (3915)، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده حسن. وابن حبان (6428)، وأبو يعلى (5360)، وقال حسين سليم أسد: إسناده حسن. وقال ابن كثير عن رواية أحمد: وهذا إسناد جيد قوي. انظر: ابن كثير: تفسير القرآن العظيم 7/451، وحسنه الألباني، انظر: التعليقات الحسان 9/178. [2] الطبراني: المعجم الأوسط (4679)، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وابن أبي عاصم: السنة 1/276، وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح. انظر: مجمع الزوائد 1/78، وصححه الألباني، انظر: السلسلة الصحيحة (2289)، وقال السيوطي: وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه بسند صحيح. انظر: السيوطي: الدر المنثور 5/216، والخصائص الكبرى 1/261، وزاد السيوطي في الدر المنثور: وفي لفظ لابن مردويه: «مَرَرْتُ عَلَى جِبْرِيلَ فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ فَإِذَا هُوَ كَأَنَّهُ حِلْسٌ بَالٍ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ». الدر المنثور 5/216. [3] مسلم: كتاب الصلاة، باب الأمر بالسكون في الصلاة والنهي عن الإشارة باليد ورفعها عند السلام وإتمام الصفوف الأول والتراص فيها والأمر بالاجتماع، (430)، وأبو داود (661)، والنسائي (890)، وابن ماجه (992)، وأحمد (21001). [4] ابن كثير: تفسير القرآن العظيم 7/5. [5] مسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة، (522). [6] النووي: المنهاج 5/4، ورواية النسائي هي: «وَأُوتِيتُ هَؤُلَاءِ الْآيَاتِ آخِرَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ لَمْ يُعْطَ مِنْهُ أَحَدٌ قَبْلِي، وَلَا يُعْطَى مِنْهُ أَحَدٌ بَعْدِي». النسائي (8022)، وأحمد (23299) وقال الأرناءوط: إسناده صحيح على شرط مسلم رجاله ثقات. وابن حبان (1697)، وصححه الألباني، انظر: التعليقات الحسان 3/243، والسلسلة الصحيحة (1482). [7] يَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا؛ أَيْ يُسَوِّي مَنَاكِبَنَا فِي الصُّفُوفِ وَيَعْدِلُنَا فِيهَا. النووي: المنهاج 4/155، والمناكِب جمع مَنْكِب؛ وهو مُجْتَمَعُ رأس العَضُد والكَتِف. انظر: المعجم الوسيط 2/950. [8] مسلم: كتاب الصلاة، باب تسوية الصفوف وإقامتها وفضل الأول فالأول منها والازدحام على الصف الأول والمسابقة إليها وتقديم أولي الفضل وتقريبهم من الإمام، (432)، والنسائي (886)، وأحمد (17143). [9] مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب صلاة الخوف، (840). [10] الطبراني: المعجم الأوسط، 6/314 (6503) عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط، وقال: تفرد به عبد الله بن المنكدر. قلت: هو وأبوه ضعيفان. انظر: مجمع الزوائد 1/80، وصححه الألباني انظر: صحيح الجامع 1/208 (853)، وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَةِ اللهِ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ، إِنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِ مِائَةِ عَامٍ». أبو داود (4727)، وصححه الألباني، انظر: السلسلة الصحيحة (151). من كتاب كيف تخشع في صلاتك للدكتور راغب السرجاني |
03-01-2018, 10:59 PM | #2 |
|
وفي ميزان حسناتك يارب |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
خواطر حول مقال الملائكة الحارسة المرافقة | عطيه الدماطى | الاسلامي | 0 | 06-06-2023 09:27 PM |
الرد على مقال الملائكة | عطيه الدماطى | الاسلامي | 1 | 04-02-2023 04:47 AM |
خشوع طفل من كلام الله!! | صمتي ذبحني | الصوتيات والمرئيات | 9 | 11-16-2013 06:15 PM |